مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الاخوان اللصوص

 

عمر سليمان

 

بقلم : غريب المنسى
........................


رد الرئيس أوباما على سؤال عن جماعة الاخوان المسلمين فى مصر للفوكس نيوز بقوله: الاخوان المسلمين فى مصر جماعة مصرية شانها شأن أى جماعة أخرى ليبرالية أو اشتراكية أو شيوعية وأن مصر دولة تميل الى العلمانية والمجتمع المدنى وأنا لست قلق من قفز الأخوان على السلطة فى مصر كما كان يروج من قبل , فهم- ويقصد مبارك وأبو الغيط وعمر سليمان- أفهمونا فى السابق أن هناك خيارين فقط لاغير : اما نحن أم الأخوان المسلمين. وأنا الآن مقتنع تماما من خلال معرفتى بالمجتمع المصرى أن هناك اختيارات أخرى كثيرة الأخوان المسلمين واحدا منها.

****

بمجرد أن سقط النظام المصرى وقدم تنازلاته مكرها ومرغما للحكومة الأمريكية والشعب المصرى , بدأ هذا النظام فى التماسك مرة اخرى ونشط فى استخدام الخطة "بى" وهى انسحاب حسنى مبارك من الصورة وتقدم عمر سليمان بوجه جديد وخطط قديمة , فبدلا من الكلام عن الأخوان اللصوص اللذين سلبوا ونهبوا ثروات البلد بقيادة اللص الكبير أصبح موضوع الساعة الأن هو الأخوان المسلمين , وكأن الأخوان عفريت من الجن, وهذا يؤكد مرة أخرى أن عمر سليمان لم يستوعب بعد هذه اللحظة التاريخية ويريد تشويش الشعب مرة أخرى , ولكن الأخوان لحسن الحظ هذه المرة من وجهة نظر الولايات المتحدة ليست جماعة جهادية تدعوا الى الارهاب بقدر ماهم جماعة محافظة تدعوا الى العدل والمساواة وتوزيع ثروات الوطن على الجميع بالمساواة وهى لاتختلف كثيرا عن جماعات أمريكية مسيحية محافظة محفوظة الحقوق بالقانون والدستور الأمريكى .

مازال عمر سليمان يرتدى قميص مبارك بمحاولة استخدامه الاخوان المسلمين كفزاعة للغرب. ونسى تماما السبب المباشر لقيام ثورة اللوتس , نسى ان هناك دستورا يحتاج الى التنقيح حتى يضمن لكل مواطن حقه بصرف النظر عن دينه وتعليمه وموقعه فى السلم الاجتماعى , ونسى أن هناك مجلس شعب يحتاج الى اعادة انتخاب حر ومباشر حتى يعبر عن كل قطاعات الشعب بدون تزوير, ونسى أن هناك مشكلة الفاقة والفقر وتدنى المستوى الاجتماعى والصحى والتعليمى لعموم المصريين, ونسى أن مصر فى كارثة اقتصادية حقيقية وركز على موضوع الأخوان المسلمين وكأن الأخوان المسلمين هم سبب كل مشاكل مصر المزمنة.

مازال عمر سليمان يعيش فى الماضى , فنحن أمام تحديات القرن الواحد والعشرين وأمام شباب متنور ومتحضر قام بثورة عظيمة وهو مازال يردد قصص قديمة مكررة عن الأخوان المسلمين وخطورتهم على كرسى الحكم الذى ينوى هو أن يؤمنه لنفسه بالتخلص المبكر منهم ليسير على نهج مبارك بتحريف بسيط , ولم يأتى لنا الرجل بأستيراتيجية جديدة وفكر جديد شامل عما سيكون عليه المستقبل القريب اقتصاديا وسياسيا, فالناس تريد من يقدم لهم الطعام والبروتين والعلاج والتعليم .

مصر محتاجة الى رجل واثق من نفسه خالص النية والضمير يقف ليعلنها صريحة : سنسمح لجميع المصريين بالاشتراك فى العملية السياسية فى العلن وسيكون القانون هو الفيصل بين الجميع , لايهم التوجهات الأيدولوجية والدينية طالما أنها تصب فى صالح الجميع ومصلحة الوطن, مرحبا بالأخوان الأقباط ومرحبا بالأخوان المسلمين ومرحبا بالأخوان الشيوعيين ومرحبا بالأخوان الليبراليين ومرحبا بالأخوان المركسيين ومرحبا بالأخوان الرأسماليين , لأن كل هؤلاء الأخوة هم رموز أى مجتمع حى يبغى التغيير , فلاخوف من مشاركة الجميع العلانية فى اعادة البناء.

نريد زعيم ليبرالى محافظ بطبيعته عايش العالم الخارجى ويعرف كيف تدار الدول المتقدمة , فليس بالخبث والمكر والنية السيئة المبيته تدار الدول , وليس بالانغلاق والتحفظ وتخويف العالم سنرتقى سلم التقدم ,وليس بمجاملة الغرب ونفاقه سنضمن الاستمرار .. بل على العكس , سنتقدم عندما نتخلص من اللصوص ونضع وننفذ القوانين النزيهة , وسنتقدم عندما يحس كل مصرى أنه جزء مهم فى هذا الوطن, وسنتقدم عندما نفكر فى ارضاء المواطنين فى الداخل وليس ارضاء الغرب أولا , وسنتقدم عندما يتنازل الاقل علما وخبرة لمن هو أكثر علما وخبرة .. ببساطة سنتقدم عندما نكون مخلصين النية لأنفسنا.

يستطيع عمر سليمان أن يقدم خدمة العمر لشعبه , فلدينا مخزون طليعى فى كافة المجالات فلماذا لايدعوهم ويطلب منهم المشورة فى كل القطاعات , لدينا خبراء فى الزراعة وخبراء فى الصناعة وخبراء فى التنمية وخبراء فى الاقتصاد وخبراء فى التعمير وخبراء فى الطاقة المتجددة وخبراء فى المياه وخبراء فى التخطيط , والأحرى بنا بدلا من أن نشغل بالنا ونعطل مصالحنا بمناقشة وصول الأخوان للسلطة من عدمه أن نشغل أنفسنا بكيفية الاستعانة بسواعدنا فى بناء بلدنا. مصر فى هذا المنعطف التاريخى لابد أن تخرج من خانة النقاش السفسطائى فى الغرف المظلمة وتعمل فى العلن على التغيير النموذجى فى كافة المجالات فالمصريون قادرون على اللعب بنار الكواكب.

هناك فرق كبير بين رجل المخابرات ورجل الدولة, فالأول يتعامل مع ملفات وأشخاص بطريقة غامضة ويظهر غير مايبطن ويتعامل مع الجواسيس الدوليين , والثانى لابد أن يكون صاحب رؤية وهدف ولابد أن يحدد الأولويات للوصول الى هدفه بكل وضوح وصراحة ومواجهة مع الشعب, المصريين زهقوا من اللف والدوران ويريدون رجل منهم يقودهم الى بر الأمان .

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية