مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 المفاوض
...............................................................

 

عباس
 

 

غريب المنسى
..................


أقام الرئيس أوباما مأدبة عشاء لبنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأول من سبتمبر لبدء جولة جديدة من المحادثات المباشرة بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين. وكما تعلمون جميعا، لانعتقد أن هذا الجهد سوف يكلل بالنجاح لأن الجانبين متباعدين جداً ولأن ادارة أوباما ليس لديها القوة والإرادة السياسية لدفعهم نحو الحلول الوسط الضرورية. ويبدوا لنا أن ادارة أوباما على وشك تكرار نفس الأخطاء التي وقع فيها الرئيس السابق كلينتون عندما سلك طريق صنع السلام في الشرق الأوسط , ومحاولات إدارة بوش الفاترة والعقيمة وعلى رأسها مشروع "خريطة الطريق" وقمة أنابوليس .

الأسبوع الماضي نشرت صحيفة "يديعوت احرنوت" الإسرائيلية,موجزاً للمكالمة الجماعية بين مستشارين أوباما فى الشرق الأوسط - دنيس روس و دان شابيرو وديفيد هال - وقادة عدد من المنظمات اليهودية الأميركية المؤثرة, ووفقا لما تم نشره سيكون هدف المحادثات المباشرة "اتفاق إطار" بين الجانبين على أن يتم تنفيذها على مدى فترة تصل إلى عشر سنوات.

عفوا .. هذا هو الهدف الرئيسى من المفاوضات المباشرة وهذه الفكرة تبدو نسخة مكررة ل"اتفاقات أوسلو" التي أرست أيضا "إطارا" للسلام، ولكن تأجيل القضايا الصعبة إلى نهاية المفاوضات مرارا وتكرارا تظهرا للمتابع المحايد أنها استيراتيجية اسرائيلة هدفها الهاء العالم بجديتها فى السلام !! والواقع يقول أنها غير جادة اطلاقا فى السلام , والا لماذا السبب فى تأجيل القضايا الهامة كالقدس وحق العودة والمياه مثلا الى نهاية المفاوضات ؟ ألم يكفى اسرائيل عشرين عاما منذ أوسلو لتصل الى قناعة وواقعية بضرورة مناقشة القضايا الهامة اذا أرادت أن تشارك فى حل مقنع على الاقل أمام المجتمع الدولى العاقل . هذه التمثيلية الاسرائيلية المكررة والمملة دفعت واحدا من المراقبين المخضرمين مثل هنري سيغمان للتنديد بعملية السلام ووصفها بالفضيحة .. ونحن نتفق معه تماما فى هذا الرأى.

هنا تقع المشكلة الأساسية: ما لم تتم المفاوضات فى "إطار" مفصل ومحدد حول القضايا الأساسية كالحدود , ووضع القدس ومسألة اللاجئين, الخ.. أعتقد أنها لن تنجح , وستنجح فقط محاولة اسرائيل فى تضييع الوقت فى مفاوضات عبثية علها تلهى العالم عن سياساتها التوسعية والقمعية ويمكن بسهولة لنا أن نتصور نتانياهو وفريق المتشددين فى اسرائيل سعداء بهذه المفاوضات على الأسس سالفة الذكر، لأنه سيكون قادراً على الحفاظ على التوسع في المستوطنات (علنا أو سراً) أثناء المحادثات ، وهو ما حدث منذ أوسلو (وفي ظل حكومات الليكود والعمل). وادارة أوباما بكل أسف ليس لديها أدوات ضغط مناسبة وعملية على نتنياهو وبالتالى لن تكون ادارة أوباما أحسن حالا من أى ادارة أمريكية منذ التسعينيات فى محاولة حل القضية الفلسطينية فى اطارها الصحيح.

الولايات المتحدة بوضوح مستعدة وقادرة على ممارسة ضغوط كبيرة على فتح وحماس فقط وهذا يرجع فى المقام الأول للضغوط الاقتصادية والحصارية والسياسية المفروضة عليهم من قبل اسرائيل وبعض العرب . وحركة فتح اعترفت بوجود إسرائيل وتنازلت عن 78 في المئة من "فلسطين" الأصلية.. أى أن فتح تفاوض على ال 22 في المئة المتبقية. وعلاوة على ذلك أن ال 22 في المئة المتبقية تنتشر فيها المستوطنات الإسرائيلية (التي تحتوي على حوالي 500 ألف شخص) ومنحوته بالطرق الالتفافية حول الفلسطنيين هذه الطرق لمرور المستوطنين فقط أما الفلسطنيين فلابد لهم من المرور على نقاط التفتيش , ناهيك عن الأسوار والجدران التى تلتف حولهم وتفصلهم تماما عن العالم الخارجى كأنهم فى سجن كبير. ومع ذلك تؤكد اسرائيل أنه لو حتى قامت دولة فلسطينية مستقلة على مساحة ال 22 في المئة لابد لعباس وفريقه وخصوصا كبير مفاوضيه بالموافقة على بعض القيود الهامة على السيادة الفلسطينية . واذا ماوضعنا فى الاعتبار سيطرة حماس على غزة وعدم انضمامها للمفاوضات وسيطرة عباس على الضفة الغربية فهذا وحده كفيلا أن يجعل من الصعب جدا قيام دولة فلسطينية لشعبين على أرض واحدة .

أغلب الظن هنا أن هذه المفاوضات المباشرة لن تأتى بجديد ولكنها ستعطى العالم الانطباع بأن اسرائيل تسير فى طريق السلام ومع عجز الولايات المتحدة عن مواجهة اسرائيل وتفنيد اسلوبها المتكرر فى المماطلة وكسب الوقت لتمييع الموقف - فالمستوطنات تبنى على قدم وساق وشرق القدس يتشرنق – علينا أن نقرأعلى هذه المفاوضات العبثية السلام .

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية