مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الدولة الميدانية

 

أبو علاء

 

بقلم : غريب المنسى
........................

من المعلوم منطقيا وعلميا وتاريخيا أن فترة انعدام الوزن بعد أى تغيير حتى على مستوى الشركات والمصالح يستغرق مدة زمنية تتفاوات هذه المدة طبقا لطبيعة التغيير, فالتغيير فى القيادات يكون أسهل كثيرا من التغيير فى الاستيراتيجيات. ونحن فى مصر بعد ثورة يناير مازلنا نعانى من مرحلة خلخلة مابعد تغيير القيادات , وأخشى أن ننزلق وننسى الهدف من التغيير وننشغل بمشاكل فرعية جانبية تعطلنا عن الهدف الرئيسى من التغيير وهو تغيير الاستيراتيجية الرئيسية فى السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتعليمية لهذا الشعب الكادح.

قيادة مصر ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة, والمشكلة الرئيسية الآن أمام المجلس العسكرى هو كيفية توحيد الصفوف لمواجهة المشاكل والتحديات الاقتصادية الجبارة التى تواجهنا , ونحن وان كنا من المؤمنين بالديموقراطية فان الديموقراطية الرخوة ليس لها أى وجود الا فى عقول بعض الحالمين, علبة الديموقراطية تأتى مغلفة وبداخلها قانون صارم يحدد الحقوق والواجبات لكل فرد , وقوانين الديموقراطية فى الولايات المتحدة شرسة جدا حتى أننى فى بعض اللحظات أخشى من تطبيق الديموقراطية فى مصر خوفا على الناس البسطاء, فعندما ترتفع نسبة الأمية والبطالة والعنوسة وينخفض مستوى التعليم والبحث العلمى ومستوى دخل الفرد تكون الديموقراطية هى نوع من أنواع التسيب ولاتأتى بالنتيجة المطلوبة والمرغوبة .

هناك طريقتان للقيادة : الأولى هى القيادة السلبية وهى الطريقة التى استخدمها النظام السابق بحرفنة شديدة , فالنظام السابق اعتمد على التفرقة والتنابز بين أبناء الوطن الواحد ونشر الفقر والحاجة بين الناس حتى يتم له السيطرة على جحافل من الجوعى والمشتتين فى خزعبلات ايدولوجية لاتغنى ولاتسمن من جوع فالكل ينادى بالديموقراطية على سجيته وبالدولة المدنية على عواهنها بالسماع وليس بالفهم .

والطريقة الثانية للادارة وهى الايجابية وهى تعتمد على توجيه تفكير الشعب للمشاكل الرئيسية التى تواجه المجموع ولفت نظر الناس بطريقة حسية الى أن المصائب القومية لو نزلت لن تفرق بين احدا على الاطلاق, ونحن هنا نتحدث عن مشاكل نقص المياه والزراعة والتعليم والطعام والانتاج وهى كلها مشاكل قائمة وجادة وخطيرة ,ومع ذلك تتصرف النخبة المغيبة والمستهترة وكأننا دولة عالم أول لديها مؤسسات علمية واقتصادية راسخة وتوزع صدقات على باقى دول العالم.

ومفهوم الادارة الايجابية يمكن تحقيقه بنفس الطرق التى كانت تستخدم فى تنفيذ الادارة السلبية , والمطلوب فقط هو تغيير الرسالة الاعلامية ورفع مؤشر الخطر والطوارىء فى ذهن المواطن, فالناس تتحد دائما أمام الأخطار المحيقة وهذه هى مهمة الاعلام فى هذه الفترة الحاسمة, لابد من الاعتماد على رسالة اعلامية صادقة توضح للناس وبالصورة ماذا سيكون عليه الحال لو نقصت كمية المياه والغذاء فى الأسواق وضرورة العمل والتفكير فى أى مشكلة قومية مفترضة لأننا لو واجهناها بدون توقع لن تفرق بين أحدا منا , بدلا من الانشغال فى توافه الأمور.

الدولة الميدانية من وجهة نظرى هى الدولة العملية التى تحدد أهدافها بوضوح وواقعية وتسير فى طريق تحقيق هذه الأهداف بطريقة حاسمة غير عابئة بالايدولوجيات الفارغة, فهناك ثمانين مليون مقاتل يمكن توجيهم للبناء والتعمير بنفس الدرجة التى يمكن توجيهم الى التناحر والتدمير.

فى الولايات المتحدة وفى شهر يوليو من كل عام تكون هناك دورة سرية يدعى اليها الشخصيات السياسية القيادية التى يتوسم فيها الولاء والاخلاص للوطن ولايحق لأحد منهم الاخبارعن مكان تواجده أو السبب لغيابه لمدة اسبوعين حتى لأقاربه من الدرجة الأولى , ويقسم هؤلاء المجتمعين الى فريقين ويوضع لهم كل يوم سيناريو مختلف لحدث قومى مختلف محتمل حدوثه , ويتم تحليل مواقف كل فريق على حده. ويتم التناوب بين الفريقين على أن يلعب كل فريق دور مختلف فى كل سيناريو , فمثلا اليوم يلعب الفريق رقم واحد دور وزراء فى الدولة وقت وقوع الأزمة ويلعب الفريق الثانى دور العدو فى هذا السيناريو .. وهكذا يتم التناوب بينهم لمدة اسبوعين فى سيناريوهات مختلفة .. ونتيجة هذه الدورة التى وصفها دان رامسيفيلد بأنها شيقة ومسلية تسجل كتوصيات للقيادة السياسية حتى لايكون هناك مشكلة مفاجاءة بدون توقع . وأعتقد أن لدينا وفرة فى السيناريوهات المحتملة ولدينا أيضا العقول الواعية ولكن ينقصنا التنفيذ.

من أحلى شعارات الثورة التى سمعتها حتى الآن كان شعار " الجيش والشعب ايد واحده" والى كل المستهترين والمتلاعبين فى الظلام والمختبئين فى البوص أود أن اضيف معلومة بسيطة هنا وهى أن الجيش ايده تقيلة حبتين فلا داعى لمحاولة اثارة الحليم . ولقد أعذر من أنذر!! ان بقايا النظام السابق وفلوله ليست هى المشكلة , فالجيش بيده الثقيلة يمكن وضعهم فى "قفة" خلال أيام , ولكن المشكلة الحقيقية فضلا عن مشاكلنا الداخلية هى الاعداء المتربصين بنا فى الخارج وعلى حدودنا الشرقية , هؤلاء الأعداء هم من تعاون معهم النظام السابق ليديرنا بالطريقة السلبية .

******

سوو صفوفكم



 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية