مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 المخدر الموضعى

 

حيرة الرئيس مبارك

 

بقلم : غريب المنسى
.......................


نقلا عن هآرتس : قدم رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس يادين قبل تقاعده بيان أمام لجنة الدفاع والأمن القومى فى الكنيست راصدا كل انجازات جهازه فى خلال أربعة أعوام هى فترة توليه المنصب وكان منها اجهاض مشروع سوريا النووى وتعطيل مشروع ايران النووى الى أن تتدخل الولايات المتحدة , وفيما يتعلق بمصر ذكرهم بمجهود جهازه قائلا : لقد تطور العمل فى مصر حسب الخطة المرسومة منذ عام 1979، فقد أحدثنا اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية فى أكثر من موقع, ونجحنا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة إلى أكثر من شطر لتعميق حالة الاهتراء داخل بيئة ومجتمع الدولة المصرية, ولكى يعجز أى نظام يأتى بعد حسنى مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشى فى البلد.

خد بالك هذا الكلام أتى على لسان رئيس جهاز المخابرات العسكرية وليس رئيس الموساد !! والموساد باعتباره له صلاحيات وميزانيات تفوق المخابرات العسكرية سيكون دوره أكبر وخرابه أعظم وسيأتى مديره مائير داجان فى نهاية هذا العام عندما يحين موعد تقاعده وسيلتقى بنفس اللجنة طبقا للقانون الاسرائيلى ونتوقع منه أن يكرر هذا الكلام مرة أخرى وسيضيف عليه : لقد نجحنا فى التغلغل الى أفريقيا ومزقنا السودان وفرقعنا اليمن ونجحنا فى حصار مصر أفريقيا وبالذات مائيا وهذه الاستيراتيجية لن تؤتى ثمارها الآن ولكنها ستكون ملموسة فى المستقبل المنظور بعد رحيل مبارك حليفنا فنحن لانريد احراج أحدا من حلفاؤنا الأحياء , ولكن عندما يأتى خليفته سيكون محاصرا بالمشاكل الداخلية والخارجية , هذه المشاكل ستجعله وستجعل كل المصريين فى موقف سياسى واقتصادى صعب للغاية, وبهذا سنضمن استكانة الرئيس الجديد وشعبه. ومدير "الشين بيت" أيضا كرر نفس الكلام بصيغة مختلفة وأظهر غضبه من حرية استخدام العرب للانترنت وكل وسائط الاتصال الحديثة بحرفية.

وفى مصر ستتم انتخابات مجلس الشعب كالعادة طبقا لما هو متداول وبدون مشاكل وسيرشح الرئيس حسنى مبارك نفسه للمرة السادسة للرئاسة العام القادم وستسير الأمور مستقرة طالما أن الرئيس مبارك فى سدة الحكم يعاونه عمر سليمان وصفوت الشريف وزكريا عزمى وحبيب العادلى وفتحى سرور وشنوده والطيب وسيستمر صراخ وبكاء الموظفين والنجارين و البنائين و الحدادين والسباكين و الفرانين والميكانيكية و الفواعلية و الشيالين و البياعين والسمكرية والبوابين والمكوجية والبقالين والجزارين والخضريه والمطبعجية وبياعين الفول والجزمجية والعربجية والقهوجية والفراشين والزبالين وسواقي الاتوبيسات وسواقي الميكروبصات والتوك توك والتكسجية و المزارعين الاجراء وكل العمال والفلاحين والمشردين واطفال الشوارع والمهمشين وكل المظلومين المغيبين, وسيستطيع النظام من السيطرة على الأمور بحكمة وستظهر مصر مستقرة ولكن الى حين.

فبعد عشر سنوات من الآن لن يكون هناك حسنى مبارك ولا عمر سليمان ولازكريا عزمى ولا حبيب العادلى ولاشنوده ولا الطيب , فماذا سيكون مستقبل مصر بجد بدون جيل ثانى متدرب على قيادة السفينه ؟ هل توجد بوصلة طريق للرئيس الذى سوف يأتى محاصرا بكل هذه المشاكل الداخلية والخارجية ؟ وحتى لو افترضنا أن جمال مبارك سوف يحكم مصر هل هو مؤهل فعلا لمواجهة هذه المشاكل بفريقه الحالى ؟ وحتى لو أتى جنرال من الجيش هل سيكون مؤهل لقيادة بلد منهك ومنخور بخلفية عسكرية فقط ؟

الوضع غير مريح وغير واضح ويبين أننا كدولة نتعاطى مخدر موضعى سينتهى مفعوله بغياب الرئيس مبارك والذى ضمن الاستمرارية والاستقرار لمصر طالما هو حى يرزق على سدة الحكم , ولكنه لم يضع أسس وثوابت لخليفته وبالتالى سيبدأ الخليفة من النقطة صفر. وأيا كان هذا الرئيس القادم ستعصف به المشاكل وعلى أحسن الفروض سيلجأ الى سياسة القمع حتى لاتنفلت الأمور من شدة تفاقم الأوضاع وهذا معناه اننا سنظل محكومين بالحديد والنار الى يوم يبعثون.

دورالرئيس مبارك قبل أن يرحل هوأن يؤسس مجلس حكم يشمل كل أهل العلم والمعرفة ليضعوا ميثاق جديد لادارة مصر فى القرن الواحد والعشرين على جميع الأصعدة داخليا وخارجيا وحتى لانفاجأ بعملية خلخلة اقتصادية وسياسية واجتماعية لو اعتمدنا على الطريقة التقليدية فى تداول السلطة , فالمشاكل المتراكمة والتى ستستجد فى العشرة اعوام القادمة أكبر من امكانيات رجل واحد أيا كان هذا الرجل , مصر فى حاجة لرئيس يقود من خلال قيادة جماعية . والغريب أن اسرائيل تستخدم اسلوب القيادة الجماعية من خلال دولة مؤسسات شفافة ونحن مازلنا مرتبطين بدولة الرجل الواحد الأب والمعلم وصانع الاستقرار فى حياته .. والخراب فى مماته.

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية