مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 مقاطيع السيدة - 2
...............................................................

 

الحبة السماوى مفجرة الارهاب

 

بقلم : غريب المنسى
........................

القاهرة

فى مطار الماظا العسكرى فى جنوب القاهرة وقفت الطائرة الجولف استريم الأمريكية الخاصة بالعمليات الخارجية لمكتب المباحث الفيدرالى الأمريكى على الممر منتظرة وصول سيارة ترحيلات أمن الدولة المصرى التى تحمل أعضاء الخلية الارهابية التى تم القبض عليها بالأمس فى مسجد السيدة زينب , وكانت الخلية مكونة من أربعة أفراد نزلوا من سيارة الترحيلات على كراسى متحركة ووجوههم مربطة بضمادات وشاش كثيف , فلقد تم توضيبهم بمعرفة الأمن المصري حتى يتم انتزاع الاعتراف منهم بهذه السرعة الجنونية, وبعد استلامهم بدقائق أقلعت بهم الطائرة متجهة رأسا الى الولايات المتحدة.

وهذا النوع من الطائرات من فصيلة الطيران الخاص وهى مصممة  لتسع حوالى دستة أفراد بخلاف الكابتن والمساعد , وتستخدمها المباحث الفيدرالية و المخابرات المركزية فى نقل المشتبه فيهم فى قارات الدنيا الخمس الى السجون الأمريكية السرية المنتشرة حول العالم , ويتم ربط المجرمين فى الكراسى , وأحيانا يتم التحقيق معهم فى الطريق وهذا يتوقف على الحالة الصحية للمقبوض عليهم, وعلى مدة الرحلة .. وفى هذه الرحلة كانت المدة كافية ولكن الحالة الصحية لأعضاء الخلية كانت سيئة جدا , فلقد تم تعذيبهم وضربهم وجلدهم وخوزقتهم ومنعهم من الطعام والشراب لمدة يوم كامل وهذه كلها علامة تجارية مسجلة للشرطة المصرية , مما استدعى قيام  طبيب خاص مع فريق المحققين على الطائرة بتقديم الرعايا الطبية لأعضاء الخلية وتقديم الطعام والشراب لهم حتى يضمن أن يكونوا فى حالة صحية جيده حال بداية التحقيقات على الطريقة الأمريكية.

ولكن لفت نظر مترجم فريق المحققين على الطائرة أن أعضاء الخلية لايستطيعون الكلام فقد تم تعذيبهم للدرجة التى لايستطيعون معها الكلام ولكن بعد بعض من العناية وحقن المورفين الطبية تكلموا وأصروا على أنهم أبرياء وأنهم ليسوا أرهابين ولكنهم مندوبين مبيعات محترمين لشركة يملكها رجل أعمال كندى من أصل مصرى , والعلاقة معه ليست مباشرة ولكن من خلال وكيل محلى , وأنه لم يتم استجوابهم فى مصر على يد الشرطة المصرية , ولكن تم ضربهم ودفعهم على الاعتراف بجريمة لم يرتكبوها .

*****************
تورنتو - كندا

الدكتور محمد حسنين صيدلى مصرى يحمل الجنسية الكندية هاجر من مصر أو بالأصح هج من مصر فى منتصف الثمانينات بعدما سدت فى وجهه كل سبل الفرص , سافر الى كندا بفيزا سياحية وتزوج من سيدة كندية ساعدته فى الحصول على الاقامة والدراسة لمعادلة شهادة الصيدلة المصرية مع الشهادة الكندية , وأصبح صيدلى فى كندا وذاق نعيم الحرية والنجاح المادى , فمرتبه كصيدلى فى الشهر يفوق مرتب وزير مصرى فى سنة كاملة , ولد لأسرة متواضعة الحال اقتصاديا واجتماعيا فى حى السيدة زينب فوالده كان يعمل فى السكة الحديد سائق قطارات على خط الصعيد, وكانت الهجرة من مصر هى الطريق الوحيد أمامه للخروج من دائرة الفقر والتجاهل وعندما استقر به الحال فى كندا لم ينقطع عن زيارة مصر وفى كل مرة يزور فيها بلده الأم يزداد يقينا بأنه كان من المحظوظين , فمعظم زملاء دفعته وأصدقاء الطفولة والصبا مازالوا يعانون اقتصاديا , ولم تعد هناك الطبقة الاجتماعية المتوسطة بالمعنى المتعارف عليه والتى كانت موجوده بالفعل فى عهد عبد الناصر , وتآكل هذه الطبقة يعتبر مؤشر خطير لتدهور الأحوال الاجتماعية , فعندما كان طالبا فى الجامعة كانت كل أمنيته وأمنية أبيه وأمه أن يخرج من الطبقة المطحونة لينضم الى الطبقة المتوسطة من خلال تعليم عالى جيد , ولم تكن من ضمن أمانيه أن يكون من الطبقة العليا فى المجتمع فهؤلاء من وجهة نظره هم أبناء الطبقة الثرية التى ولدت محظوظة وعلى هذا الأساس كان طموحه معتدل واحلامه واقعية الى أن سافر الى الغرب وعرف معنى التنافس الرأسمالى وأن أحلام الانسان لايحدها حدود , وتحول من انسان قانع الى انسان مادى جشع الغاية لديه تبرر الوسيلة , ساعده على ذلك مجتمع غربى متحرر ومنضبط يلعب عنصر الابتكار والافكار التجارية الناجحة فيه عنصر مهم فى تحويل الانسان من فقير معدم الى ثرى فى غمضة عين .

وعندما فتحت أجهزت الأمن الكندية ملفه بناء على طلب من الحكومة الأمريكية بعد القبض على "خلية المقدمة"  فى مصر لم يكن فى ملفه أى شىء يدعوا للشك فى اتجاهته الفكرية , فالرجل مستقيم لم تحرر ضده ولو حتى مخالفة سير فى فترة وجوده فى كندا والتى تقترب من ربع قرن وهذا ماجعل الأمر شبه معقد أمام رجال المباحث الفيدرالية .

تم القبض على محمد حسنين فى منزله فى تورنتو- كندا وحمله وكلاء المباحث الفيدرالية فى طائرة خاصة الى مكان غير معلوم فى الولايات المتحدة ليتم التحقيق معه فى جريمة تكوين تنظيم ارهابى فى القاهرة موزع بالتحديد على المساجد الكبرى , هذا التنظيم طبقا للمعلومات المبدئية التى تم الحصول عليها بعد التحقيق مع أعضاؤه الموجودين حاليا فى التحفظ يجند المعدمين والفقراء فى المناطق الشعبية الفقيرة, وكلهم لايجيدون القراءة والكتابة وكلهم بلا استثناء يعانون من عاهات جسدية ومن أسماؤهم الحركية يمكن بسهولة لرجل الأمن المحترف أن يتعرف على طبيعة عاهاتهم , فمحمد الأعرج ومحسن الأكتع وجمال الأعور وحسن المسلول - وهذه هى أسماؤهم الحركية - كلهم معوقين , فكيف تم تجنيدهم من صيدلى كندى مستواه التعليمى والاجتماعى والاقتصادى والصحى يختلف تماما عن مستوى أعضاء الخلايا المنتشرة فى المساجد فى المناطق الفقيرة؟؟ !! .

*********
الولايات المتحدة- جهة غير معلومة

جلس محمد حسنين فى غرفة التحقيق الفيدرالية وأصر على أنه رجل أعمال وليس زعيم خلية ارهابية وأن أعضاء الخلية جميعهم مندوبى مبيعات محترمين وهو لايتعامل معهم مباشرة ولكن يتم التعامل من خلال صيدلى صديق فى القاهرة وقد بذل هذا الصيدلى مجهود كبير فى تهذيبهم وكسوتهم , فهم يلبسون الزى السماوى شعار المنتج الذى يبيعونه وكل الشعارات المستخدمة فى عملية البيع هى شعارات قانونية , فهم يشيرون الى قضيبهم ويرفعون أيديهم بعلامة النصر "V" , وهو رمز الفياجرا والاشارة الى القضيب معناها أن الحبوب السماوية اللون لها قدرة عالية فى تقوية القضيب وانتصابه , وحتى الملبس "اليونى فورم" وهو جلباب سماوى فهو لون الفياجرا.

وأصر على أن أجهزة الأمن المصرية تبحث عن أى انتصار حتى تثبت للأمريكان أنها تعمل بجد وعزيمة وفى نفس الوقت يحصلون على مايحتاجونه من عتاد وسلاح على حساب بند محاربة الارهاب. ومع قناعة المحقق المبدئية بمنطقية القصة الا أنه وطبقا للقانون لابد أن يستوفى التحقيق بكل الأسئلة وحتى يغطى جميع الثغرات فى القضية وبالتالى يكون من السهل على وكيل النيابة الفيدرالى أن يقرر هل يستمر فى توجيه الاتهامات وتصنيفها قانونيا أم يلغى القضية بالكامل لعدم وجود أسباب وأركان للجريمة.

- تقول أنك رجل أعمال وأعضاء الخلية هم مندوبى مبيعات هل ممكن أن تشرح لنا ذلك؟

- ياباشا , أنا متعاطف مع الغلابة وهؤلاء الناس من مقاطيع السيدة معظمهم يعمل فى التسول والسرقة وأنا فكرت أن أرفع من مستواهم الاجتماعى وعملت شركة لتوزيع الفياجرا مع صيدلى صديق فى القاهرة, وكما تعلم فان الأدوية فى كندا رخيصة وبالتالى أقوم أنا بتوريد الفياجرا الى صديقى الصيدلى وهؤلاء الرجال عليهم التوزيع , وقد اصلح الله من حالهم أقتصاديا, بعد أن كانوا ينامون فى الشوارع أصبحوا مستورين , بل تغير تفكيرهم الطبقى بمستويات الحى الذى يعيشون فيه وأصبح لديهم طموح وأمل فى مستقبل أفضل.

