رجال لهم الشفقة
...............................................................
بقلم :غريب المنسى
......................
فى الواقع هناك تشابه كبير بين محمد الفايد المصرى وأرسطو أوناسيس اليونانى فكل من الرجلين بدء حياته من الصفر .. الاول بائع كازوزا فى حى الجمرك بالاسكندرية والثانى بائع سجائرمتجول فى شوارع الارجنتين ....... كل من الرجلين مر بطفولة معذبة ومدفوع للحياة بنهم حيوانى.
كل من الرجلين لاشك مولود بمواهب من ضمن هذه المواهب رؤية الفرصة واقتناصها وهذه الموهبة هى التى فرقت وتفرق بين الناس فالاول بعد الحرب العالمية الاولى أحس باأهمية النقل البحرى بين الدول وبدأ بشراء ناقلة قديمة بكل مايملك هو ومعارفه ليحولها الى أكبر أسطول نقل بحرى تجارى عرفه العالم فى القرن العشرين والثانى تحول من فقراء الله الصالحين الى أشهر صاحب محل فى العالم بتملكه محل هارولدز البريطانى الشهيرفى أوائل الثمانينات.
كل من الرجلين جعل من زواجه صاروخ طائرا للاأعلى لينتقل به من وضعه العادى الى وضع الاغنياء وبعدما وصل الى هدفه هرب من زوجته بطريقة مشينة فالاول استغل زواجه من تينا ابنة أكبر صاحب سفن يونانية ليبنى أول أكبر شاحنة تجارية فى عصره لينقل البترول من الخليخ الى أمريكا وأوربا والثانى تزوج سميرة خاشقجى ابنة وزير الصحة السعودى السابق الدكتور محمد الخاشقجى والطبيب الخاص بالملك عبد العزيز مؤسس السعودية وأخت عدنان البليونير السعودى المعروف ليؤسس امبراطورية الفايد فى بريطانيا.
كل من الرجلين لم يكن أغنى أغنياء عصره ولكنهم استخدموا الفضائح الاعلامية ليكونوا سمعة دولية فالاول مر بكل مومسات أوربا وانتهى بزواجه من أرملة الرئيس الامريكى جون كيندى وليضمن تغطية اعلامية مستمرة والثانى أثار ضجة دولية عن كيفية حصوله على نصف مليار استرلينى فى أوائل الثمانينات ليشترى هارولدز وانتهت بعدم حصوله على الجنسية الانجليزية.
كل من الرجلين لم يكن له دوافع خيرية من قلبه ولكنها كلها قائمة على الضجة والتهليل فلم يبنى الاول كنيسة أومستشفى والثانى لم يبن جامع أو مستوصف ولكن كانوا مشهوريين بشرائهم الالماظ وبعيارات ثقلية للمومسات وتحت بصر صحفيي التابلويد حتى يسمع العالم عن قدراتهم الفائقة فى الانفاق.
كل من الرجلين خرج من جلده ونسى ماضيه وحاول تغيير تاريخه وبطريقة مشينة فالاول ادعى أنه من أكبرالعائلات اليونانية وهو لم يكن يونانى الاصل والثانى ادعى أنه ابن باشا مصرى متخصص فى تجارة القطن قبل الثورة وأثارحفيظة أعدائه الذين أثبتوا بالمستندات أنه ابن عبد المنعم فايد مدرس اللغة العربية فى مدرسة البوصيرى الابتدائيه وأمه هى هانم قطب ابنة أحد فقراء قرية الرحمانية بحيرة.
كل من الرجلين لم يكن موهوب فى تكوين الصداقات ولكنهم كانوا أساتذه فى تكوين الاعداء فالرجلين اشتروا بااموالهم الولاء والخدمة والطاعة ولكنهم فشلوا فى احتواء صديق واحد خارج محيط اسرهم فقائمة أعداء الفايد طويلة تبدء بالخاشقجى مرورا بمهدى التاجر وعائلة المكتوم واشرف مروان وتنى رونالد رجل الاعمال البريطانى - الذى انفق أربعين مليون جنيه استرلينى من ماله الخاص ليثبت أن الفايد كذاب - ولتنتهى قائمة كاريهيه بالاسرة المالكة الانجليزية.
كل من الرجلين معروف عنه أنه صعب وعنيد ومفترى وله قوة جبارة لايستطيع فرد أو مجموعة أن يكسروه ..... الحالة الوحيدة لتكسيره هى قوة دولة وقد اوقعهم الله فى أيد من لايرحم نظير تعجرفهم وتبطرهم للنعمة وأيضا ليضرب لنا نحن الفقراء المثل.
فالاول أحال الله عليه المخابرات المركزية الامريكية لتكسر ظهره بقتل ابنه الوحيد الكسندر فى حادثة طائرة مدبرة ولتتوه ثروته وليعانى قبل موته من لعنة عقدة الذنب وليصاب بالجنون المحدود والسبب أنه عامل جاكلين كيندى - زوجته - هو وأولاده بطريقة ليس فيها أى شىء من الاحترام فلقد أطلقوا عليها لقب الارملة المشئومة وأيضا لينهوا عصره وليفتحوا الباب لوجوه جديدة فى عالم النقل البحرى.
والثانى بالمقارنة بالاسرة المالكة البريطانية - الامبراطورية التى لن تغيب عنها الشمس - يطلق عليه لقب البواب .. أراد بكل غباء وعجرفة وأنانية وجهل وتخلف أن يزوج ابنه عماد من الاميرة ديانا طليقة ولى عهد بريطانيا وجتى يكون هو جد ملك بريطانيا القادم فااوقعه الله فى أيد من لايرحم وهم جهازى المخابرات الانجليزى الداخلى والخارجى الام اى 5-والام اى 6 ليقتلوا ابنه وليجعلوه ينفق ما تبقى من عمره محسورا متشككا يبحث عن دليل فى قاع المحيط.
هل تتفق معى أنهم رجال يستحقون الشفقه !!