مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الثالثة بتوقيت القاهرة
...............................................................

 

مبارك

 

بقلم : غريب المنسى
........................

كانت الساعة تقترب من الثالثة صباحا بتوقيت القاهرة عندما قررصاحبنا اطفاء أنوارغرفة النوم الواقعة فى شقة مكونة من غرفتين فى الدور الرابع فى عمارة مملوكة لبنك الاسكان ممنوحة بالتقسيط لشباب الوطن السعيد. كان صاحبنا ينوى مجامعة زوجته على عجل , فالوقت المتبقى حتى اذان فجر رمضان يكفى لهذه المهمة التى يعتبرها هو فرض عين بينما تختلف وجهة نظر زوجته الشابة والتى تصغره بعامين, فهى ترى أن هذه اللحظات الحميمية هى أساس الحياة . وعندما اراد صاحبنا أن يهم بزوجته اكتشف أن حبة الفياجرا الصينية التى تناولها مع سحوره منذ نصف ساعة لاتعمل وأن تأثير الضغط والسكر على أعضائه جعلها من ضمن منظومة الأعضاء النائمة, فى دولة نائمة حالمة حائرة بين الماضى والحاضر والمستقبل . هنا .. وهنا فقط اكتشف صاحبنا أن المنتجات الصينية مزيفة وأن الفياجرا الأمريكى مثلها مثل كل المنتجات الأمريكية عالية الجودة ولكنها باهظة الاسعار. وبعد أن لعن صاحبنا الصين وشعبها الأصفر المزور اكتفى بالتقبيل والتحسيس واللحس وهو تكنيك جنسى جديد يستخدمه جيل كامل من شباب الوطن الذى يعانى من أمراض العصر المزمنة. فالصين التى يدعى بعض الاقتصاديون أنها هى القوة الاقتصادية القادمة تلعب على جميع الحبال , فهى تنتج بالطلب منتجات تتماشى مع أذواق المستهلك وتعتمد على الجغرافية فى الانتاج , فهى تنتج لدول العالم الثالث منتجات رخيصة تتناسب مع القوة الشرائية هناك ولكنها للأسف منتجات لاتصلح لاستخدام زمنى طويل المدى وبالتالى فالتوفير بالنسبة للمستهلك هنا هو توفير وهمى على المدى الطويل.

تلعب السياسات الاقتصادية والسياسية لأمريكا وأوروبا تجاه دول العالم الثالث وبالذات العربى تماما لصالح الصين التى نجحت فى فهم العقلية الاستهلاكية العربية وهى عقلية جاهلة قياسا بالعقليات الاستهلاكية فى باقى العالم , فالصين تكيل بمكيالين فى الانتاج فهى تنتج للعالم الأول منتجات تخضع لمراقبة الجودة عالميا بينما تنتج للعرب منتجات لاتخضع لأى رقابة وبعضها يكاد يكون ساما . ومن المعروف ان العلاقات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية العربية مع الصين وصلت الى أعلى مستوى يوازى العلاقة القائمة بين هذه الدول والولايات المتحدة , أى أن الدول العربية تطبق سياسة عدم الانحياز فهى تصادق من يصادقها وتعادى من يعاديها .. صح يارجال ؟! أيوه صح..

وعندما وصلت جرائد الصباح الحكومية فى هذا اليوم الرمضانى كانت العناوين الرئيسية عبارة عن تصريحات لصفوت الشريف بعدم التستر على الفساد!! ولم يحدد لنا الشريف بالضبط هل يقصد الفساد الذى تم بالفعل وتهربت معه أموال مصر أم الفساد الواقع حاليا ؟ أم الفساد الذى سيحدث فى المستقبل القريب ومع ذلك يبقى هناك سؤلا حائرا : هل يعرف صفوت الشريف فعلا ماذا يدور فى الكواليس وماهو مستقبل الحكم فى مصر؟ أغلب الظن أن الرجل لايعرف شيئا على الاطلاق فهو يقرا تصريحات تملى عليه , وهو سعيد بهذا الدور الذى يضعه فى بؤرة الأضواء لأنه هو الرجل الوحيد الباقى من شلة الحرس القديم والذى حافظ على مكانته بلسانه المعسول وقدرته الفائقة على تفادى حقول الألغام المزروعة فى طريقه !! فمصر هى بلد البمب والزنب ويكفى أن تعرف أن الشريف قد حافظ على منصبه متفاديا حوالى مليون زنبه زرعت فى طريقه خلال حياته العملية الطويلة والتى بداها كضابط مخابرات متواضع المستوى وانتهت به الى أن أصبح منظر الحزب الحاكم . ولم تفصح جرائد الصباح الحكومية ولاحتى المعارضة عن ماذا يدور فى كواليس الحكم ؟ وهل الرئيس الذى يراه الشعب بالمكياج فى أحلى صورة مرسومة هو نفسه الرئيس الذى سلم مقاليد القوة والسلطة الى زوجته وأولاده وأصدقاؤه؟

