مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 من الرصيف .. واليه
...............................................................

 

ما أحلى الرجوع اليه

 

بقلم : غريب المنسى
.......................


لايمكن لأى انسان درس ومارس الادارة على أعلى مستوياتها فى الولايات المتحدة, وعاصر التجربة الأشتراكية فى الاتحاد السوفيتى منذ نعومة اظافره , وشاهد عصور خمسة رؤساء أمريكان انتخب منهم ثلاثة على الأقل , وانتقل فى عمره المديد اثنين من الرؤساء المصريين الى العالم الآخر والثالث فى أواخر عهده , لايمكن لهذا الانسان الذى هو أنا الا أن ينحاز للطبقة العاملة الفقيرة , ليس لأنه نشأ بينهم فحسب .. ولكن لأن هذه الطبقة فى كل قارات الدنيا الخمس هى الطبقة التى تتحكم فى ثبات كرسى الحكم سواء كان النظام رأسمالى أو اشتراكى وسواء كان النظام السياسى فى دولة عظمى أو فى دولة نامية.

وفى الدول العظمى والرأسمالية خصوصا لايمكن لأى سياسى أن يبيع برنامجه الانتخابى للناخبين والطبقة العاملة لديه تعانى اقتصاديا , على العكس تماما من دول العالم الثالث بما فيهم مصر فى العصر الراهن والتى لايهم السياسى فيها مستوى الطبقة الكادحة بقدر مايهمه استقرار الطبقة الغنية لانه يرى أن هذه الطبقة المطحونة هى طبقة " وش فقر" وطبقة "منحوسة " وتحتاج الى مجهود كبير لكى تستقر اقتصاديا , وعليه فلابد من تجنبها تماما وترك ملفها للأمن يطاردها على الأرصفة.

وبذلك اصبحت الدولة فى وضع الهارب من مواجهة الحقيقة .. تترك السرطان ينهش فى قاع المنظومة الاقتصادية متظاهرة بالتعافى ولكن الأمر فى حقيقته : أن الدولة باتباعها هذا الاسلوب تسير فى طريق وعر لتدمير البنية البشرية التحتية التى هى صمام الأمان للمجتمع وهذه البنية التحتية من البشر هى القاعدة التى ستورد لنا فى المستقبل القريب الطاقة البشرية اللازمة لاستمرار العجلة الاقتصادية . هذه الطبقة المطحونة ياسادة هى المورد الطبيعى البشرى للطبقة المتوسطة التى يوجد بها العلماء والاطباء والمهندسين , الطبقة العاملة وان كانت تظهر مطحونة الا انها طبقة الامداد والتموين للمجتمعات وحتى التى لاتعرف قيمتها وتوليها عنايتها.

لن نقارن بين مكاسب طبقة العمال والفلاحين فى عهد عبد الناصر والسادات والعهد الحالى طبعا لاختلاف الظروف الدولية والاقليمية والمحلية , ولكن سنقارن هذه الفئة بنظيرتها الأمريكية طالما اننا نعيش فى عصر العولمة والنظام العالمى الرأسمالى الجديد , وعلما بأن النظام الرأسمالى ليس مصمما للحفاظ على مكاسب العمال بقدر ماهو مصمم لتسليك الطريق امام تدفق رأس المال ليخدم مصالح الشلة البرجوازية , وهذه الشلة لاتختلف كثيرا عن نظيرتها فى القاهرة !! وهى شلة "تأكل مال النبى" لو أتيحت لها الظروف !! بعيدا عن القانون .

والقانون الحالى الذى صمم بناء على رغبات وتصميم واضرابات القوة العاملة فى الغرب ضمن للعامل حد أدنى لسعر العمل يتناسب طرديا مع غلاء المعيشة , وهو الآن فى الولايات المتحدة 7.25 دولار للساعة بحد ادنى 40 ساعة عمل فى الاسبوع وفيما يزيد عن الساعات الأصلية يكون سعره اضافى مضاعف , هذا فقط فى الأعمال التى لاتحتاج الى مهنية على الاطلاق , أما فى الأعمال التى تحتاج قدر معين من المهنية والتى ينضم فيها العمال لنقابة مهنية فيبدأ سعر الساعة ب 22 دولار بالاضافة الى التأمين الاجتماعى والصحى والمعاش ومكافأة نهاية الخدمة . أما الفلاحين فهم يحصلون على القروض الميسرة من البنوك بالاضافة الى معونات حكومية تساعدهم على الاستمرار فى حالة تصاعد المنافسة الاقتصادية لمحصول معين حتى يستمروا فى زراعة هذا المحصول بعكس عندنا يتوقف الفلاح عن زراعة المحصول الغير مربح له كالقطن مثلا وهو محصول استيراتيجى . فالانتاج الزراعى الأمريكى مستمر لجميع المحاصيل المطلوب منها والغير مطلوب وتقوم الدولة بتعويض الفلاحين عن خسائرهم وبالذات فى المحاصيل الاستيراتيجية كالذرة والقمح .

الولايات المتحدة لديها أرصفة أكثر من مصر ولكنها تستخدم استخدام مختلف تماما ولكن عندما يقرر العمال والفلاحين استخدامها للاعتصام , لابد للسياسيين من التضامن معهم والوقوف على سبب المشكلة ومحاولة حلها على الفور , وعادة ماتكون مشكلة العمالة الأمريكية مشاكل تأمنية بعكس مصر ,المشكلة فى مصر كانت وستكون مشكلة دخل , غلاء فاحش مع دخول هزيلة لاتكفى حتى لأساسيات الحياة. وهنا يحتار المتابع : هل نحن دولة رأسمالية ؟ أم اشتراكية ؟ أم نحن نظام اقتصادى بالبركة ؟؟ !!

فقراء مصر من الطبقة العاملة جربوا كل الأرصفة .. من رصيف مجلس الشورى الى أرصفة النقابات المهنية الى رصيف مجلس الشعب .. ولا أحد من السادة البهوات مهتم بأمرهم وكأننا فى روسيا قبل الثورة البلشفية , فالدولة ترى أنهم عبارة عن مجموعة نكرات ينبغى التعامل معها بالتجاهل التام , وعلى الرغم من اصرار العمال على المطالبة بحقوقهم الا أن التجاهل واضح وصريح , وكأن لسان حال الحكومة يقول: لاتفاوض مع العمال ولا اعتراف بحقوقهم الى بقية اللآت لكل مطالبهم الشرعية, ولأن رئيس الحكومة اسكندرانى فهو يطبق المثل الاسكندرانى الشهير معهم : هؤلاء العمال لو أعطيت لهم صابعا سيطالبون بذراع , فمن الأفضل الا نعطى لهم شيئا على الاطلاق .

هل سنصل الى يوم يحتاج فيه عمال مصر الى تدويل مشاكلهم ؟ وهل نحن فى طريقنا الى تدويل مشاكلنا التى عجزنا على حلها ؟ فالاقباط يريدون تدويل مشاكلهم والسياسيون يطالبون بتدويل مشاكلهم ؟ والسباك يريد تدويل مشاكله .. والنجار والقهوجى وبائع البدنجان .. كلهم بلا استثناء يريدون التدويل .. ونسوا أنه من الأسهل أن نطلب من قوة خارجية أن تحتلنا لتحل لنا مشاكلنا . فالاحتلال أوفر اقتصاديا من التدويل.


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية