مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 وصل بحمد الله الى أرض الوطن
...............................................................

وصل بحمد الله الى أرض الوطن

بقلم : غريب المنسى
........................


استقبلنى موظف المطار فى مطار مينسوتا الدولى بسؤال مفاجئ بعد أن فحص جوزات السفر الامريكية لى ولأسرتى وكان السؤال من النوع المحير والذى يشكك فى نفس الوقت : هل معكم فيزا لزيارة مصر؟ وكانت اجابتى فورية ولكن غير متأكدة : نحن لسنا بحاجة الى فيزة زيارة فنحن مصريون أمريكان! ولكن الرجل حذرنى من أن القوانين ربما تكون قد تغيرت فى مصر فى زحمة حمى الحرب ضد الارهاب.

وظللنا طول الرحلة نفكر فى صمت فى خطة بديلة فيما لو حدث وطلب موظف الجوزات المصرى منا ضرورة الحصول على فيزا للدخول الى مصر.. هل سنعود على نفس الطائرة كما الأغراب ؟ وماذا ستكون اجابتى وتبريرى لأولادى اللذين أرضعتهم حب مصر منذ البداية ؟ وماذا سيقولون لى عندما اتفشخر أمامهم كالعادة عن حب وعظمة مصر؟ وهل سينظرون الى كأب غير واقعى يبالغ فى سرد ذكريات حب من طرف واحد عفى عليه الزمن؟!

ووقفت امام نقيب شرطة الجوازات فى مطار القاهرة ابسمل واحوقل قبل أن يختم لنا ختم الدخول .. وفى هذه اللحظات دار فى خلدى وطبعا خلد زوجتى مليون سؤال : هل حمى الارهاب ستمنعنا اجرائيا من دخول مصر ؟ وهل مصر لاتستقبل حبيب بدون فيزا؟ وهل غيرت الحركة العالمية فى مواجهة مايسمى غربيا بالارهاب وجه مصر الصبوح والنادى؟ وهل انت يامصر مازلتى عظيمة شامخة طيبة ومضيافة مثل اهلك الطيبين ؟

سألنى ضابط الجوزات عن مايثبت انى مصرى وقدمت له شهادة اداء الخدمة العسكرية وهى وثيقة قديمة وعمرها هو عمر ايام غربتي الطويلة عن أرض الاجداد .. ومنحنا الرجل ستة أشهر اقامة قابلة للتجديد مذكرنى كتابة على جواز السفر بأننى أمريكى من اصل مصرى .. وهنا انتفخت عضلاتى وجرى الدم فى عروق جهى ودخلت مصر وكلى ثقة ويقين بأن مصر مازالت هى مصر وأن بلدى عظيمة كريمة قوية ..

وفى خلال الاسبوع الأول من الاجازة وخلال المقابلات مع الاهل والخلان والجيران لاحظت بعض الاشياء التى ينبغى ذكرها هنا بكل تجرد :

آولا : لم يمت فى مصر فى خلال الربع قرن الاخير أى انسان من الجوع وان شاء الله لن يموت.

ثانيا : حدة تأثير الازمة الاقتصادية العالمية على المصريين بدآت تخف تدريجيا بالمقارنة بالولايات المتحدة, فالمصريون فى الاسواق والحركة الاقتصادية مطمئنة للمراقب الغريب ولم يطرد مصرى واحد من بيته.

ثالثا : معظم المصريون غير واثقين فى الحكومة على الاطلاق ويصفونها بأنها حكومة ذكية تتفنن فى وضع يدها فى جيب المواطن كلما حانت الفرصة , وان الضرائب موجهة بحرص لامتصاص أى زيادة فى دخل عبده أفندى .

رابعا: يأكل المصريون ثلاث وجبات يومية ويرمون الزبالة على قارعة الطريق والنظافة تتجزء لديهم ,فالبيوت من الداخل نظيفة ولكن الشوارع ومداخل البيوت قذرة جدا.

خامسا : يتكلم الفقراء عن الملايين وأسعار العقارات والشقق والدكاكين فى ازدياد وهذا معناه أن هناك أموال فى البلد وأن المصرى البسيط لم يفقد الأمل تماما فى غد أحسن .

سادسا : ذهبت للشاطىء ووجدت الناس يستمتعون بالبحر ويسهرون حتى ساعات الصباح الأولى على شاطئ البحر فى بورسعيد والاسماعيلية وكذلك فى كل شواطئ مصر.

سابعا : معظم الناس راضون عن سياسة الحكومة وطريقة ادارة أزمة المياه مع دول حوض وادى النيل ومستعدون للتضحية فى سبيل مصر بالروح اذا طلبت القيادة السياسية ذلك .

ثامنا : بمقايس دول العالم الثالث مصر فى تقدم فكل مصرى يحمل موبايل وينفقون ثروات على كروت الشحن وهم مندمجون تماما فى عالم الاتصالات وأن المصريون غيرو من طريقة حياتهم الرتيبة وبدأت مظاهر السرعة تغلب على تصرفاتهم.

.. ليس معنى ذلك أن مصر بلد بلا مشاكل ولكن هذا معناه أن مصر مثل غيرها من دول العالم الثالث تحاول أن تتطور وتندمج اقتصاديا مع العالم ويمكن لمصر أن تنمو من خلال بعض التصورات السريعة لشخص متابع عن قرب وبعد فى آن واحد :

اولا: وهذا هو المهم .. ينبغى أن نهتم بزرع الانتماء فى صفوف الشعب مرة أخرى وأن نهتم بالتعليم مرة أخرى ونجعله أولا قبل أى شئ آخر فى خلال العشرين سنة القادمة.

ثانيا : أن تعود القيادة السياسية الى رشدها مرة أخرى وتعطى المجتهدين من أبناء مصر مراكز القيادة المناسبة لهم فمعظم الكفاءات والعبقريات مهملة .

ثالثا : الرئيس العجوز مبارك لن يستطيع حل مشاكل مصر ولكنه يستطيع أن يضع مصر على الطريق الصحيح بالتخلص من القيادات المشبوهة والاستعانة بالشرفاء وهم كثير جدا .. تجدهم فى النوادى المهنية وعلى المقاهى.

رابعا : مصر لكل المصريين فى الغيطان والمزارع والمصانع وحتى تكون كذلك فعلا لا قولا لابد من ثورة اعلامية موجهة لكل العقول والقلوب لشحذ الهمم .

خامسا : لو اطمئن الشعب للقيادة السياسية وأخرج المصريون اموالهم المختزنة فى صورة ذهب وحلى فقط ستحدث طفرة اقتصادية وسيستطيع المصريون من عبور الهزيمة مرة أخرى.

هذه بعض تصورات عابرة وخواطر سريعة أكتبها لكم من أرض الكنانة وأنا سعيد بعودتى الى بلدى سعادة غامرة لايحس بها الا من تغرب عنها واستقبلته بكل ترحاب وأصالة.

فيامصر تحية لكى من مواطن مصرى عائد اليكى بعد غياب واشتياق .. وقد وصل بحمد الله الى أرض الوطن سيادته !!


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية