مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 سيلفستر

 

سلفاكير

 

بقلم : غريب المنسى
.........................


يبلغ عدد دول العالم اليوم 231 دولة بما فيها تلك المناطق التي تتمتع بحكم ذاتي ,وأصغر رئيس دولة في العالم حاليا هو الرئيس الصومالي شريف احمد مولود عام 1964 ,وأكبر رئيس دولة في العالم عاهل السعوديه عبد الله عبد العزيز فهو من مواليد 1924, وفى شهر يناير 2011 من المحتمل أن يصبح عدد دول العالم 232 دولة لو انفصل جنوب السودان عن شماله وستكون عاصمة الدولة الجديدة هى مدينة "جوبا " السودانية الجنوبية برئاسة الرئيس الفريق الركن سلفاكير ميارديت.

مهم جدا أن نبدأ فى التدريب على نطق اسم الرئيس الجديد بالطريقة الصحيحة لأننا سوف نصطدم باسمه وصورته فى الاخبار يوميا , وسيكون مقررا علينا صباحا ومساء قبل الأكل وبعده , وبالمناسبة هو غير وسيم بالمرة ويرتدى قبعة قد تكون مكسيكية أو من تاكسس الله أعلم بمصدرها ويفضل الألوان الفاقعة كالاصفر والأخضر والبرتقالى , وبناء عليه يمكننا مثلا أن نناديه "بسلفكير" لو أن أداؤه اتسم بالمرونة والتعاون , أو "سيلفيستر" لو أنه شطح ونطح وخرف وعرض مصالحنا للخطر.

سيكون صاحبنا نجم الملعب الأفريقى من الآن فصاعدا وحتى ينتهى دوره لأنه شريكا قانونيا فى حصة مياه النيل, ومايقلقنا من هذا الفريق الركن هو أنه فتح جنوب السودان على البحرى للاستثمارات الاسرائيلية والنفوذ الصهيونى ,بالاضافة لتصريحه الأخير الذى قال فيه : أن اسرائيل عدوة للعرب فقط وليست عدوة لجنوب السودان , وهذه كلها مؤشرات غير مريحة تجعلنا نلقبه ب "سيلفيستر" بكل اطمئنان.

ومن المتوقع أن ينضم "سيلفيستر" الى مجموعة الدول الأفريقية الردايكالية الى تطالب باعادة توزيع حصص مياه النيل توزيعا جديدا يتناسب مع متطلبات الواقع وبالتالى سيزيد من قوة ضغط هذه المجموعة على مصر وشمال السودان .ومن المتوقع أن يشكل سيلفيستر مركز تحول خطير فى هذه البقعة الجغرافية والتى تشكل مع القرن الافريقى تحالفا استيراتيجيا يستطيع أن يسيطر على المياه والبترول فى القارة السوداء وبذلك سنكون فى وضع مخنوق . ومن المتوقع أيضا أن يكون "سيلفيستر" شوكة فى مؤخرة ليبيا التى صرح زعيمها أنه لن يكون مرتاحا لوجود هكذا دولة على حدوده. ومن المتوقع أن يكون وجود "سيلفيستر" سبب وجيه ومقنع لاعادة تقسيم وتسخير القارة السوداء واستغلال مواردها واعادة استعمارها بطريقة جديدة مختلفة عن الاستعمار القديم التقليدى .

الوضع فى السودان يمكن تشبيهه بالطلاق بين زوجين غير سعيدين ولابد أن تكون هناك خسائر معنوية, ونتمنى لسيلفستر حياة سعيدة فى حضن اسرائيل بعد الانفصال عن الزوج الغير مريح فى الشمال ونتمنى أيضا أن نراه بعد خمس سنوات من هذا الاصرار على الانفصال وقد رفع من مستوى شعب الجنوب اقتصاديا . ولكننى مازلت معتقد أنه وحتى بعد خمسين سنة من الانفصال سيظل الجنوب كما هو متخلف اقتصاديا لأسباب كلها معروفة ومنها أن هذه القيادات المهجنة المبرمجة لاتبغى مصلحة شعوبها بقدر ماتهوى السلطة لأنه لم يفكر فى بناء مدارس وجامعات فى الجنوب بأموال البترول , ولكنه مهتم جدا بالتسليح الذى هو عنوان الصعود للهاوية .

كنت قد كتبت فى الماضى القريب عن القوة الذكية للدولة وقارنتها بالقوة الخشنة والقوة الناعمة , والوضع فى افريقيا اليوم ومن منظور الأمن القومى يحتاج الى القوة الذكية وأعتقد أن الوقت الآن مناسب جدا لاستخدام القوة الذكية فى مواجهة المخاطر التى سوف تواجهنا فى المستقبل المنظور , فالمياه هى خطر قائم وكل الحروب التى ستكون فى المستقبل ستكون بسبب المياه ونحن نرى كل يوم شواهد تؤكد صحة هذا التوقع الذى توقعه خبراء استيراتيجون لست أنا منهم بكل تأكيد.

سوو صفوفكم.



 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية