مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 اسرائيل الى أين ؟!!
...............................................................

 

بن جوريون

 

بقلم : غريب المنسى
.......................


منذ قيام دولة اسرائيل فى العام 48 وحتى يومنا هذا توافد على رئاسة الوزارة الاسرائيلية 12 رئيس وزارة , كان أقواهم ديفيد بن جوريون وليفى أشكول وجولدا مائير وأضعفهم ايهود اولمرت وأكثرهم عنصرية وجلافة نتنياهو وهو يأتى فى المرتبة الثانية بعد شارون . وهذا لايعنى أن بن جويون لم يكن عنصريا , ولكن تدهور المستوى العقائدى والأيدولوجى والوعى التاريخى فى خلال الستين عاما المنصرمة جعل هناك فرقا شاسعا بين بن جوريون ونتنياهو , فالأول كان رجل دولة بمعنى الكلمة يتصرف من خلال رؤية كاملة وشاملة لمستقبل دولته الوليدة , أما الأخير فهو تكنوقراط متعجرف, لايتصرف من منطق ايدولوجى عقائدى شامل مثل بن جوريون ولكنه يتصرف ويتحرك ويتكلم وعينيه دائما على نتائج استطلاع الرأى , لذلك نراه يقلد الصقور وهو ليس بصقر بغض النظر عما اذا كانت افكاره ومعتقداته وسياساته ونظرته للعرب وللعالم ستخدم سياسة واستيراتيجية اسرائيل على المدى الطويل. فدولة اسرائيل قامت على فكرة وحتى تستمر هذه الفكرة كان لابد من تطويرها باستمرار حتى تتلائم مع المتغيرات والتحولات المحيطة. والواضح أن نتنياهو لم يطور من أفكار الأباء المؤسسين بل ظل متمسك بالأفكار الصهيونية القديمة التى أصبحت بالية فى ظل المفهوم العالمى الحالى والتواصل الحاصل الأن بين البشر والذى تجاوز حدود الدين واللغة واللون والجغرافيا والمعتقدات الدينية والسياسية والايدلوجية .

وتوافد على وزارة الخارجية الاسرائيلة كذلك 16 وزيرا للخارجية , أشهرهم وأكثرهم علما ودبلوماسية وحنكة وعطاء كان أبا ايبان, وأضعفهم على المستوى العلمى والعملى والتاريخى والديبلوماسى الوزير الحالى أفيغدور ليبرمان, فالرجل لايصلح لهذا المنصب وخلفيته العلمية والعقائدية لاتؤهله لهذا المنصب على الاطلاق.

وبالنسبة لحقيبة الدفاع تسلمها 22 وزيرا برز منهم على المستوى الدولى ليفى أشكول وموشى ديان, أما أضعفهم على الاطلاق من الناحية العلمية والعسكرية والسياسية الوزير الحالى ايهود باراك.

أما قيادة الأركان وهو منصب رئيسى فى هرم القيادة العسكرية الاسرائيلية ويعتبر منصة الانطلاق لمنصب وزير الدفاع تعاقب عليه 12 رئيس أركان كان أقواهم علما وعسكرية حاييم بارليف وديفيد اليعازر, وأقلهم خبرة رئيس الأركان الحالى غابى أشكنازى .

أما شخصيات مثل : اسحاق رابين ومناحيم بيغين واسحاق شامير وشمعون بيرس وشارون فهذه كلها شخصيات قوية عجوزة متضاربة من الحرس القديم وكلهم من مؤسسى دولة اسرائيل ومن معتنقى الفكر الصهيونى البغيض وقد مثلوا دولتهم فى مناصب رئيسية وساعدوا فى وضع حجر الأساس ولكنهم لم يتركوا بصمات مؤثرة على حياة المواطن الاسرائيلى المعاصر .

الغرض من هذا العرض السريع هو المقارنة بين قادة الأمس واليوم فى اسرائيل , للوصول الى النقطة الرئيسية لهذا الموضوع وهى أن قادة الأمس بدأو مشروع الدولة الصهيونية من العدم وأسسو الدولة فى قلب العالم العربى فى زمن كان العرب فى وضع تآلف أقوى من اليوم , فى حين أن قادة اليوم تسلموا زمام القيادة فى عصر القطب الواحد وفى عصر السلام مع العرب وفى زمن تقطعت فيه أوصال العرب , ومع ذلك لم يستطيع أيا منهم من تطوير مفهوم الأمن والتعايش والسلام مع العرب فى ظل المعطيات الدولية الحالية التى تعطى اسرائيل أفضليات وضمانات ومزايا لم تكن موجودة عندما تأسست .

والمتابع لأحوال الدولة العبرية يجد أن مؤشر الاستمرار والتفوق والقوة والتفرد يهبط بمعدل سريع علما بأنه من المفروض أن تكون اسرائيل وبعد أن مرت بتجارب وجودية كثيرة من خلال صراعها الدائم مع العرب كان منها الفاشل والناجح أن تكون وصلت لمرحلة تفهم ونضوج يسمح لها بالانضمام لمنظومة البقاء السلمى فى محيطها الاقليمى وهذا مرجعه الى عدم ادراك وتفهم القيادة الحالية لحركة التاريخ وعدم الاعتراف بظهور قوى اقليمية جديدة - تركيا وايران - هذه القوى تختلف فى تفكيرها وتطلعاتها وتوجهاتها عن التفكير العربى التقليدى والذى بنى عليه الاسرائيليون استيراتيجية البقاء.

القيادة الاسرائيلية حفظت نموذجا وحيدا للشخصية العربية التقليدية وبنوا عليه استيراتيجية مستقبلية, ونسوا تماما أن الشخصية العربية الآن أكثر وعيا وعلما وأن الجيل الجديد من العرب له تطلعات ولديه تساؤلات منطقية عن مستقبله وهذا هو سر فشل الاستيراتيجية الاسرائيلية التى تعتمد على اقصاء الآخر بدون ذكر الأسباب , وهذا سيؤدى مع الوقت الى زيادة بعد اسرائيل عن الواقع والتصرف من خلال الخيال مع عرب وهميون أقنعت اسرائيل نفسها بانهم ارهابيون.

مستوى وعى المواطن الاسرائيلى مرتفع , والأصوات المعتدلة داخل اسرائيل بدأت تتساءل عن صحة اتجاه بوصلة القيادة الحالية , فالمشكلة الأن هى مشكلة قيادة غير محنكة مقتنعة فقط بأن القوة هى سر البقاء الدائم وان الغاء الآخر وعدم الاعتراف بمشروعية مطالبه ووجوده ستضمن لهم الاستمرار والعكس هو الصحيح تماما, اسرائيل الأن فى محنة داخلية وخارجية ولابد لها من البدء فى التغيير والاعتراف بمشروعية حقوق العرب وكيفية التعايش معهم فى ظل سلام قائم على العدل .


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية