هش هش ياديب   الديب   بقلم : غريب المنسى ........................ ترافع المحامى المصرى الشهير فريد الديب عن الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك مرافعة ضعيفة لاترقى لمستوى شهرته ونجوميته وأتعابه المرتفعة, ولاترقى أيضا لمستوى موكله بتاتا, فهو على مايبدو محامى قوى فى جرائم المخدرات والثأر فى الصعيد الجوانى وهى كلها جرائم محلية درجة ثالثة , ونسى تماما انه يترافع ليس فقط عن حسنى مبارك ولكنه موكل باظهار حقيقة تاريخ كامل لدولة محترمة نهبت وأصبحت ملطشة فى عهد موكله , أو على الاقل هذا ماهو ثابت فى وجدان الشعب المصرى !! وكان لزاما عليه أن يحاول أن يثبت لنا ولهيئة المحكمة أن موكله ليس هو المسؤل عن تدهور مصر فى خلال الثلث قرن الأخير . ولكن على مايبدو أن لكل انسان قدرات وهذه هى قدرات أكبر محامى فى مصر وهى بالتأكيد لاترقى لمستوى محامى جنائى متوسط المستوى فى أوروبا أو الولايات المتحدة. واذا كانت هذه قدرات الكبير فعلى الله السلام فى المهنة . مشكلة الديب هى مشكلة مجتمع وثقافة بليدة وستكون النتيجة أنه سيكون السبب الرئيسى فى التفاف حبل المشنقة حول رقبة موكله!! فنحن فى مصر ننفخ فى كل من هب ودب فهذا هو المحامى الكبير وذاك هو الاعلامى الخطير وهذا هو الكاتب القدير فى حين أن مستوى هؤلاء الكبار لايرقى لمستوى الالومبياد , فكل لاعبينا على الرغم من شهرتهم المحلية الساطعة لايقبل أى نادى أوربى درجة ثانية بقبولهم بين صفوفه !! لماذا ؟! لان ننفخ فيما لاينفخ من الأساس. فى نهاية مرافعته وجه الديب كلمات انشائية لهيئة المحكمة وللشعب المصرى على طريقة شيوخ الترب وحتى يحلل اتعابه وحتى يخدر موكله فقد قال: يا نسر الجو الجريح وقائد نسور مصر الأبطال فى حرب أكتوبر حملت روحك على كفيك مرات ومرات وواجهت الموت بقلب البواسل فنجاك الله لتواصل مسيرة الجهاد لا تحزن بغدر من غدروا بك وأنت تسمع وترى بنى وطنك ينقضون عليك وأنت أعزل، وانفضّ بين عشية وضحاها كل من كانوا حولك. ملحوظة مهمة: هذا النسر الجريح تقاضى مرتبه ومخصصاته بالكامل كموظف عام خلال حرب أكتوبر وهذه كانت وظيفته وليست منا منه على الشعب المصرى. النسر الجريح صفة تخص الأبطال اللذين كانوا فى الخطوط الأمامية واللذين اشتشهدوا وأصيبوا ولم يعد يذكرهم احد . واستطرد الديب وكأن ضميره غير مستريح عن قوة حجته بقوله : إذا حكموا بإدانتك فهى إرادة الله، فاذهب إلى ساحة التنفيذ مودعًا بالقلوب والعبرات. كسبنا صلاة النبى .. وحتى قبل صدور الحكم فنحن نتوقع أن تحكم المحكمة بادانة مبارك وحتى تمتص الغضب الشعبى , وسيقوم المجلس العسكرى بالعفو عن مبارك بعد ادانته لاعتبارات كثيرة منها سجله العسكرى الناصع وسنه المتقدم . وبذلك سيغلق ملف مبارك تماما , وستغلق صفحة مهمة من تاريخ مصر المعاصر وسيفتح الباب للمزورين لكتابة تاريخ مفبرك كانت الفرصة سانحة لنا للتعرف عليه بكل صراحة من خلال محاكمة مبارك . وهذا هو مرضنا السياسى الخطير وهو الخوف من المواجهة مع الذات واصرارنا على عملية التغطية على الحقائق . فنحن لن يصلح الله من أمورنا الا اذا كشفنا كل الاوراق وتصالحنا مع ماضينا , وهذا هو الغرض الذى كان منشودا من محاكمة مبارك. طبعا النيابة العامة مسؤولة عن اداء الديب المتواضع لأنها حاصرته بتوجيه عدة تهم هزيلة لموكله بالقياس بباقى الجرائم التى ارتكبها موكله فى ثلث قرن وكنا نتطلع ونتوقع أن يكون الديب ديبا وينقض بشراسة على كل الفترة التاريخية ليدافع عن شعب مصر وتاريخ مصر ويظهر الحق تماما ويترك للمحكمة الراى فى العفو او العقاب, فمبارك مثله مثل أى انسان ليس مجرما على طول الخط وليس بريئا براءة مطلقة , لذلك فاستيراتيجة الديب فى الدفاع لاترقى لمستوى أتعابه ونحن نرجوه أن يعيد الأتعاب فورا لموكله أو ماينوب عنه. أنا لست محاميا ولكنى أكاد أن أجزم بأن أى محامى لمبارك لم يفتح ملف أمريكا واسرائيل فى المحكمة هو محامى محدود القدرات لأن سر فترة مبارك وسبب نهايته المأسوية يكمن فى ملف أمريكا واسرائيل وبدون فتح هذه الملفات فنحن أمام محاكمة هزلية ومرافعة مبتورة من الأساس فالرئيس مبارك لم يكن فى يوما من الأيام رئيسا دمويا مع شعبه , ولكنه بكل أسف انزلق فى لعق عسل أمريكا واسرائيل وأدمن الراحة على حساب شعبه الجائع. نحن كمراقبين محايدين نرجو اعادة محاكمة مبارك على تهم صحيحة تمت فى عهده حتى نرى التاريخ بلارتوش وهذا فى صالح مبارك نفسه لأننا من خلال وقائع المحكمة قد نتعاطف مع ضعفه الانسانى فهو انسان مثلنا وليس مقدس , وكل انسان له هفوات ونزوات والقاضى المتمرس يمكنه من استشفاف الحقيقة اذا ذكرت الوقائع بكل صراحة وبدون لف أو دوران. وهش هش ياديب...   06/11/2014 مصرنا ©