مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 نظرة محايدة ... على هامش تفجيرات الاسكندرية

 

مبارك والبابا

 

بقلم : غريب المنسى
.......................


كانت النكته المصرية بعد أحداث الزاوية الحمراء فى عهد الرئيس السادات تقول: أن الرئيس السادات أخذ معه فى طائرته الخاصة بابا الأقباط وشيخ الأزهر وبعد أن اقلعت الطائرة وارتفعت عاليا بدأ الرئيس اجتماعه بهم قائلا: طبعا أنا من مصلحتى ومن مصلحة مصر الاستقرار والهدوء ولذلك سوف أسئل كل منكم سؤلا واذا فشل فى الاجابة عليه سألقيه من الطائرة وبذلك تستريح مصر من الصداع .. موافقين؟ , هكذا قال الرئيس بنبرة أخوية, والتفت الرئيس الى شيخ الأزهر وسأله ماهى بلد المليون شهيد ياشيخ ؟ فرد الشيخ بسرعة : الجزائر ياريس , وهنا توجه الرئيس بسؤاله الى البابا بوجه صارم : ممكن يابابا تقولنا أسمائهم؟

واذا سمح لنا الأخوة الأعزاء من تنقيح النكته لتتماشى مع وضعنا الحالى يمكنا أن نعيد النكته بتصرف بسيط : أن شيخ الأزهر وبابا الأقباط وبعد أن ارتفعت الطائرة الرئاسية الى ثلاثين الف قدم توجه شيخ الأزهر بسؤلا للرئيس : ممكن ياريس تقولنا سيادتك عدد شهداء العراق؟ طبعا ياشيخ وهى دى معضلة .. اتنين مليون يأخى , هكذا رد الرئيس بكل ثقة, وهنا وبوجه باسم توجه البابا بسؤاله للرئيس : ممكن سيادتك تقولنا أسمائهم وعناوينهم ؟

النظام الحاكم وبطريقة مباشرة وغير مباشرة مسؤول عن تدهور الوضع القبطى والاسلامى فى مصر , وهو المسؤول عن تحويل البابا شنودة من مجرد شعار دينى محترم الى رئيس نقابة دايخ للحصول على موافقات وتصاريح ومزايا للأقباط من المفروض أن تكون هذه الخدمة تلقائية من الدولة حتى يتفرغ هو للكرسى الكنسى, يقابله على الناحية الأخرى شيخ الأزهر - ونحن هنا نتكلم عن الراحل طنطاوى - الذى تحول الى العوبة فى يد النظام فلاهو نجح سياسيا ولا نجح دينيا.

أبواق دعاية النظام تقول أن الأقباط يعيشون عصر ذهبى مع الرئيس مبارك, وكالعادة لم يشرحوا لنا ماهو مفهومهم للعصر الذهبى!! وحتى كتابة هذه السطور لم تظهر أى احصائية رسمية مؤكدة توضح بالضبط عدد الكنائس التى بنيت فى عصر الرئيس مبارك , فلقد كانت خمسة وعشرين كنيسة سنويا فى عهد عبد الناصر , وكانت خمسين كنيسة سنويا فى عهد السادات .. ماهى الميزات التى حصل عليها الأقباط بالضبط فى عهد مبارك ؟ لأن التصريحات الرسمية كلها مرسلة ويبدو للجاهل أن هناك تسهيلات خطيرة حصل عليها الأقباط لم نعلم عنها شيئا , وهذه التصريحات الوردية الموجهة للغرب أساسا هى سبب المشاكل فى الداخل لأنها تظهر الأقباط وكأنهم ينكرون المزايا الرهيبة التى حصلوا عليها وأنهم قوم متبرمون !!.

على الجانب المسلم يعلوا الصراخ والعويل من المزايا التى حصل عليها الأقباط, فى حين أن عملية القمع واللعب بالطرفين تتم بحرفنة سياسية والنتيجة أن الطرفين زاد تشككهم وزادت ريبتهم فى بعضهم البعض لأن الطريقة التى تتعامل بها الدولة طريقة تربيطية تتعامل مع كل جانب على حده فى ظل تغييب الطرف الآخر, وملخصها أن الدولة انحرفت وخرجت عن وضعها كدولة لها دستور ونظام ادارى واضح وقانون عادل يطبق على الجميع ودخلت فى دوامة ارضاء الأطراف على طريقة "ماليش بركة الا انته" !! .

فى الطفرة الاقتصادية الأخيرة زاد عدد الأثرياء فى مصر , والكنيسة تعتمد على التبرعات والعشور كمصدر من مصادر الدخل وهى توظفها فى الاتجاه الصحيح لرفع المعاناه عن فقراء الأقباط , وهنا لنا سؤال مهم : هل تكفلت وزارة الشئون الاجتماعية بالفقراء الأقباط وتدخلت الكنيسة ؟ بالعكس تماما الكنيسة وفى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة يلجا اليها الفقراء لأنها أسرع فى تلبية مطالبهم واحتياجاتهم وهى ترفع عبء كبير عن كاهل الدولة , ولأنها تلعب دور محورى فى حياة رعاياها فمن الطبيعى أن يلجأ اليها الأقباط أولا بعيدا عن بيروقراطية الدولة.

ومن هنا وجد البابا شنوده نفسه ليس فقط بابا دينيا للأقباط , ولكنه رئيس نقابة مطالب بحل مشاكل رعاياه. واذا وضعنا فى الاعتبار عدد الأقباط الفقراء فى مصر وهو ضئيل بالمقارنة بعدد المسلمين الفقراء نجد أن الكنيسة تقوم تماما بالدور المنوط بها فى ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية القائمة. وفى الولايات المتحدة والغرب تلعب الكنيسة نفس الدور تماما, وبالذات مع الفقراء اللذين لايمتلكون اقامة رسمية فى الدولة ولاتنطبق عليهم شروط المساعدات الحكومية.

على الجانب المسلم , أين تذهب أموال الزكاة؟ وأين دور المسجد فى حل مشاكل فقراء المسلمين علما بأن أثرياء المسلمين أكثر من أثرياء الأقباط ؟.. الاجابة دائما جاهزة : هناك وزارة للشئوون الاجتماعية فليذهب اليها الفقراء, ولأن النظام أساسا ينظر الى أى مشروع خيرى مسلم نظرة ريبة من مفهوم سياسى وأمنى فكل محاولات التكافل الاجتماعى التى يقوم بها الأخوان المسلمين تنتهى عادة الى محضر تحقيق فى نيابة أمن الدولة , ومع تدهور أوضاع الفقراء فى مصر فى ظل نظام رأسمالى شره بدأ المسلمين يحسون بأن أوضاع الأقباط أحسن منهم ومن هنا بدأت نبرة المقارنة والحسد والغيرة , علما بأن الفريقين فى الهم والفقر سواسية.

والحل أن تقوم الدولة بدورها الطبيعى وتستخدم القانون على الجميع سواسية وعلى الملاء, وتتوقف عن سياسة ماليش بركة الا أنته التى تستخدمها بمهارة , فالمساواة فى الظلم عدل وأن تقاعست الدولة عن اداء دورها الخدمى للفقراء لابد أن يلعب المسجد نفس الدور الذى تلعبه الكنيسة لرفع المعانة عن فقراء المسلمين.

بنظرة دقيقة للواقع فى مصر نلاحظ أن النظام الحاكم يلعب سياسة مع الأقباط والمسلمين وهذا ليس فى صالح الاستقرار و يزيد من شحن الناس بلا مبرر.

سوو صفوفكم.


 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية