مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 عمر سليمان

 

عمر سليمان

 

بقلم : غريب المنسى
........................


خلاصة المداولات عن الوضع المصرى فى الحكومة الأمريكية يمكن تلخيصها فى ثلاث سيناريوهات أمام الرئيس مبارك: الأول أن ينسحب من الساحة بهدوء ويختار مكان مناسب للتقاعد وهذا يعنى الخروج الآمن , والثانى أن يستخدم مبارك الجيش فى مواجهة دامية مع الشعب الأعزل للسيطرة على الأوضاع, والثالث هو أن يحاول أن يتعايش مع الوضع فى مصر بذكاء ويقدم تنازلات ويتصالح مع الشعب وبالتالى يحافظ على وظيفته.

السيناريو الثانى والثالث لن يتحققا للأسف لأنه من الناحية العملية قد أغلق الأمريكان ملفه بالشمع الأحمر وهم فى طريقهم لابلاغه بذلك على الأقل شخصيا وليس على الملاء, وداخليا لن يوافقه الجيش على أى مواجهة دامية فعصر استخدام الجيش ضد الشعب قد انتهى ومن يستخدم هذا السيناريو من القادة سيكون عرضة للمحاكمة الدولية كمجرم حرب , وحتى لو قدم تنازلات سياسية ترضى كل الشعب والمعارضة فلن يكون وجوده له ضرورة لأنه كسر حاجز الهيبة والاحترام بينه وبين الشعب وسيظهر وكأنه نفذ هذه التنازلات تنفيذا لرغبة الولايات المتحدة وليس لرغبة الشعب المصرى. وبطبيعة الحال هذا أمر مخزى لنا كمصريين أن نرى الولايات المتحدة تتدخل فى تعيين الرئيس ونائب الرئيس لنا ,فى حين أنه كان من الممكن أن يقوم هو بهذه المهمة بدون اغضاب الشعب وبدون ازعاج الحكومة الأمريكية التى ضبطت عارية معه فى الفراش. كان يمكن لمبارك أن يظهرنا وكأننا شعب متحضر لو أنه قرر بعد هذا العمر الرئاسى أن يضع مصر على الطريق الديموقراطى الصحيح .

ولكنه للأسف اختار الطريق الخطأ واعتمد على المخدر والوهم الأمريكى , والولايات المتحدة وجدت نفسها فى موقف صعب أمام الرأى العام العالمى بسبب خروج الشعب المصرى الى الشارع لأنه وضعها أمام خيارات تاريخية مهمة , وجعلها تنحاز لحق الشعب وهو انحياز جاء بضغط الشعب وليس تبرعا من الحكومة الأمريكية وهى فعلت ذلك حتى لا تضبط متناقضة مع مبادئها. وخروج الشعب المصرى المفاجىء قلب المائدة على مبارك والولايات المتحدة, لأن سيناريو الخروج كان مفاجىء وسريع وكان بعيدا عن بال الحكومة الأمريكية ومبارك وهذا أكبر دليل على عبقرية الشعب المصرى الذى طالما اتهمناه بأنه شعب خانع خائف من القبضة الحديدية لنظام مبارك.

لم يقلب الشعب المصرى الشجاع المائدة فقط على مبارك والولايات المتحدة ولكنه قلب المائدة على جمال مبارك وأحمد عز وسوزان مبارك وصفوت الشريف وحبيب العادلى وفتحى سرور وباقى فريق العزبة .وخروج الشعب المصرى من الدرة تم بعد أن استولى اللصوص على كل شىء وتصورا أنهم قاب قوسين أو أدنى من تقسيم الغنيمة ولكنهم ضبطوا متلبسين بجريمتهم التاريخية وضاعت سنوات من التخطيط والعمل الشاق للاستيلاء على العرش فلم يهنئوا على الغنيمة وأصابتهم الهزيمة فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.

قررت الولايات المتحدة فتح ملف جديد لعمر سليمان بعد اغلاق ملف مبارك, وحتى أكون مباشر معكم فالادارة الأمريكية تنوى استبدال "أحمد" "بالحاج أحمد" , ففى حقيقة الأمر لايوجد مايوحى بالاختلاف الكبير بين معتقدات مستر سليمان ومعتقدات مستر مبارك فالرجلين جاؤا من نفس الخلفية العسكرية وكلاهما على علاقات سرية وثيقة مع الحكومة الأمريكية والاسرائيلية . وماجرى خلف الكواليس خلال الاسبوع الأخير من ضغط لاتخطئه العين على مبارك لتصعيد سليمان حتى يتمكن من خروج مشرف ويظهر وكأنه مرن وديموقراطى , وعمر سليمان رجل مريض عانى من أربعة أزمات قلبية حتى الآن ويبلغ من العمر خمسة وسبعين عاما وهذا معناه أنهم يصرون على تنصيب رجل مريض خليفة لرجل كان أصلا مريض بسرطان المرىء لأسباب لانعرفها بالضبط.

نحن متأكدون أن السيد عمر سليمان رجل جيد ونزيه ومطلع على كل ملفات الفساد ويعرف كل اللصوص معرفة شخصية , ولكننا لسنا متأكدين من توجهاته الخارجية واهتماماته الداخلية عندما يتولى الرئاسة, وطالما أنه ليس معروف التوجهات على الأقل بالنسبة لقطاع كبير من المصريين فنحن نستقبل خبر تصعيده بشىء من التحفظ سيما أنه من اختيار مبارك وعلى علاقة جيدة بالعالم السفلى لاجهزة المخابرات الدولية .

الملاحظ أن فزاعة الاخوان المسلمين لم تعد تنطلى على الرأى العام الأمريكى , فأخيرا اعترفت الولايات المتحدة على لسان كبار سياسيها أنهم جماعة اسلامية ليست جهادية وليست خطرا على السلام العالمى وانهم مصنفون أمريكيا شانهم شأن الليبراليين والماركسيين وأن الولايات المتحدة ترحب بهم فى النسيج السياسى المصرى طالما كان وجودهم معبرا عن رغبات الشعب المصرى بعيدا عن التطرف الدينى .
والغريب أن الولايات المتحدة مازالت تبحث عن زعيم للمعارضة المصرية يمكن مناقشته وللأسف لم يظهر على الشاشة اسم محدد ويعود السبب فى ذلك أن نظام مبارك قد طمس الشخصيات الجادة والنزيهة المعبرة عن الشعب المصرى , ولكنهم اتصلوا بالدكتور البرادعى وقد بدا الرجل مصريا بكل ماتحمله هذه الكلمة من معانى , ووجهة نظرى الشخصية أن البرادعى رجل شريف ودخل الحلبة السياسية لأنه يريد أن يساعد أبناء وطنه اشفاقا على أوضاعهم المتردية وهو ليس طامعا فى منصب أو جاه.

قد يتصل أوباما بمبارك هذا الاسبوع ليخبره بالانباء وهو اتصال كنا نتمنى أن لايتم مع رئيسنا خليفة عبد الناصر والسادات ,ولكنه هو الذى اختار طريق الخنوع والارتماء فى أحضان الأمريكان فحق عليه أن يرفت من وظيفته بأوامر منهم وطبعا نزولا على رغبة الشعب المصرى العبقرى الذى سجل هدف فى شباك المتآمرين.

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية