مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 وبعدين ؟؟
...............................................................

 

مايكل شارتوف

 

بقلم : غريب المنسى
........................


مايكل شارتوف وزير الأمن الداخلى الأمريكى السابق فى ادارة بوش الابن أسس بعد خروجه من منصبه الأمنى الرفيع شركة للاستشارات الأمنية الارهابية يستشير ويتشاور أمنيا فيها فقط مع الحكومة الأمريكية!! كان سعيدا جدا بعد القبض على " ارهابى الكلسون" “Underwear Bomber” وهو الاسم الذى أطلق على الارهابى النيجيرى الغامض الذى تم القبض عليه يوم الكريسماس , وسبب سعادة القاضى الفيدرالى السابق الذى قرر الاستفادة من الحرب على الارهاب بعد تقاعده , ليس فقط لخبر القبض على هذا الارهابى , ولكنه يعود فى المقام الأول الى أن شركته تسوق نفس الأجهزة الحديثة المطلوبة لاكتشاف هذه النوعية من المتفجرات التى لاتظهر على شاشات البحث الموجودة الأن فى المطارات الأمريكية وحول العالم , ففرحة الرجل لها مايبررها, فشركته الوحيدة التى تملك هذا الجهاز !!؟ وقطعا ستفوز شركته بعطاء أمنى سيجعله من أصحاب البلايين . طبعا حظ شركته يكاد يكون مخطط له , فالارهابى يحمل متفجرات معينة لايكتشفها الا أجهزة معينة وبالصدفة كانت هذه الأجهزة فى مخازن شركته !!؟ وياله من حظ !! ؟

واذا ما عبرنا المحيط الأطلنطى من جهة أميركا فسنجد فى كل عاصمة أوروبية أشخاص فى حجم واتصالات شارتوف سعداء حتى الثمالة ويتمنون سرا أن يطيل الله فى أعمار الارهابيين والحرب ضدهم , فهم مصدر السعد والبشرى لهم, لأن هذه الشخصيات المقربة من دائرة صنع القرار فى الغرب سيفوزون أيضا بعطاءات أمنية أوروبية مليارية جديدة الغرض منها الحرب على الارهاب!! .

وفى كل يوم نسمع عن القبض على قادة من تنظيم القاعدة للدرجة التى جعلتنا نتساءل وبصوت عالى ليسمعنا العالم : ماهو بالضبط عدد قادة القاعدة ؟ والذى يجعلنا نتساءل هو أن مصر والأردن والسعودية وسوريا والمغرب العربى والخليج تتعامل أمنيا وبتفانى مع الحكومة الأمريكية, وكل هذه الدول محكومة داخليا بأجهزة أمن متسلطة وتعرف جميع المتطرفيين المقيمين بداخلها وتبلغ الولايات المتحدة حتى عن الخطيرين اللذين غادروها , والولايات المتحدة والغرب فى خلال العشر سنوات المنصرمة لديهم قائمة متجددة بالاسماء الارهابية من مصادرها الأصلية , هذا فضلا عن أن معظم الدول العربية لديها سجون لتعذيب واستخراج الاعترافات بالقوة ممن تشتبه فيهم الولايات المتحدة وهذا عن لسان جورج تينت مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق , وهذا يجعلنا نتساءل مرة أخرى : ماهو معدل تكاثر الارهابيين وقادتهم ؟ هل ينشطرون ؟ علما بأن العقل والحساب يقول أن الارهابى يمر بمراحل تكوين عدة ولابد أن يكتشف أمره فى أى مرحلة من مراحل التكوين من الجهات الأمنية المحلية , وحتى اذا هرب خارج دولته فهو معروف !! والنقطة هنا أنه لم يعد هناك ارهابى غامض غير معروف تكون وتشكل بين ليلة وضحاها , وبالتالى فالمفروض أن تكون هذه الحرب موجهة ضد أشخاص معرفون وليست ضد أشخاص مبهمون حتى تتحدد طريقة الحرب ومداها وهدفها !!

واذا اتجهنا جنوبا الى اليمن السعيد فسنجد وبقدرة قادر أن كل قادة وأركان حرب القاعدة الآن فى اليمن , وقد أطلق هذه الاشاعة الرئيس اليمنى كفزاعة للغرب ليستفيد من التواجد الأمريكى هناك للتخلص من متاعبه فى شمال وجنوب اليمن على حساب دافع الضرائب الأمريكى , وأيضا حتى يوفر فرص عمل للقيادة المركزية الأمريكية المتمركزه فى القرن الأفريقى , فالسيطرة على خليج عدن مهمة جدا للأمريكان, وديفيد باترويس قائد القيادة المركزية ذهب الى هناك ليجهز مسرح التواجد , فالسيناريست قرر المكان وما على الرجل الا أن يذهب هناك ويعاين الموقع استعدادا للاخراج.