- كيف يتم لك استيراد الأدوية من كندا ؟ هل لديك تصريح استيراد وتصديرأدوية ؟

- ياباشا العملية أسهل من كده , انا معنديش تصريح ولكن أنا أورد عينات طبية وبدل من دخولها للأطباء ليجربوها  يتم توصيلها لهؤلاء الغلابه ليقوموا بتسويقها والمكسب فيفتى فيفتى.

- هل ترى أن هذا عمل قانونى ؟

- طبعا قانونى , فكل المتورطين مستفيدين , مندوب المبيعات بيكسب , والمشترى بيكسب , سيادتك ماعندكش فكرة أن عملية انتصاب القضيب فى مصر مشكلة كبيرة ومحتاجة حل ثورى , وأنا بأحاول أن أساعد فى حل مشكلة قومية , ولو سألتنى بكل صراحة حاأقولك أن الولايات المتحدة هى السبب فى هذه المشكلة.

- كيف تدعى أن الولايات المتحدة هى السبب فى مشاكل انتصاب القضيب المصرى ؟

- منذ الحرب العالمية الثانية بدأت الولايات المتحدة ومن أجل أن تظهر على أنها لديها القدرة على تغذية العالم بالكامل فى استخدام الهرومونات فى الزراعة , هذه الهرمونات لها تاثير سلبى على صحة البشرية فى المدى الطويل فكل الأمراض الخبيثة نتيجة هذه الهرمونات , ولكن المشكلة الحالية أن هذه الأغذية المعالجة بالهرمون تساعد على تكوين السمنة لدى الأطفال وهناك حوالى 2 بليون آدمى يعانى من السمنة حول العالم , وهؤلاء معرضون للاصابة بأمراض القلب والسكر, ومن ضمن الآثار الجانبية لسياستكم الزراعية طويلة المدى هو الارتخاء الجنسى لدى الرجال وعدم الرغبة الجنسية لدى النساء , وبالتالى فالمقويات الجنسية للرجال والنساء هى صناعة أمريكية لمواجهة مشكلة أمريكية ,ونحن نحاول أن نساعد فى حل مشكلة أنتم سببها.

- هل تعتقد أنه بتشكيلك خلية لبيع الفياجرا فى مصر هو عمل من أعمال الأرهاب ضد الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكى؟

- لا وألف لا .. نحن هدفنا اقتصادى اجتماعى سلمى , ولانكن أى أحقاد للحكومة الأمريكية أوالشعب الأمريكى , وكما قلت لكم سابقا أن الهدف من تكوين فريق العمل هذا هو لغرض تحسين مستوى الفقراء فى الحى الذى نشئت فيه وأيضا تحقيق مكسب مادى .

وانتهى التحقيق .. وقرر المدعى العام الفيدرالى باسقاط الاتهام لعدم وجود دافع لدى أعضاء الخلية للقيام بأية عمليات ارهابية , وتوجيه اللوم والتوبيخ لعناصر الأمن المصرى اللذين انتزعوا الاعترافات تحت التعذيب والتسرع فى الوصول لقرار الاتهام بالارهاب, وانه ينبغى اعادة محاكمة المتهمين فى مصر تحت بند الاتجار فى ممنوعات طبية وهى جريمة محلية ليس للحكومة الفيدرالية فيها أى دور.

وتقرر اعادة أعضاء خلية المقدمة الى مصر لمحاكمتهم محليا, وفى يوم الخروج من التحفظ الأمريكى انهالت عليهم طلبات من محاميون التعويضات , فالقانون الأمريكى يسمح للمتهم الذى تم القبض عليه خطأ وبدون تحريات اصيلة بمقاضاة الحكومة والحصول على تعويض يدخل فى خانة الملايين , وهكذا تحول أعضاء التنظيم الى مليونيرات فى لحظة بالاضافة الى عروض لكتابة مذكراتهم .

*****
القاهرة

دق التليفون فى مكتب السيد وزير الداخلية على الخط الأحمر فرفعه بسرعه
- تمام يافندم .. الأمن مستتب وكله تمام ..
- ياحبيب الشعب على مايبدوا ان رجالتك سيعانون من البرد هذا الشتاء , الحكومة الأمريكية رفضت صفقة الكلاسين الشتوية .
- يافندم سيادتك الرجالة حديد .. حنزود لهم كمية شوربة العدس .
وأغلق الرئيس التليفون ورفع الوزير يده الى أعلى بشعار النصر “V”


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية