التعاون مع الأمن ضرورى للقضاء على الارهاب
| |
العادلى | |
بقلم : غريب المنسى
.......................
أجهزة الأمن على مستوى العالم تتعاون مع بعضها البعض على طريقة يوم لك ويوم عليك, وكل قيادات الأمن فى العالم تربطهم علاقات مهنية وثيقة يكون للعامل الشخصى فيها دور مهم فى ازالة غموض أى جريمة دولية منظمة. وبالنسبة لحادث الأسكندرية من الناحية الأمنية البحتة هو أصعب اختبار لأى جهاز أمنى على مستوى العالم , لأن الفاعل فى مثل هذه الجرائم الدولية المنظمة لايترك خلفه كثيرا من البصمات, ويكون البحث عن مرتكب هذه النوعية من الجرائم كمن يبحث عن " ابرة فى كوم قش", ويزيد من صعوبة المهمة أيضا هو ضغط الرأى العام على جهاز الأمن للوصول الى الفاعل الحقيقى فى زمن قياسى وهذا من الناحية العملية ليس سهلا فى كل الحالات , وتكون المهمة مستحيلة اذا وضعنا فى الاعتبار ازدياد عدد المحققين من منازلهم .
أجهزة الأمن فى مصر تعتبر من ضمن الأجهزة الأكفاْ على مستوى العالم الثالث , ولها علاقات جيدة مع أجهزة أمنية فى دول متقدمة وبالتالى لابد أن نتأكد تماما أن جهاز الأمن المصرى الداخلى والخارجى ليس وحيدا منعزلا عن باقى أجهزة الأمن فى العالم فى البحث عن مرتكب حادث الأسكندرية, ولكن العملية تحتاج الى مزيد من الوقت لفك طلاسم هذه الجريمة الشنعاء . فكل جهاز أمن دولى لديه قائمة بأشخاص ينطبق سجلهم الأمنى مع بروفايل مرتكب حادث الأسكندرية ونتوقع أن التنسيق جارى على قدم وساق بين هذه الأجهزة لربط المعلومات والأشخاص مع سيناريو التنفيذ مرتبطا بتقارير معمل المباحث الفيدرالية الأمريكية فهو الوحيد القادرعلى تحليل أى مخلفات تم الحصول عليها من موقع الجريمة وربطها بالمصنع المنتج لها. والتأخير فى التوصل للفاعل يعنى بطبيعة الحال أنه لن تكون هناك عملية تلفيق وقفل محضر الجريمة وهذه ميزة عظيمة لأننا سنمسك بالمجرم الفعلى , فالجريمة هنا ليست جريمة تخص مصر وحدها ولكنها جريمة قد تتكرر فى أى عاصمة دولية وبالتالى فالوصول الى فاعلها هو واجب أمنى دولى وضرورة أمنية عالمية .
وتعاون الجمهور مع أجهزة الأمن يلعب دور كبير جدا فى الحد من الجريمة عموما , ولكن فى جرائم الارهاب تحديدا ينبغى على المواطنين أن يرفعوا من وعيهم الأمنى وأن يستخدموا حاسة الملاحظة لديهم استخدام جيد وهذا يبدأ على مستوى الحارة والشارع . وكلما ارتفع وعى المواطن لمراقبة ماذا يدور حوله كلما زاد احتمال القضاء على الجريمة قبل تنفيذها , وبالتى يمكن حماية كثير من الأرواح. فلايوجد جهاز أمنى على مستوى العالم يستطيع أن يمنع جرائم الارهاب ولكن بالتعاون بين المواطنين وأجهزة الأمن ستضيق الحلقة على كل من يفكر فى ارتكاب مثل هذه الأعمال الاجرامية.
فى الولايات المتحدة وبعد أحداث سبتمبر كان دور الجمهور هو المكمل لدور الأمن , فكل مواطن فى وقت الكوارث القومية هو فى الواقع رجل أمن قائم بذاته يستطيع أن يبلغ الأجهزة المعنية فى أى لحظة وعن أى شىء قد يلفت نظره الأمنى. قد تكون هناك بعض تجاوزات من المواطنين فى عملية التبليغ , ولكن فى نهاية اليوم لن يكون عرضة للقانون الا المجرم الحقيقى.
من ضمن بعض التجاوزات التى حدثت مع كاتب هذه السطور فى الولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر وقد تكون حدثت بالفعل من آخرين فى غمرة تفاعل المواطنين مع جهاز الأمن وهى تجاوزات مقبولة وبعضها مضحك :
** فى غمرة الحدث كان شراء الأعلام الأمريكية هى موضة الموسم , واشتريت أعلاما مع الناس ومن ضمنها أعلام استيكرز للصقها على السيارة وحدث أننى فى غمرة السرعة لصقت العلم بطريقة خاطئة وهذا ما أثار حفيظة جارة عجوز شمطاء وابلغت عنى البوليس معتقدة أننى فعلت ذلك متعمدا.
** ذهبت أوصل ابنى للمدرسة فى الصباح , وعلى مايبدوا كان هناك شخص مزاجه سىء فى وسط الزحام وأبلغ السلطات عنى لسبب لم أعرفه, ولكن النتيجة كانت أننى تكلفت مائة دولار لتصليح لمبة الفرامل عندما فحص البوليس السيارة.
** امتنعت وللأبد عن رمى بقايا السيجارة من شباك السيارة بعد الانتهاء من تدخينها بقوة القانون هذه المرة , بعد عدة بلاغات صحيحة عنى فى الطريق العام.
** كام بلاغ صحيح عنى فى الطريق السريع كلما عملت مقص لتفادى الزحام.
ولكن كان أطرف البلاغات أن مواطنا من اياهم أبلغ عنى البوليس لأنه رأنى أضع خمسة عبوات كريمة فى القهوة فى محل ستار بوكس, فمن وجهة نظره أنه من المفروض أن أضع اثنين فقط كباقى البشر .. وحتى هذه اللحظة لأعرف لماذا صدقه البوليس فى بلاغه وماهى علاقة الكريمة بالارهاب ... ولكن كان لسان حال رجل البوليس يقول فى أدب : " مجرد تأكد .. وحصل خير!!.
الوقاية خير من العلاج..