اذن .. الى أين ستذهب المعركة على الارهاب ؟ وكم من الوقت ستستغرق ؟ ومن الذى سيدفع تكلفتها التى خربت الاقتصاد العالمى ؟ وهل ستتحمل نفسية المواطن الغربى كل هذه الضغوط الأمنية والاعلامية المفروضة عليه ؟ وأيضا ماهى الفوائد من استمرار هذه الحرب الافتراضية طويلة المدى لكل الأنظمة العالمية ؟

الولايات المتحدة والدول الأوروبية لهم مصلحة فى استمرار هذه الحرب على المستوى الداخلى والخارجى, فداخليا وجدت هذه الدول أن تخويف وشحن العامة سيجنبهم المواجهة مع المواطنين وقد تدهورت الاقتصاديات الغربية وتدهور معها مستوى الخدمات وانعدمت الوظائف والتأمينات الاجتماعية وبات المواطن الغربى يعانى اقتصاديا و وبالتالى فالحرب على الارهاب ذريعة جيدة ومنطقية لصرف المواطن الغربى عن مساءلة حكومته , فالاولوية دائما تكون للحرب ومن يتساءل سيكون فى مرتبة الخائن , ولأول مرة استعمل الغرب الشعار العربى :" لاصوت يعلوا على صوت المعركة" !!.

وخارجيا يتستفيد الغرب من هذه الحرب بالسيطرة على أى موقع استيراتيجى دولى بذريعة الحرب على الارهاب , فهم سيسيطرون على خليج عدن وقريبا سيسيطرون على خليج هرموز وبعد ذلك على البحر الأحمر وبالتالى سينفذون استيراتيجية توسعية استعمارية معروفة منذ زمن طويل ولكن بذريعة وجيهة ومقنعة هذه المرة .

أما العالم العربى فحكامه سعداء أيضا بالحرب على الارهاب , فهى الحرب التى أعطت لهم الفرصة لتقوية أجهزتهم الأمنية والمخابراتيه على حساب الغرب ولقمع شعوبهم تحت بند التعاون على محاربة الارهاب, ولم يعد الغرب ينادى بالاصلاحات السياسية والاقتصادية والدستورية كما كان , وأصبح مايهم الغرب أولا هو نظم عربية أمنية تقدم تقارير عن مواطنيها وهذه الأنظمة تستخدم الحرب على الارهاب كفزاعة للغرب وكذريعة للبقاء فى المناصب وتوريثها حتى يستمر الاستقرار, فلقد أقنعت هذه القيادات الغرب بأنهم هم الأفضل والاوفى لهم فى تقديم الخدمات : وهنا أيضا نرى الولايات المتحدة والغرب يطبقون شعارا عربيا خالصا : " اللى نعرفه أحسن من الذى لانعرفه" وتركوا حكاما انتهت مدة صلاحيتهم فى الخدمة وبالتالى سخر الحكام العرب بذريعة الحرب على الارهاب أجهزة الأمن الدولية بالاضافة الى أجهزت أمنهم الداخلية لتأمين مناصبهم . ويكفى أن تعلم أن المخابرات المركزية والمخابرات الروسية والمخابرات الانجليزية والمخابرات الاسرائيلية تتابع الوضع الأمنى داخل الأنظمة العربية عن كثب وتحذر الحكام العرب من أى محاولات انقلابية فى مهدها , هذا بالاضافة للأجهزة الأمنية الداخلية فى هذه الدول التى تقمع أى تجمع برىء فى مهده.

نحن لاننفى أن هناك ارهابيين , ونحن لا ننكر خطورتهم , ولكن الحرب عليهم كما نراها الأن فيها كثيرا من المبالغة وأصبحت مصدر تربح ومكاسب خيالية لفئة من الانتهازيين ,لأن الشركات متعددة الجنسيات استغلت هذه الحرب كوسيلة لترويج بضاعة كانت كاسدة لديها , فكل الأجهزة وكل التكنولوجيا المرتبطة بالحرب على الارهاب غالية الثمن وأربحها عالية وتصب فى حسابات اقلية معروفة ,وخرجت هذه الحرب عن هدفها ومعناها وغرضها وبقى الخوف والمعاناة الاقتصادية والتوتر العصبى من نصيب المواطن الغلبان فى الغرب والشرق .

اذن ماهى الاستيراتيجية المناسبة للحرب على الارهاب ؟

لعلنا نتفق فى أن الحرب على الارهاب حرب غير متكافئه , وبالتالى فالحل الأمثل فى مواجهة هذه الحرب لن يكون بالتهويل فى حجمها ولن يكون بتخويف العامة والاعتداء على خصوصياتهم فى المطارات, فكل اللذين ماتوا من الارهاب وحتى هذه اللحظة لايزيد عن عدد اللذين ماتوا فى حوادث سير فى الولايات المتحدة فقط فى العام الماضى وعددهم 29 الف قتيل , وبالتالى فالاستعدادات الأمنية الرصينة وحدها تكفى لمواجهة هذه الحرب , لأنها حرب طويلة المدى وقد تستنزف الاقتصاديات العالمية وستدفع العالم الى حافة الجنون اذا استمرت هذه الفوبيا الى مالانهاية, فالتحفز الدائم لمواجهة عدوا متخفى وقد يكون وهمى لها أثار مدمرة سيكولوجيا , واقتصاديا على المجتمع ولو نزعنا المصالح التجارية والمنفعة السياسية الانتهازية للأقلية من استيراتيجية الحرب على الارهاب سيعود العالم طبيعا كما كان ومع الوقت ستظهر أساليب أكثر تأثيرا لهزيمة هذا العدو الشيطانى.

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية