| | | | دولة عنترة
| | عنترة | |
بقلم : غريب المنسى ........................
يمكن تلخيص مكاسب ثورة يناير فى مصر فى أنها أجهضت مشروع التوريث فقط , وفيما عدا ذلك يعتبر فقاقيع فى الهواء الطلق بغرض الهاء عموم المصريين والايحاء اليهم بأننا فى مرحلة نقاء ثورى جديدة . وكما قلنا سابقا فان الثورة هبطت على رجال الجيش ولم يصنعوها وتماشت مع أهوائهم فقط من ناحية اجهاض مخطط التوريث لذلك أيدوها ولكنهم سيطروا عليها وسرقوا أضوائها من الشباب , وعلى مايبدو للمتابع انهم سائرون بطريقة خداع تكتيكى عسكرى حتى يسيطروا على الأمور ليقفز واحدا منهم على السلطة , لتبقى مصر أسيرة لحكم العسكر بما له من عيوب ومزايا.
يخطىء من يظن أن مشاكل مصر المتراكمة والمصيرية سوف يحلها بيان عسكرى منمق يدغدغ مشاعر الجماهير الوطنية , فالمشاكل أكبر من من الكلام اللذيذ السهل . وخلايا النظام السابق النائمة مازالت تعمل بجد وهمة على ابقاء الوضع على ماهو عليه , فالتغيير تم فقط فى قشرة النظام أما تحت هذه القشرة جذور مجذرة من العفن والانتهازية تحتاج الى ليفة قناوى لازالة هذا الجلخ العالق بوجه هذا الوطن.
أحيانا أتساءل فى صمت : هل الجيش فعلا لديه تصور عام وشامل لمشاكل مصر؟ أم أنه يستخدم سياسة " ريح الشعب بالكلام يريحك" ؟ وهل الجيش بجد يعرف تماما موقعه وموقفه على خريطة الأحداث العالمية والمحلية؟ واذا كان الجيش يعلم موقع مصر على خريطة الأحداث الدولية فلماذا يتصرف بهذا البطىء الشديد ولم يتحرك ويقوم بعملية تمشيط شاملة للمفسدين لنبدأ على نظافة؟ ولماذا ظهرت الجماعات السلفية والاصولية والسفلية والعلوية الأن كجزء من ديكور ديموقراطى حتى يتم الايحاء الينا بأننا فى أزهى عصور الديموقراطية؟ وأتساءل فى غضب الى متى سيظل الجيش "يقلوظ لنا العمم" وفى مصلحة من سيبقى الوضع على قديمه بتغيير بسيط فى سيناريو الاخراج المحبك ؟
مصر دولة عربية اسلامية أفريقية , وهذا يكفى ليس فقط لاسكات كل الأصوات الأصولية التى تتصارع على الظهور لاثبات هذه الحقيقة الدامغة بطريقة ستعيدنا الى عصور سلفية عفا عليها الزمن ولكنه سيؤكد هوية مصر بلا تنازع , واذا اقتنعنا جميعا بهذه البديهية يجب علينا أن نتفرغ لمواجهة التحديات التى تواجهنا وهى تحديات خطيرة ستؤثر على حياتنا بعيدا عن لعبة السياسة التى يلعبها الجيش فى سبيل تخدير الشعب والمحافظة الوهمية على الأمن.
أمام مصر عدة تحديات خطيرة فشل نظام مبارك سواء عن عمد أو جهل فى علاجها وها نحن الآن نهرب من مواجهتها لسبب بسيط أنها تحديات تتطلب العمل والعلم والخبرة والتضحية وخطط العمل وليس الكلام المنمق عن الديموقراطية, فهل الجيش لديه حلول لهذه المشاكل ؟ وماهى وسيلته لمواجهتها ؟
التحدى الأول : الاكتفاء الذاتى من القمح والذرة. التحدى الثانى : مشكلة مياه النيل وتحكم الدول الأفريقية المطلة على نهر النيل فى حصة مصر التاريخية. التحدى الثالث : هل ستكون مصر دولة نووية سلمية أم ستعتمد على الطاقة المتجددة كمصدر رئيسى للطاقة؟ التحدى الرابع : تعديل منظومة التعليم الخربة حتى نضمن مستقبل أفضل لمصر. التحدى الخامس : تحديد هوية مصر السياسية : هل سنكون نظام رئأسى أم برلمانى , أم نظام عسكراوى؟
طبعا كل تحدى من التحديات السابقة له خبراؤه وله رجاله ودارسيه الذى ازاحهم النظام السابق عن عمد لتبقى دولة حديد أحمد عز والشماشرجى حارس بوابة القصر وقاطع الطريق أمام الشرفاء زكريا عزمى .
نقول مرة أخرى هل الجيش لديه تصور عام لمشاكل مصر ؟ وهل لديه الشجاعة للاستعانة بالرجال اللذين يملكون الحلول والدراسات التى أخذت جل عمرهم ؟ أم أن الجيش سيعتمد على سماحة الشيخ الجليل محمد حسان لحل مشاكل مصر بدعاء فك الكرب وازالة الهم والغم والكرب؟
أيها المصريين لقد أهدر النظام السابق وقت ثمين لتأمين مستقبلكم , ونحن الآن فى مرحلة من المفروض أن تكون جديدة , فهل يعقل أن يشوشونا مرة أخرى بحكايات ماما نجوى قبل النوم مثل: هل يصلح موسى ان يكون رئيسا ؟ وأن يكون الشيخ محمود هو منظر هذه المرحلة دينيا ؟ وأن يكون عنترة بالنياشين هو الحاكم الفعلى للبلاد ؟ فلتسقط جميع الخزعبلات حتى يمكننا التركيز بموضوعية على المشاكل الحقيقية للمستقبل والحاضر.
هذه البلاد شقة مفروشة !
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|