وبقى السؤال المهم : من يعرف أسرار كواليس الحكم فى مصر ؟ هل هو عمر سليمان ذلك الصعيدى الصامت ؟ أم اسامة الباز الشاهد الوحيد على عصر بكامله تحولت فيه مصر من دولة مستورة الى امبراطورية مملوكة؟ أم المشير طنطاوى الذى أخصى الجيش وحوله من جيش هجومى الى جيش يؤمن بالتسامح الاستيراتيجى ؟! أم حبيب العادلى هذا الرجل الذى حاصر الشرفاء وفى عصره الميمون أصبحت مصر من أكبر دول العالم فى اقتناء المطاوى والسنج والسيوف والتى تستخدم علنا فى الخناقات بين الفتوات فى شوارع مصر بدون رقيب أو حسيب ؟ أم هو زكريا عزمى ذلك الضابط الشرقاوى الذى تحول بقدرة قادر الى ذراع سيادة الرئيس اليمنى والذى هو قادرا على تمرير التقارير الشخصية للسيد الرئيس بغض النظر عن صحتها ودقتها ؟ أم هو أحمد عز ذلك الفنان الحالم الذى تلعب أنامله على طبلة المنظومة السياسية حتى أنه تحكم فى الواحدة والنص فصارت مصر ترقص على طبلته ؟!!

أغلب الظن أنه لايوجد شخص أو مجموعة قريبة من قصر العروبة تعرف بالضبط مستقبل مصر, فالرئيس - أطال الله فى عمره – هو مؤسس مدرسة " دعه يظهر ويتحكم , دعه يجمع الأموال , دعه يحصل على كره الشعب ولكن لاتدعه يعرف ماذا يدور فى الاجتماع المغلق مع عضو آخر من أعضاء المنظمومة , أو بمعنى آخر لقد فصل الرئيس بينهم جميعا وجعلهم جميعا مقربون الى حاشيته ولكنهم جميعا لايعرفون ماذا يدور فى عقلية بعضهم البعض وهو أسلوب مستخدم فقط بين أعضاء المافيا والقاعدة . هذا الأسلوب هو الذى جعل الصورة العامة متماسكة وتوحى بالثبات ولكن فى حقيقة الأمر الشخص الوحيد الذى يعرف مستقبل مصر هم فى الواقع ثلاثة أشخاص بعد الله طبعا : هؤلاء الأشخاص هم حسنى مبارك يليه فى الترتيب حسنى مبارك ثم أخيرا حسنى مبارك.

وهذا يدفعنا الى السؤال المنطقى لنهاية هذا المقال : هل نحن فعلا فى حاجة الى أساتذة سياسة دولية فضوليين يؤرقون مشاعرنا بتحليلات سمجة بعيدة كل البعد عن الواقع ؟ وهل هؤلاء الجهابزة يدركون أنهم ينظرون ويتوقعون ويحللون على اساس خاطىء؟ فالأصل فى التحليل السياسى هو المعطيات السياسية وعندما تكون المعطيات غامضة وغير صحيحة كيف تكون النتيجة صحيحة ؟ ولماذا يصر كل منهم على امتلاك الحقيقة وحده ؟ والحقيقة أنه لاتوجد هناك حقيقة .. فالرئيس سيحكم الى آخر رمق وسيتركها سداح مداح الى خليفته الذى سيستلمها بعد خراب مالطة.وبعد أن تغادر الأسرة المالكة وحواشيها وخصيانها الى بلاد العم ورور !!

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية