السامى -2
...............................................................
| |
عوفاديا يوسف | |
بقلم : غريب المنسى
.....................
عندما ألقت السلطات الأميركية القبض في نهاية يوليو الماضي على عدد من الحاخامات الأميركيين في "نيو جيرسي" بتهمة الاتجار بأعضاء بشرية وغسيل مئات الملايين من الدولارات وارتكاب مخالفات أخرى جسيمة لم تستطع إسرائيل اتهام السلطات الأميركية بمعاداة السامية , ولم تخف وجود ارتباط لعدد من الإسرائيليين والحاخاميين في إسرائيل بهذه العصابة في الولايات المتحدة. ومن المفاجآت المثيرة التى تكشفت خلال التحقيقات وجود علاقة وثيقة وتجارية ودينية بين الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الأعلى لحركة شاس الخاصة باليهود الشرقيين المتدينين وبين الحاخام الياهو بن حاييم والحاخام ادموند ناحوم اللذين كانا من بين المعتقلين المدانين في الفضيحة التي جمعت 44 شخصية أميركية ويهودية أميركية وإسرائيلية في عصابة للاتجار بالأعضاء البشرية وغسيل الأموال.
وكان سير العملية الاجرامية يتم كالتالى : تقوم المنظمات الخيرية التي يترأسها حاخامات يهود في نيوجيرسى بتحويل الشيكات "الوسخة" الى رجل الاتصال في اسرائيل الذي يقوم بتبيض الاموال عن طريق التبرع بها لمؤسسات دينية يهودية وبعد ان يقتطع لنفسه نسبة 1.5% من المبلغ الذي تم تبيضه، ثم يعيد رجل الاتصال الاسرائيلي الاموال "النظيفة" للجمعيات الخيرية اليهودية في الولايات المتحدة. وفي الخطوة الاخيرة على طريق تبيض الاموال، يقتطع رؤساء الجمعيات الخيرية في امريكا نسبة 10% من قيمة المبلغ، ويسلمون بقيته للمنظمات الاجرامية نقدا، وبهذا تصبح اموال الاجرام نظيفة ويمكن تداولها دون خوف.
وعوفاديا يوسف وابنه الحاخام دافيد يوسف من أكثر رجال الدين اليهودى كرها للعرب. فعوفاديا يوسف يهودى عراقى راديكالى نزح الى فلسطين تحت حكم العثمانيين ووصلت به العنصرية بأنه يصف العرب بأنهم حشرات ينبغى التخلص منها, وآخر تصريح له منذ أسبوعين تهجم فيه على الدين الاسلامى ووصفه بانه دين مقرف وأتباعه مقرفين!!.
كانت هذه مقدمة سريعة عن ارتباط بعض من رجال الدين اليهودى بالجريمة المنظمة فى الولايات المتحدة فقط , وينبغى أن نذكركم أن مايتم القبض عليه من العمليات الاجرامية عموما هو فى الواقع عشرة بالمائة من نسبة الجريمة الفعلية وبالتالى فان حوالى تسعين بالمائة من جرائم هؤلاء الحاخامات لم تضبط بعد , لأنها قد تكون موزعة على العديد من دول العالم المرتبطه بالجريمة المنظمة , وقد تشمل تجارة المخدرات وتجارة الرقيق وتجارة السلاح.
مامعنى هذا ؟
معناه أن بعض المؤسسات الدينية اليهودية داخل اسرائيل وحول العالم تعتمد فى تمويلها على دخلها من الجريمة المنظمة ,أى أنها مؤسسات دينية مجرمة وتشجع على الاجرام وتتخذ من الدين مظلة للحماية من الضرائب والقانون . أضف الى ذلك أن معظم المؤسسات المالية اليهودية فى الولايات المتحدة والتى كانت تضارب فى البورصة باموال المستثمرين البسطاء قد أشهرت افلاسها ولايعلم أحد الى يومنا هذا أين ذهبت وتبخرت هذه الأموال ؟ مع ظهور أكبر نصاب فى التاريخ الأمريكى "بيرنارد مادوف" وهو يهودى نصب على الناس بمبلغ يصل الى ستون بليون دولار !! ومازالت الحكومة الأمريكية فى حيرة بالغة من صعوبة تتبع حركة هذا المبلغ الضخم الذى تبخر وكأنه ستون سنتا !! . وكل هذه الجرائم تمت فى الفترة الزمنية بعد أحداث سبتمبر , وكانت السبب المباشر للأزمة الاقتصادية العالمية وخراب بيوت وتدمير ملايين من المستثمرين البسطاء , وهذا مايؤكد أن أحداث سبتمبر لم تكن عملية ارهابية بل كانت أكبر عملية تدليس منظمة عرفتها البشرية , لأنها وضعت المسلمين فى موقف دفاعى عن جرم لم يرتكبوه, وأطللقت العنان لليهود ليمارسوا الاجرام الدولى بكل حرية وسهولة ويسر من موقف هجومى , ساعدهم على ذلك اعلام منظم منتشر حول العالم , وتخطيط استيراتيجى ميكافيللى انتهازى.
من المنطقى أن نتساءل لماذا يتحكم فى هذا العالم أقلية شيطانية ؟ ومن المشروع أيضا أن نناقش أهدافهم ومراميهم الخبيثة, فالعالم اليوم أصبح موحشا ونسبة التراجع على المستوى الأخلاقى فى ازدياد , ولابد أن نتكلم ونهاجم هذه المفاهيم الجامدة التى صنعوها وجعلوها غير قابلة للنقاش , فكل البشر ساميون لماذا نقف صامتون خائفون أمام هذه الفئة التى تدعى أنها منزهة عن البشر فى حين أن الجرائم الثابته عليهم تؤكد أنهم أحط خلق الله .
وفى النهاية لن يصح الا الصحيح .
06/11/2014