الطاعون   الاختراق   بقلم : غريب المنسى ........................ مجلة تايم الأمريكية وبمناسبة العام الميلادى الجديد نشرت موضوع شديد الأهمية عن تنبؤات العام الجديد للشرق الأوسط, قام باعداد هذا الموضوع مكتب مخابرات قطاع خاص . وهذه المكاتب منتشرة فى الولايات المتحدة تحت مسميات وأشكال وأحجام مختلفة منها ماهو صهيونى ومنها ماهو مسيحى يمينى ومنها ماهو بالقطعة وحسب اتجاه الريح, واتفق على تسميتها اعلاميا ضمنيا بمراكز الأبحاث, ويعمل بها معظم المتقاعدين من الجيش الأمريكى ووكالة المخابرات المركزية وبعض الدبلوماسيين اللذين عملوا سابقا فى المنطقة موضوع الدراسة ويستقوا معلوماتهم من بعض الشخصيات المحلية التى سافرت لأمريكا بدافع أكل العيش وانتهى بهم الامر الى أن يكونوا جواسيس مقنعين تحت عنوان البحث والتنقيب. وعندما يعود أحدهم الى بلده تستقبله وسائل الاعلام وتقدمه للعامة على أنه الباحث العبقرى فى مؤسسة مش عارف ايه الأمريكية التى تبحث وتبحث وتبحث !! والبحث والمباحث كلمتان مشتقتان من عنصر فولاذى واحد يحتاج الى درجة عالية من الاستعداد للدخول فى متاهات الغرض منها فى النهاية تخريب البلد الأم فى مقابل حفنة دولارات لاتصمد كثيرا أمام اليورو!! عموما .. نعود الى موضوعنا وهو أن مجلة التايم قامت بالتنبؤ بمستقبل 12 دولة فى الشرق الأوسط لعام 2012 وكانت هذه الدول : ليبيا واسرائيل ولبنان ومصر وسوريا واليمن والسعودية والاردن والبحرين وايران والعراق وتركيا. وكانت المعطيات الثابته الذى يتم تقييم هذه البلدان وبالتالى التنبؤ بالمستقبل قائمة على أربعة أسس : الأول الصراع على السلطة والثانى المشاكل الاقتصادية والثالث الصراعات الموجودة بين الأقليات الدينية والمذهبية والعنصرية والرابع عدم الاستقرار الداخلى ومايصاحبه من عنف وجرائم وعدم استتباب للأمن. وكانت نتيجة الدراسة فضلا عن أنها مخيفة الا أنها تؤكد بوضوح أن هناك مؤامرة لتدمير وتفكيك وتكسير هذا الشرق الأوسط وجعله علب صغيرة متصارعة ومتقاتلة لأى سبب من الأسباب الأربعة التى ذكرتها عاليه, والذى يؤكد صحة توقعاتى أن الريموت كنترول القادر على تفجير أى مشكلة من هذه المشاكل ومن عن بعد جاهز ومستعد لأن النار تم وضعها بجانب الكيروسين فى خضم تقاعس وطنى واضح ومساعدة محلية ترقى الى مرتبة الخيانة . كل دولة من دول الشرق الأوسط على الأقل لديها عنصرين من العناصر الأربعة الكفيلة بتحويلها الى بؤرة صراع مزمن يستغرق سنوات طويلة , ماعدا أربعة دول يمكن تقسيمهم الى موجب وسالب : فالسعودية واسرائيل يمكنهم السيطرة على هذه المشاكل الداخلية ولكن مشاكلهم المستقبلية ستكون من خارج الحدود ويتوقف الى حد كبير على مستقبل ايران وطموحها فى القوة الاقليمية. أما العراق ومصر هما الدولتان الموجود فيهم بالفعل كل العناصر الأربعة أو خلطة التدمير النهائى والى مالانهاية بكل هدوء وبساطة. ** لاحظ أن العراق ومصر من أكبر وأقوى الدول العربية!! نحن نعترف بأن الاستقلال والتبعية هو موضوع نسبى فى العلاقات الشخصية والدولية , فمع تشابك العلاقات بين الدول والأفراد ليس هناك دولة أو فرد مستقل تماما أو تابع تماما , ولكننا هنا نتكلم عن موضوع جديد تماما وهو موضوع الاختراق!! لقد تم اختراق العراق من قبل وتكسيرها واليوم الدور فى التقسيم على مصر بعدما تم اختراقها وبالتالى لن تكون هناك دولة عربية لها ثقل استيراتيجى أوعلمى أو تقافى أو حضارى أو مستقرة فى المنطقة , وستكون قطر هى أكبر دولة فى الشرق الأوسط من حيث المساحة والثقل . كل هذا الاختراق لم يتم بين ليلة وضحاها ولكنه تم من خلال عملية منظمة وصبورة استغرقت وقتا طويلا. سؤل ثعلب كيف تأكل فيلا؟ أجاب الثعلب : أقطعه أولا ثم أبدأ فى مضغه قطعة قطعة , لايهم كم من الوقت سأستغرق, لكننى فى النهاية سأكون قد وضعته فى بطنى الصغيرة هذه !! ماذا نحن فاعلون فى مصر؟ سؤال محير جدا .. فالقادة على الأقل السياسيون مخترقون , والاعلاميون مخترقون , وكل المنظمات الحقوقية مخترقة , والتعليم مخترق , وقس على ذلك كل الأجهزة الفعالة فى الدولة مخترقة فكيف ندحض الاختراق؟ كل قادتنا حنجورين لديهم عشى ليلى يرون فقط جزأ من الصورة وليس الصورة كاملة ولايوجد شخص واحد على الساحة يرى الصورة كاملة . فكيف يمكن التطهر من الاختراق؟ أو بمعنى آخر كيف يمكن لدولة محاربة الطاعون؟ لابد من اتخاذ اجراءات حاسمة لايهم أن تكون شعبية يصفق لها الناس فالدواء ليس لذيذا بأى حال , لابد أن يكون هناك قائدا غير مشبوه يتخد اجراءات حاسمة يساعده الشعب على تنفيذها هذا القائد لابد أن يتصرف بطريقة جحا فالطاعون وصل الى بيتك ياجحا !! ماذا أنت فاعل؟ لابد من وجود سيطرة كاملة على الاعلام والأمن وتوعية الناس.   06/11/2014 مصرنا ©