مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الفيران تطالب بهروب القطط

 

" كس أم القطط"

 

بقلم : غريب المنسى
........................


يحكى أن مجموعة من الفئران سقطت فى برميل خمر, فشربوا منه حتى الثمالة, وبعد أن استبد بهم السكر انتابتهم حالة من استداعاء شعور اللاوعى , وبدو شجعانا متحررين من مخاوفهم وتحفظاتهم الساكنة فى أعماق سريرتهم , وهنا بدأت مرحلة العربدة المستهترة لديهم , فجلسوا يتناقشون فى انبساط مشاكلهم الحياتية وكيف يواجهون الصعوبات التى تواجههم فى حياتهم اليومية والمطاردات والأكمنة المستمرة لهم من القطط , وفجاء وتحت تاثير الخمر نطقوا جميعا فى صوت واحد بما يشبه توحد الجميع فى مواجهة الظلم والطغيان وعدم المساواة والعنصرية فى توزيع الطعام فى شجاعة وبدون تردد : " كس أم القطط" !!

ماحدث مع هذه المجموعة من الفئران تحت تاثير الخمر , هو بالضبط ماحدث مع الشعوب العربية فى الشرق الاوسط تحت تأثير الظلم , فالضغوط السياسية والاقتصادية وقسوة الامن الداخلى على الناس أصابتهم بالاحباط الموجب , وهذا الاحباط الموجب هو الذى دفع الناس للتظاهر ضد عهر وقسوة الانظمة السياسية فى تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين , والبقية تاتى . فلم يعد أمام الناس مايخشونه , فالحياة والموت لديهم سيان, بل ربما يكون الموت أرحم أحيانا من مواجهة واقع مظلم مكتئب.

وعندما صاح المصريين فى نفس واحد " كس أم القطط " هوى عرش القط الكبير وهربت معه كل القطط السمان فى أكبر عملية هروب جماعى من القطط أمام الفئران لم تشهدها البشرية منذ قيام الثورة البلشفية , وعملية هروب قط من الفأر هى عملية عسيرة جدا ومهينة للقط الذى هو لسبب ما لأفهمه اعطى لنفسه الحق لافتراس الفئران غير عابىء بأى قوانين وضعية أو الهية تدعوا الى المساواة بين المخاليق , فما ذنب الفار حتى يفترسه قط ؟ ومن الذى أعطى القط هذا الحق؟ ولماذا نستعجب عندما يطالب الفار بحقوقه الطبيعية فى حياة كريمة مستقلة؟

ولكن الا تتفقون معى فى أن السبب الأساسى الذى جعل القط يتفرعن على الفار هو أن القط أكثر فطنة وتنظيما من الفار, فالفار يتصرف بعقلية المطارد الشريد الصعلوك الذى لايستحق الحياة , لذلك يهرول دائما أمام القط , ماذا لو أن الفئران غيرت من استيراتيجية مواجهة القطط , وبدلا من الهروب أمامه تقفز على ظهره وتبدأ فى نخر قفاه وتصيبه فى مقتل؟ العملية هنا تحتاج الى اعادة تنظيم بين الفئران ليتفهموا أبعاد المواجهة مع القطط وأن يتعاهدوا فيما بينهم على أن لايحدث مستقبلا أى خوف من القطط مهما كان الثمن , وأن يعتمد الفئران من الآن فصاعدا على قدراتهم الذاتية فى التنظيم والتخطيط والادارة.

وينبغى أيضا على مجموعة الفئران التى تشكل السواد الأعظم فى مجارى المدينة أن تكون مخلصة النية والضمير لبعضها البعض , وان يستعينوا بقيادات فيرانية مشهود لها بالاخلاص والصمود أمام القطط , لأن الذى لايعلمه معظم الفيران أن هناك فعلا فيران فى المناطق المهجورة أكبر حجما وقوة من القطط المدللة , ولكن الذى ينقص الفئران على مايبدوا ليس الحجم ولكن العقيدة .

أيها الفأر لابد أن تبدأ من الآن فى تغيير مفاهيمك نحو الحياة : فأنت من حقك أن تأكل وتتناسل وتعيش فى سلام غير مطارد وغير آمن على غدك , ومن حقك أن تدافع عن نفسك وتحتاط ضد المؤامرات القططيه , ومن حقك أن تقاوم القطط فى أى وقت ومكان .. ولكن الذى ينقصك بعض من الشجاعة , فلقد جبلوك منذ نعومة أظافرك على أنك فأر جبان ولكن كل المعادلات الحسابية تؤكد أنك لاتقل قوة وحنكة وذكاء عن القطط .

الى الأمام أيها الفأر .. وليكن شعارك : الفيران تطالب بهروب القطط .



 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية