| | | | القائد العزيز
| | الأب والابن | |
بقلم : غريب المنسى ........................
توفى الى رحمة الله تعالى هذا الاسبوع حاكم كوريا الشمالية القصير المكير كيم سونج الثانى تاركا بلده بعد أن ورثها عن أبيه الى ابنه الشاب اليافع كيم الثالث, ونشرت وكالات الأنباء صور كورية حكومية وفيها يبكى الشعب الكورى عن بكرة أبيه لفراق هذا "القائد العزيز" كما يطلقون عليه هناك, واستغربت لهذا الاجماع على الحزن والبكاء والنحيب من كل الشعب الكورى الشمالى فى وقت واحد على كيم الثانى وكأنه كان يوزع عليهم كل صباح سندوتشات عسل نحل وقشطه!!هذا الاجماع على الحزن المفبرك فى بلد يرغب معظم سكانه فى الفرار الى كوريا الجنوبية أو حتى الى الصين يذكرنا تماما بأيام الشيوعية فى عز مجدها عندما كان الزعيم هو الأب والأم وأنور وجدى!!.. وقفزت الى ذاكرتى صورة ماوتسى تونج الزعيم الصينى الشرس الذى حكم الصين بالحديد والنار والذى وضع الصين على الطريق الصحيح لتكون قوة عظمى, وحتى عندما مالت الصين الى الخط الرأسمالى أصبحت محتكرة العالم اقتصاديا.
وموت ديكتاتور آسيوى يعطينا فرصة للتساؤل عن ماذا تحتاج الشعوب من حكامها, هل تحتاج الى حاكم حازم أم حاكم متساهل يطلقون عليه تأدبا ديموقراطى ؟ ان هناك خط رفيع جدا يفصل بين الديموقراطية والديكتاتورية هذا الخط الفاصل تجاوزته الحكومات الغربية عن عمد لصالح فئة متحكمة اقتصاديا, فالشرق الديكتاتورى يتحكم فيه الحزب الشيوعى والغرب الديموقراطى يتحكم فيه طبقة رأس المال من "وول ستريت" , فاذا كانت الكتلة الشرقية تؤمن بديكتاتورية القائد وعصمته من الخطأ ,فان الكتلة الغربية تؤمن بديكتاتورية قانون رأس المال ومصالح الطبقة البرجوازية, وفى الحقيقة لايوجد فرق بين الأنظمة السياسية غربا وشرقا , ففى كلتا الحالتين يدفع ثمن عنوان النظام السياسى المواطن , الفرق الوحيد أنه فى الغرب يدفع الشعب الثمن وهو يضحك وسعيد ومبسوط لأنه تبرمج على أنه حر وديموقراطى لمجرد أنه يستطيع أن يعبر عن رايه بدون خوف. وهنا دعنى أذكرك بأنه هناك فرق شاسع بين أن تعبر عن رأيك بدون خوف وبين أن تعمل الحكومة برأيك !! وهذه هى الخدعة الكبيرة فى حكاية الديموقراطية الغربية !! فالديموقراطية الغربية تدعوك بكل صراحة للجهر والتنفيس عن نفسك ومشاكلك بكل حرية ولكن .. الدولة تعمل ماتراه فى الصالح العام لها وللاقلية المتحكمة فى عملية دوران رأس المال.
رحم الله الزعيم الكورى الشمالى الذى وبرغم ديكتاتوريته وقسوته أسس جيشا نوويا يعتبر الخامس فى ترتيب القوة على مستوى العالم فى دولة تعدادها عشرين مليونا فقط لاغير ووضع شعبه على الطريق الصحيح, وحتى لو مال "ابنه العزيز" الى الغرب فسوف تكون كوريا الشمالية من الدول الكبرى التى تصدر تقنيات جبارة فى مجال التسليح وبالذات الصواريخ العابرة للقارات.
ولكن ماذا عن "قادتنا الأعزاء" فى الشرق الأوسط؟ هل نحن شعوب اشتراكية أو رأسمالية أم دينية ؟
لقد تم التلاعب فى جيناتنا السياسية فأصبحنا شعوب"البين بين" نمسك العصا من المنتصف , فنحن اشتراكيون حسب الطلب ورأسماليون عند الفشخرة ودينيون عند الانتخابات!! واصبحنا خطأ تاريخى يتساوى تماما مع الخطا البيولجى فى الجينات البشرية التى تجعل الشخص غير محدد الهوية الجنسية: فلاهو رجل ولاهو امرأة . Trans Gender وهذا هو السبب فى عدم وجود "قائد عزيز" فى مصر حتى الآن؟ ولهذا السبب سيستمر مسلسل "فرح العمدة" الدائر حاليا فى مصر الى أجل غير مسمى؟ وسيستمر الكر والفر والصراخ والعويل وقنابل الغاز الى أن نتمكن من الفرز لنفصل بين الزنديق والوطنى فى هذه الظروف التاريخية الحساسة؟ فليس كل مايلمع ذهبا وليس كل من لبس بدلة أصبح افندى.
أين أنت أيها القائد المصرى العزيز؟
اظهر وبان عليك الآمان
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|