مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 طار الحمام

 

طنطاوى

 

بقلم : غريب المنسى
........................


السيناريو المثالى والصحيح للتعامل مع حسنى مبارك هو أن يقوم قائد الحرس الجمهورى بالقبض عليه وايداعه السجن الحربى وتقديم دعوى جنائية ضده للنائب العام العسكرى وأن تتم اجراءات محاكمته فورا على أن يكون موعد الانتخابات الرئاسية القادمة هى موعد وضعه فى السجن مدى الحياة بتهمة خيانة الأمانة واستخدام الوظيفة فى تحقيق ثراء فاحش له ولأسرته المكونة من زوجته الست مرجانه وولديه علاء وجمال. واذا لم يقم قائد الحرس الجمهورى بالتحفظ عليه حالا فنحن نسجل هنا للتاريخ أنه ينبغى محاسبة هذا اللواء المستهتر الذى خان الأمانة ولم يحافظ على قسم الولاء للوطن.

المؤسسة العسكرية المصرية الموجودة حاليا تختلف تماما عن تلك المؤسسة التى خدمت فيها فى نهاية سبعينيات القرن الماضى وتختلف تماما عن المؤسسة العسكرية التى خدم فيها والدى فى أوائل خمسينات القرن الماضى والتى كانت تحفل برجال سجل التاريخ أسماؤهم بحروف من نور, فهى الآن تحتوى على مجموعة من القادة التى يحكمهم الولاء لمبارك وأسرته وليس الولاء للوطن أولا ومعظمهم قادة البيزنس والعمولات.

فى زيارتى الأخيرة لمصر جلست الى أخى الأكبر وهو عميد متقاعد فى الجيش المصرى وتطرق بنا الحديث الى أخبار الأصدقاء القدامى وأين انتهت بهم الحياة , وعلمت أن مبارك بالاستعانة بطنطاوى قام بعملية تخريب منظمة للجيش المصرى وأصبح الوصول للمناصب القيادية يتطلب مؤهلات كثيرة ليس منها أبدا الكفاءة, ولكن الولاء لطنطاوى ولمبارك.

كل ضباط الجيش المصرى الأكفاء تم تسريحهم من الجيش مبكرا ومعظمهم الآن يقوم بعمل ادارى فى مصالح حكومية بمرتب ضعيف يكفى لسد الرمق أما المحظوظين فيتم الاغداق عليهم بالمزايا العينية والنقدية والقيادية حتى تحول الجيش الى جيش من المنافقين والمحافظين على نظام مبارك وعلى عائلة مبارك. وبعض وثائق ويكليكس الأخيرة ذكرت على لسان السفيرة الأمريكية فى القاهرة أن الجيش المصرى تحت قيادة طنطاوى وصل لمرحلة متواضعة من الكفاءة تقل كثيرا عن حالاته السابقة فى عهد أبو غزالة والجمسى والشاذلى.

لقد أتى مبارك بطنطاوى من زيل قائمة الضباط المؤهلين لمنصب وزير الدفاع ووضعه غفير على الجيش بدرجة وزير, فهو الذى يقوم بعملية التمشيط الدورية للضباط وبالتالى فطنطاوى هو أول المستفيدين من وجود مبارك وهو لن يتخلص من مبارك بناء على رغبة المجتمع الدولى ورغبة المصريين. يليه فى الولاء عمر سليمان وهو كان قائد الفرقة 18 فى الجيش المصرى وتم تصعيده بسرعة لأن مبارك اكتشف أن لديه المؤهلات التى يبحث عنها فى رجال الجيش وهى الولاء التام لشخصه ولعائلته.

القول بأن الجيش مؤسسة مستقلة ينقصه كثير من المصداقية, فالجيش تابع مباشرة لرئيس الجمهورية وهو الذى يصدق على تعيين قادته بعد موافقة طنطاوى وخيارات الأخير تعتمد على معايير وضيعة لايمكن معها التأكد من كفاءة القادة من ناحية الولاء والعطاء. ولهذا السبب وحدة تمترس مبارك وعائلته فى موقع الرئاسة وكون ثروة خرافية من السمسرة فى السلاح القادم للجيش المصرى, فميزانية السلاح سرعسكرى ولايخضع لمراقبة اللجنة المختصة بالتسليح فى مجلس الشعب وهذا يتنافى مع أبسط حقوق الشعب , فمبارك الذى يحدد نوعية السلاح ومصادره بدون رقيب أو حسيب وطبعا يحدد العمولة لنفسه.

عندما أمن مبارك نفسه من ناحية الجيش تفرعن على الشعب وحول مصر بالكامل الى اقطاعية خاصة به وبلغ به الفجور أنه كان يريد توريثها لابنه. ومبارك شخصيا جاء من عائلة متوسطة الحال فوالده كان كاتب محكمة فى شبين الكوم وهذه البداية البسيطة هى التى كونت لديه الاحساس بالدونية فكل ماقام به من تصرفات يؤكد هذا الاحساس بصورة ما أو بأخرى , وهنا لابد أن نؤكد على أن الفقر لم يكن هو السبب فى دونية أى شخصية فعبد الناصر والسادات كانوا فقراء ولكنهم لم يصابوا بمرض الدونية ولذلك فهم عبروا على المنصب وذهبوا دون أن يكونوا ثروات طائلة ولم يفكروا فى توريث الوطن فضلا عن خيانته.

سيكتب المؤرخين كثيرا عن مبارك وهو الرجل الحريص على الايتذكر ماضيه, فكل الزعماء تشرفوا بماضيهم ومعاناتهم الا هو فهو صامت جدا ولايذكر ماضيه وكان فى طريقه لتأليف ماضى وتاريخ على طريقته الخاصة. ولكن العالم الخارجى والمصريين يعرفون من هو مبارك وسيضعوه فى مكانه المناسب تاريخيا ودنيويا مهما طال الأمد.

ماذا كان سيحدث لو لم تتفجر ثورة الشباب؟

كان جمال مبارك بعد تزويره لمجلس الشعب سيتولى منصب الرئيس تزويرا وكان نفس هذا الجيش الذى يقوده طنطاوى سيحمى شرعيته وكان نفس عمر سليمان هذا سيؤمنه مخابراتيا وكانت مصر سارت فى الطريق الذى اختاره لها مبارك والست مرجانه زوجته .

لقد نجحوا فى تلطيخ كل الاسماء المعروضة لمنصب الرئيس فالبرادعى أمريكى عميل !! وهم من خدم وقبل رجول الأمريكان , وعمرو موسى غير مؤهل لأنه كان من متسولى النظام فى فترة ما من حياته , والأخوان رجس عظيم .. وهكذا كل انسان كفء لديه عجز من نظرهم حتى باتت مصر وكأنها مبارك وعائلته فقط , وياله من عهر فى وضح النهار. وكلما حاول المجتمع الدولى مساعدة الناس بالداخل قالوا : نحن لانقبل التدخل فى شئوننا الداخلية ومبارك هو أكبر رئيس عربى ومصرى جعل من شئون وطنه الداخلية والخارجية عرضة لكل المساومات الدولية وبالمزاد.

اذا لم يقوم الجيش بتطهير الملعب الآن من مبارك وعائلته , ستهدىء الأمور نسبيا وسيعودون مرة أخرى أقوياء فهم كالأفعى ويمكلون ثروات كبيرة ويعاونهم جيش كبير من المستفيدين من وجودهم وهذا قد يمكنهم من الاستمرار فى تحدى هذا الشعب المغلوب على أمره وربما الانتصار عليه .

*****
يقول تميم البرغوتى : يامصر هانت وبانت كلها كام يوم

** عمل موسكر بعيد عنك ولايطلع
جربنا فيه كل شىء ملاقينا فيه شىء ينفع
مطلعش بالأدوية جربنا ألف طبيب
ولابعطارة شيوخ ليهم بلح وزبيب
ولابجفة المغولى وضرب بالقباقيب
عمل مسوكر وسفلى شغل تل أبيب
وشغل امريكا متغلف وختمه عليه

 

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية