مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 هذا الاسبوع
...............................................................

 

السفير سامح شكرى سفير مصر فى واشنطن

 

بقلم : غريب المنسى
........................


هذا الاسبوع استمعت الى السفير المصرى فى واشنطن سامح شكرى بالصدفة البحته على محطة الراديو الشعبى القومى الأمريكى -
National Public Radio - فى برنامج اذاعى اسمه " العالم" - The World- ووجه له المذيع ثلاثة أسئلة اثنان منهما مرتبطان بما يحدث حاليا فى مصر والسؤال الثالث كان خارج عن سياق الحديث تماما ولكنه مرتبط بحجم المعونات الامريكية لمصر هذا العام . وكانت اجابة السفير – وهو ماتوقعته – اجابة دبلوماسية , فبالنسبة لاحتمال أن يخوض الرئيس مبارك الانتخابات الرئاسية القادمة - وهو الأمر الذى يشغل الاعلام وصناع القرار العالمى-  أمر قائم والرئيس مبارك قادرا على الاستمرار فى تأدية مهامه ومسؤولياته لفترة رئاسية قادمة حتى لو كان عامل السن يقف عقبة فى وجه حيويته ونشاطاته , فلا يوجد مانع دستورى يمنعه من ذلك .. هكذا قال السفير , وبالنسبة لترشيح السيد جمال مبارك كممثل للحزب الوطنى فهذا أيضا دستورى وقانونى ومطلب حزبى , أما بالنسبة لترشيح الدكتور البرادعى فكانت الاجابة حكومية جدا , وعادة ماتكون الاجابة الحكومية على أى سؤال يخص البرادعى كالتالى : الدكتور البرادعى شخصية دولية محترمة ونحن جميعا سعداء بنجاحه الدولى ولكن – خد بالك من "لكن" هذه فهى تلغى الكلام الجميل السابق لها – لكن .. الدكتور البرادعى لايعرف مشاكل المصريين الحقيقية فهو غائب عن مصر منذ فترة ويحتاج لفترة طويلة لاعادة الارتباط بينه وبين الشعب المصرى !! علاوة على أنه لابد – وهو رجل قانونى – أن يلتزم بالدستور ومواده التى تحدد مواصفات المرشح .

وبالنسبة للمساعدات الاقتصادية الأمريكية لمصر فى هذا العام فستكون مليار وثلثمائة مليون دولار مساعدات عسكرية ومساعدات اقتصادية بمبلغ مائتين وخمسين مليون دولار , وطبعا لم ينسى السفير على أن يؤكد على أهمية تسليح الجيش المصرى أمريكيا حتى تكون مصر هى القوة اللازمة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط . وانتهت فقرة السفير بالتتر الموسيقى الخاص بالبرنامج .

وعلى مايبدوا أن الجماعة هنا فى أميريكا بدأوا يفكروا بالطريقة الابليسية اياها وهى طريقة المصالح لا الأشخاص , فمبارك الأب والأبن أمريكيان التوجه والهوى والبرادعى أيضا أمريكى حتى النخاع , فهو لم يكن ملىء السمع والفؤاد كذلك بدون ترشيح الولايات المتحدة له وتزكيته على المرشح المصرى – الأكثر كفاءة من وجهة نظر مصر طبعا – د. محمد شاكر لتولى هيئة الطاقة الذرية وسطوع نجمه دوليا, ليعود مرة أخرى الى مسرح الأحداث الدولية بعد خروجه الى المعاش بحركة اصلاح لايبدوا واضحا !! واضعا الادارة الأمريكية فى وضع الاختيار بين الأمريكان الثلاثة : حسنى وجمال ومحمد.

قد يبدوا هذا الخيار صعبا لو فكرنا فيه بالطريقة المصرية , ولكنه فى الواقع خيارا لايستغرق بضع دقائق بالطريقة الأمريكية العملية البعيدة عن العواطف, لأن كل واحد من هذه الشخصيات له علامات صح وعلامات غلط أمام أسمه تتوقف على مايسمونه -
Credit rate- , والذى سيكون أمام أسمه علامات صح أكثر سيكون هو المحظى أمريكيا – طبعا من خلف الستار – وهذه هى السياسة الأمريكية المتبعة معنا ومنذ أيام الرئيس عبد الناصر , ولاغبار على ذلك ولاينقص من الوطنية فى شىء كما يعتقد بعض الحنجوريين , فالولايات المتحدة القوة العظمى الأقوى ولابد أن يكون لها رأى فى رئيس مصر , لما يشكله هذا المنصب من استقرار لمصالحها فى منطقة الشرق الأوسط.

الرئيس مبارك لاشك وحتى هذه اللحظة هو الفائز الأول بالعلامات الصح الأمريكية أمام اسمه , والعلامة الخطأ الوحيدة هى تقدم سنه , فيما عدا ذلك فهو الرجل الأصلح والأقوى ولاسيما أنه ابن المؤسسة العسكرية والتى لايمكن أن يستقر الحكم بدونها.

طبعا .. يليه فى الترتيب الدكتور البرادعى , وهو الخيار الأقرب الى الاحتياطى للرئيس مبارك فيما لو قدر الله له شيئا مكروها يمنعه من الاستمرار , فهو يملك كل الاساسيات المطلوبه للمنصب بالاضافة الى توجهاته الاصلاحية , وخبرته الدولية , وهذا مايبدوا ظاهريا على كل حال .

أما الذى لايبدوا ظاهرا لنا هو سيناريو الجنرال الغائب , فقد يكون هناك جنرالا غامضا للمصريين معلوما للأمريكيين تلقى التلقين وجاهزا للصعود وهذا فى حالة عدم تمكن الرئيس مبارك من استكمال المسيرة لأسباب صحية, وهذا هو الأقرب الى المنطقية فى الفهم وأقرب الى التصديق على أرض الواقع .

لاشك أن وجود الدكتور البرادعى فى الصورة سيدفع الرئيس مبارك للاستمرار فى المنصب وسيعطل – ان لم يلغى – سيناريو التوريث تماما ,وهذا مكسب كبير للشعب المصرى وأيا كان اختيار القدر لنا فى المستقبل القريب , فمما لاشك فيه أن الادارة الأمريكية بدأت تحس بالحراك المصرى الداخلى وبدأت تتفاعل مع هذه الحفنة من المصريين الرجال اللذين ينادون بالتغيير والاصلاح .

وسيبقى السؤال قائما : ماذا لو جاء جنرال على هرم السلطة فى مصر؟

الاجابة : نو بروبليم .. فيمكن لهذا الجنرال الوطنى من التعاون والاستفادة من توجهات البرادعى والبدء فى حركة الاصلاح الداخلى , فهنيئا لمصر لأنه مازال بها رجال ومازالت مصر بواقع التاريخ والجغرافيا أهم حلقة وصل فى هذا العالم .

وحفظ الله مصر.


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية