اسرائيل بعد مبارك   سليمان   بقلم : غريب المنسى ........................ بمتابعة سريعة لموقع دبكا الاسرائيلى لسان حال المخابرات العسكرية الاسرائيلية لنعرف ماذا يدور خلف الكواليس فى مصر والعالم العربى وجدنا تقرير يصور حالة التحفز التى فرضت نفسها على الحكومة الاسرائيلية نتيجة تنحى مبارك وتسلم الجيش المصرى قيادة البلاد, وهو خوف له مايبرره سيما أن الجنرال عمر سليمان نائب الرئيس لمدة ثمانية أيام فقط ربما قد يكون خرج من معادلة قيادة مصر, ولأن اللواء سليمان له علاقات قوية بالولايات المتحدة واسرائيل من الباب السرى فهو كان يشكل عنصر الضمان للسياسات المصرية فى الفترة القادمة حيال اسرائيل. فاسرائيل والولايات المتحدة يرونه الشخصية القادرة على اتباع مسيرة ربيبه مبارك. قلق اسرائيل مرجعه أن المشير طنطاوى لاتربطه باسرائيل أى علاقات على الاطلاق ولايعرفون توجهاته حيالها بل أن اسرائيل لاتعرف توجهات معظم القادة المصريين اللذين سيطروا على مقاليد مصر الآن, لأن مبارك كان هو الوحيد المسيطر على ملف العلاقات السياسية والعسكرية مع اسرائيل بعيدا عن وزير دفاعه المشير طنطاوى, وكان عمر سليمان بتكليف من مبارك هو المسؤول الوحيد عن الملف الأمنى مع اسرائيل , ولهذا فالرجل علاقاته جيدة مع اسرائيل والولايات المتحدة, وكانت الولايات المتحدة واسرائيل تؤيد الدفع بعمر سليمان لخلافة مبارك وهى خلافة لم تدم طويلا بسبب تنحى مبارك المفاجىء. ومن ناحية اخرى وصلت العلاقة بين الرئيس الأمريكى أوباما والملك السعودى عبد الله الى حد القطيعة , ويقال ان الملك السعودى أصيب بأزمة قلبية أمكن اسعافه منها عندما احتدم النقاش بيه وبين الرئيس الأمريكى حول مستقبل مبارك, فالعاهل السعودى كان مصرا على أن تساند الولايات المتحدة مبارك بكل قوة حتى يستمر فى المحافظة على مايسمونه بالاستقرار فى الشرق الأوسط , ومانطلق نحن عليه المحافظة على قهر الشعوب حتى لاتصيبها عدوى المظاهرات والثورات, وان الرئيس أوباما أرسل مبعوث أمريكى خاص للملك عبد الله فى المغرب ولكن الأخير رفض استقباله عندما تيقن أن مبارك قد فقد تأييد الولايات المتحدة الى الأبد. نحن الآن أمام حالة من الحزن الشديد على تنحى مبارك ليس من الشعب المصرى ولكن الحزن مصدره اسرائيل والمملكة السعودية التى كانت مستعدة أن تقدم الدعم المادى لمبارك حتى يستمر فى الحكم وحتى لايخضع للضغوط الأمريكية ولكن كما يقولون جاءت المبادرة السعودية متاخرة قليلا , فلقد قذف الشعب والجيش المصرى مبارك خارج معادلة التربيطات والسمسرة والتنازلات تحت مسمى المحافظة على استقرار المنطقة. للولايات المتحدة واسرائيل نتوجه بلفت أنظارهم الى أن الرئيس القادم لمصر والذى سيختاره الشعب المصرى سيكون أفضل من مبارك كثيرا فى المحافظة على مصالح كل دول المنطقة بمافيها اسرائيل وسيكون أفضل من مبارك فى المحافظة على مصالح الولايات المتحدة فى المنطقة لأنه سيكون رئيس منتخب من الشعب المصرى ولن يلعب بكروت محروقة وفزعات كاذبة لتخويف اسرائيل والولايات المتحدة. سيحافظ الرئيس القادم على كل المعاهدات الدولية لمصر بما فيها معاهدة السلام مع اسرائيل وهذا هو كل مايهم اسرائيل فى الوقت الحالى . الولايات المتحدة واسرائيل دول ديموقراطية ولسنوات طويلة ربطت هذه الدول مصالحها وأمنها بنظم استبدادية والسبب ببساطة أنهم تعودو أن يتعاملوا مع شخص واحد متحكم فى كل الملفات الداخلية والخارجية والعالمية والأمنية فى هذه الدول , ولكن من وجهة نظر الشعب المصرى وقيادته الحكيمة لن يكون هناك شخص واحد متحكم فى كل ملفات مصر الخارجية بعد اليوم وهذا أفضل للولايات المتحدة واسرائيل على المدى الطويل. الرئيس القادم لمصر سيكون أمامه تحديات داخلية جبارة ليس من بينها ابدا التخلص من معاهدة السلام مع اسرائيل, ولكنه قد يكون متعاطف مع مشاكل الشعب الفلسطينى ولأنه منتخب من الشعب فلابد أن يظهر تعاطفه لأن الشعب المصرى متعاطف مع الشعب الفلسطينى فى غزة, والأحرى باسرائيل بدلا من مراقبة من سيكون الرئيس القادم لمصر وماهى توجهاته حيالها أن تحاول حل المشكلة الفلسطينية على أسس عادلة, فالزمن لن يعود الى الوراء مرة أخرى وأن مبارك كان غلطة تاريخية تمسكت بها اسرائيل وحافظت عليها ولكن بعد زوال مبارك لن يكون هناك مبارك آخر على الأقل فى المستقبل المنظور.   06/11/2014 مصرنا ©