مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
............................................................................................................................................................

 
 

             الجيل الرابع من الحروب
...............................................................

بقلم :غريب المنسى
......................

ميزانية البنتاجون - وزارة الدفاع الامريكيه - تبلغ حوالى ثلاثمائة مليار دولارسنويا .. طبعا ميزانيه ضخمة جدا فهى أكثر من ميزانية دستة من دول العالم الثالث - ولأن امريكا ترى انها هى ضابط بوليس العالم فخبراء وزارة الدفاع عاكفون على بناء خطط عسكريه متطورة تكون سابقة فى الامكانيات عن أى دولة فى العالم بما فيهم اعضاء  الناتو - والناتو لتنشيط ذاكرتك هو مجموعة الدول المرتبطه مع امريكا بااتفاقيات دفاع مشتركه وكل هذه الدول تقريبا اوربيه بما فيهم تركيا .

ولأن الميزانيه ضخمه والامكانيات متوفرة فلقد صمموا الخطه الفين وعشرة 2010 وهذا من سنتين أى انهم سابقين للأحداث بحوالى ستة سنوات .. ولكن هذه الخطه اثارة زوبعه من الجدل بين خبراء الاستراتجيات العسكرية فالخطه متقدمة جدا وتستخدم فيها اسلحة حديثه جدا بمعنى أدق الخطة رسمت جندى القرن الواحد والعشرين وما يحتاجه من تكنولوجيا فى أرض المعركه فهى خطة تعتمد تماما على التكنولوجيا التجاريه المتقدمة التى يشتريها الجيش ليسخرها لأهدافه العسكريه .

ورغم أن الخطه متقدمه تكنولوجيا الا أنها تلغى العقل البشرى فالجندى والقائد يعتمدون على تكنولوجيا تجعل أية معركة تنتهى لصالحهم فى ساعات أو أيام محدوده ... وهذا هو سر فشل الخطه من الناحيه الواقعيه فالخطه تفترض أن هناك جيش نظامى مدرب لذلك قدمت افتراضات علميه لما يمكن أن يقوم به هذا الجيش وبالتالى التعامل معه فقط بالزراير -- هذه الخطه ممتازة لو أن الجيش الامريكى سيواجه الحيش الروسى أو الجيش الالمانى أو حتى الجيش المصرى ..... ولكنها فشلت فشلا زريعا فى مواجهة الجيل الرابع من الحروب وهذا هو موضوعنا اليوم.

قبل أن نقفز الى الجيل الرابع لابد أن نمر مرورا سريعا على الاجيال السابقه من الحروب فالبشريه  دائما فى حالة تأهب-- وتصارع الدول على تامين حدودها يقتضى منها أن تتسلح وهذا التسلح اخد عدة مراحل : فالمرحلة الاولى كانت مرحلة الحرب بالسيوف والخيل وتلتها مرحلة مدافع البارود التى بدءها نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسيه على مصر وتلتها المرحلة الثالثه فى الحرب العالميه الثانيه وقد كانت هذه الحرب بداية المرحلة الثالته لأنها كانت الحرب الاولى من نوعها التى استخدمت فيها الطائرات المقاتلة لدعم القوات المرتجلة فكانت سيمفونية التنسيق بين الارض والجو والبحرهى سمات بداية الجيل الثالث من الحروب وهى الحرب التقليديه بين جيشين نظاميين يستخدمان اسلحة تقليديه فى حرب تقليديه ..  فيها هازم ومهزوم .. ومعنى الأسلحة التقليديه هنا هوالأسلحة المتعارف عليها كالدبابات والطائرات والمدفعية ...  اما الغير تقليدية فهى الأسلحة الكيماويه والجرثوميه والنوويه فهى محرمة دوليا ومتفق عليها حتى بين الاعداء .

أما الجيل الرابع من الحروب فهى الحرب الغير متكافئه بين جيش نظامى محترف ومجموعة من الثوار المحليين الذى يطلق عليهم جيش محلى هذه الحرب الغير متكافئه صعبة جدا لأنها لاتعطى الجيش النظامى الفرصة للحرب .... فهى حرب عصابات ومغامرات ومفاجاءات لذلك كان فشل الخطه 2010 انها لم تضع فى اعتبارها حرب العصابات أو لنكون أدق الجيل الرابع .

وقد بدأ هذه الاستراتيجيه فى الحروب ماوتسى تونج الزعيم الصينى العظيم الذى أراد ان يحارب الحكومه المركزيه فى بكين بما تملكه من سلاح وعتاد بتجنيده الفلاحين وسكان القرى وتدريبهم على استخدام وسائل بدائيه لتكبيد الجيش المدرب خسائر وقد نجحت هذه الخطه وحقق ماوتسى تونج اهدافه بوسائل بدائيه كانت هى الشعاع الأول للجيل الرابع .

ولكن الذى نقحها وطورها هو الزعيم الفيتنامى هوشى منه فى فيتنام وكلنا نعلم ان الثوار الكمبوديين صمدوا امام الجيش الامريكى وكبدوه خسائر جسيمه .. أى انها حرب استنزافيه معرقلة تضع صناع القرار فى الدولة المعتديه فى وضع الدفاع .

أما الفلسطنيون فقد استخدموا هذه الحرب وببراعة فى الانتفاضه الأولى ... واصبح الجيش الاسرائيلى فى وضع تلخبط : كيف تواجه دبابة طفل يرمى بالحجارة؟  وهنا اكتسبت الانتفاضه الاولى اهتمام عالمى واصبحت اسرائيل لأول مرة فى التاريخ فى صورة القوى الظالم المفترى.... بعدما كان العالم ينظر اليها انها دولة تدافع عن نفسها ... وقد نجحت هذه الانتفاضه لأن الذى ادارها من الداخل فلسطنيون عاديون .

عندما فوجىء ياسرعرفات بما يحدث على أرض الواقع.. لم يكن يعلم ان الفلسطينيون يستخدمون الجيل الرابع من الحروب وبعد اغتيال أبو حهاد - العقل المدبر - وضع كوادره فى الانتفاضه ..وبدأ الروتين الثورى .. فتحولت من انتفاضه طبيعيه يديرها المواطنون العاديون الى انتفاضه مصنعه فقدت تلقائيتها وبريقها -  وهذا موضوع آخر.

 ان الجيل الرابع من الحروب هو حرب العصابات ان جاز التعبير..ولمواجهة هذا النوع من الحروب لابد أن يفكر مخططى البنتاجون فى مواجهة حرب غير تقليديه .....وهو ما فشلت فيه الخطه الفين وعشرة

السؤال الأن ماهى مواصفات الخطه العسكريه التى يمكنها التعامل مع حرب العصابات؟

  أول عنصر من عناصر آية خطه هو الا ستطلاع وجمع المعلومات من أرض الواقع فلابد أن تكون أمام القائد الميدانى معلومات دقيقه عما هو خلف الأشجار وداخل البيوت ودور العبادة وهو ما يؤكد ضرورة وجود جواسيس ..... وهولاء الجواسيس لابد أن يكونوا محليين أى من سكان المنطقة ... وهذا صعب جدا لأن طبيعة المشكلة عادة يكون له طابع قومى ..وبالتالى يصعب تجنيد العناصر المطلوبه ان لم يكن مستحيل .

ثانيا : أن تكون القوات سريعة الحركة فلسنا بحاجة الى دبابات ولكن الى قوات انتشارسريع ...كقوات محاربة الشغب .... قوات يمكنها المناورة والهرب اذا لزم الأمر بسرعة وبدون خسائر جسيمه لأن ارض المعركة ماهى الا فخ منصوب ....لايهم فيه القوة والعدد ولكن المهم هو السرعة فى القفز والجرى  .

لاشك أن عنصر التكنولوجيا مهم جدا ... ولكن الاعتماد عليها كليا قد يضرولاينفع لأن اتخاذ القرار يعتمد على العين المجردة وليس الكمبيوتر .... انها ليست حرب زراير متقدمه ولكنها حرب متخلفة ولكنها مؤثرة..

  والى حديث أخر عن الجيل الرابع فى العراق

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية