مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
............................................................................................................................................................

 
 

             رجال لهم الجنة
...............................................................

بقلم :غريب المنسى
......................

الخبر هو ترك بيل جيت مؤسس ميكرسوفت - وهو أغنى رجل فى العالم - عمله فى ميكروسوفت والتفرغ التام لاعمال الخير من خلال مؤسسة خيرية قام بتاسيسها هو وزوجته ميلندا تبلغ ميزانية هذه المؤسسة ومن خلال أمواله الشخصية حوالى خمسة وثلاثون مليار دولار ومن أهدافها الاساسية تشجيع الطلبة فى الولايات المتحدة وبالذات فى المراحل الابتدائية من خلال امدادهم بوسائل تعليمية متقدمة منها الكمبيوتر وأيضا بمساعدة مرضى الدول الافريقية وامدادهم بالدواء االمعالج للايدز .... هدف نبيل لاشك فى ذلك.

وفى نفس الاسبوع خرجت علينا وكالات الانباء بخبر تبرع المياردير الامريكى - وارن بافت - وهو ثانى أغنى رجل فى العالم بعد بيل جيت - بمبلغ اثنين وثلاثين مليار دولار لمؤسسة بيل جيت الخيرية وهو حوالى تمانين بالمائه من ثروته وأيضا توجه هذه الاموال لنفس أغراض مؤسسة بيل جيت الخيرية.

فى أسبوع واحد أنزل الله سبحانه وتعالى الهداية فى قلب اثنين من أغنى أغنياؤه - على الاقل الظاهرين - وجعلهم يتصرفون برحمة وعطف ومثالية اختفت من هذا العصر وهو أمر يدعو للعجب لانهم لايدعون أن هدفهم دينى أو سياسى أومظهرة اجتماعية فكما نرى من حجم ثرواتهم أنهم يستطيعون شراء كل ما يمكن شراؤه ولكن - وهذا هو سر التعجب - كيف وصل هؤلاء الرجال الى هذا التفكير المجرد البسيط وهم فى أوج مجدهم وهو أننا فى النهاية سواسية وسنوارى التراب ليس هناك فرقا الا العمل الصالح.

الموضوع على ما يبدو أعمق من ذلك وهو مرتبط بالتربية والدراسة والمجتمع وأيضا الفهم الصحيح للديانة والحياة بوجه عام  ففى الوقت الذى نرى فيه أغنياء العرب وقد زادت ثرواتهم واحتلوا أماكن متقدمة فى لائحة أغنياء العالم التى تظهر سنويا عن مؤسسة فوربس لتصنيف الاغنياء لم يقدمو أى شىء يذكر لمجتماعاتهم المحلية ناهيك عن البشرية عموما.

الفرق بين أثرياء العرب وأثرياء الغرب كبير جدا فالعرب يعلنون عن ثرائهم بزجاجة ويسكى وعشوة كباب وتعدد الزوجات وسيارة فارهة ولاسباب مرتبطة بالخلفية الاجتماعية والثقافية والتربويةلايميلون الى أعمال الخير الخفية التى هى أساس الدين الاسلامى فبناء مدرسة أو مستشفى هى من المشروعات الصعبة على عقلية الاثرياء العرب لماذا ؟

لانهم فى حقيقة الامر - وهذا ليس تحاملا عليهم - خائفون ويلهثون لجمع ثرواتهم غير مبالين بالسبب الاساسى لجمع الثروة أو بمعنى أدق مشغولون بالنجاح متناسين الهدف من النجاح .

       من تصرفات بيل جيت و وارن بافت ومن قبلهم تيد تيرنر مؤسس السى ان ان أستطيع أن أحدد - وأنا لست بمليونير- أن الثراء الفاحش ليس له نهاية وبمرور الوقت يصبح الثراء شىء ممل والقيام بعمل خيرى له معنى أهم وأعمق من تحصيل الثراء فى حد ذاته .

هكذا تصرفوا وهكذا كسبوا احترام الجميع .

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية