مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 السامى 
...............................................................

 

السامى  سامى

 

بقلم : غريب المنسى
.......................


توقف التاكسى أمام الفندق الفخم , ونزل منه خالد , ومشى بخطوات واثقة مارا بالبهو الفاخر قاصدا بار الفندق, فهو على موعد عمل مع اليزابيث مندوبة مبيعات شركة أمريكية معروفة, وفى بار الفندق جلسا يتحدثان على طبيعة صفقة مستحضرات تجميل يرغب خالد فى تسويقها فى الشرق الأوسط , وتبادلا كاسات الفودكا معا , ومع حلاوة النقاش تصور خالد وبعقليته العربية أنه على وشك الفوز بليلة حمراء مع مندوبة المبيعات اللعوب, ودعته الى غرفتها فى الفندق فلم يتردد للحظة !! , ولم يتذكر خالد شيئا بعد ذلك الا فى صبيحة اليوم التالى حيث وجد نفسه فى بانيو الغرفة مغطى بالثلج وعلى قمة جبل الثلج تليفون وورقة مكتوب عليها " لاتتحرك وأطلب 911 فورا , لقد تبرعت لنا بكليتك الليلة السابقة ونشكرك على هذا العمل الانسانى "!! , وبعد أن نقل خالد الى المستشفى واسعافه وانقاذ حياته, وجد البوليس أن اليزابيث هذه شخصية وهمية وأن حجز الغرفة تم بأسم وهمى وأن خالد كان ضحية عصابة دولية للتجارة بالاعضاء البشرية, والقانون لايحمى المغفلين .

وتجارة الأعضاء فى السوق السوداء تجارة تفشت فى العالم كله, وهى تجارة تتم أحيانا بالتراضى بين الأطراف وأحيانا تتم بعد قتل الأفراد واستخدام أعضائهم البشرية كقطع غيار لبشر مازالوا على قيد الحياة , فهناك مافيا دولية لهذه التجارة الغير مشروعة. وطبعا هناك فرقا بين أن يوقع شخص معين تعهدا عن رغبته فى التبرع بأعضائه فى حالة وفاته , وبين أن يتم الحصول على أعضائه بالتحايل سواء كان على قيد الحياة أو بعد قتله عمدا فى سبيل الفوز باعضاؤه .

واسرائيل كحكومة احتلال تشترك فى هذه المنظومة الشيطانية وتحصل على الأعضاء البشرية من الفلسطنيين اللذين يقتلون على يدى جنودها , وعندما يتم فضحها فى الاعلام الأوروبى تتهم كل من يحاول اثارة هذا الموضوع بأنه عدوا للسامية وتهدده بملاحقته قضائيا ,حتى استطاعت أن تخرس تقريبا كل الأصوات الشريفة فى الولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربى , فتهمة معاداة السامية تهمة كبروها وعظموها ونفخوا فيها , لدرجة أنها من الممكن والجائز والواقع أن تعطل نمو ومستقبل أى انسان طموح, فمثلا لو أن هناك صحفى تكلم عن هذا الموضوع أو غيره من المواضيع العنصرية بالنسبة لليهود , يتم حفظ اسمه فى ملف فى"الشين بيت" أو فى "الموساد " , وستظل هذه التهمة تلاحقه وتقف له بالمرصاد عندما يريد أن يصل الى منصب أعلى وهكذا بالنسبة لجميع الوظائف والتخصصات , من محامين وقضاة ومفكرين .. ألخ !!

نتنياهو غاضب جدا هذه الأيام من صحيفة سويدية تصدت لموضوع تجارة الأعضاء فى اسرائيل من الضحايا العرب والتى يقوم بها أطباء فى المستشفيات الاسرائيلية كاسرين كل الأعراف الطبية الدولية .. ووجه خطاب شديد اللهجة للحكومة السويدية طالبا منها التدخل ووقف هذه الحملة الصحفية المعادية للسامية !! ولكن الحكومة السويدية على مايبدوا قد ملت من هذا الاتهام العشوائى والجاهز والمستهلك فى تغطية جرائم اسرائيل وأعلنت لنتنياهو أنها لاتستطيع أن تتدخل فى حرية الصحافة , ومرحبا به فى ساحة القضاء ليثبت أن الصحيفة على خطأ , أما تدخلنا سياسيا فى قضية اجرامية مثبوته بالدلائل ضد حكومتك فهذا تعريص , ولقد شبعنا وممللنا من التعريص عليكم .انظر الى حال العالم اليوم - هكذا أردفت الحكومة السويدية - فكل المصائب والبلاوى والامراض والسرقات الدولية لابد أن يكون هناك خيط اسرائيلى فيها , فكفاية تكميم لأصوات البشر الحر تحت دعوى معاداة السامية.

وبدأت الأقلام الحرة فى أوروبا والولايات المتحدة تتساءل عن طبيعة السامية,ومعناها والهدف من اطلاقها جزافا , وهل الهدف من استخدام مصطلح السامية هو غطاء على جرائم يرتكبها الساميون ؟!! وتم ذلك بعد حادثتين الأولى وهى القبض على تنظيم يهودى لتجارة الاعضاء البشرية فى الولايات المتحدة والثانية بعد محرقة غزة الأخيرة وتقرير جولدستون , وبدأت ملاحقات قضائية ضد رموز الدولة العبرية آخرها ملاحقة ليفنى فى بريطانيا, طبعا الملاحقة ليست بالجدية المطلوبة ولكن لو استمرينا فى كشف حركات الصهاينة المشبوهة بلا توقف وبلا خوف سينضم الينا كل أصوات الشرفاء حول العالم ففى النهاية لابد أن نتأكد من أن هناك ضمائر حية فى الغرب ولكنها تحتاج الى كسر "تابو" السامية !!

أى سامية تلك التى تدفن مليون ونصف المليون بنى آدم آحياء فى غزة وأى خوف وحرص على السامية يدعوا الحكومة المصرية لبناء جدار عازل تحت مسمى حفظ الأمن القومى من شعب أعزل ؟ ألم يقتل هؤلاء الساميون الأسرى المصريون فى سيناء؟ وهل لو حانت لهم الفرصة لقتل كل العرب هل يرفضون؟ السامية مصطلح مطاط , مثله مثل مصطلح الحرب على الارهاب يسخر لهدف اقلية خبيثة تريد أن تدمر العالم مالم نصحو ونتعظ .

فى أعياد الميلاد وفى خضم احتفال أوروبا والولايات المتحدة بأعياد الميلاد لابد أن نذكر الشرفاء فى الغرب بالجرائم التى ترتكب فى حق الشعب العربى فى غزة تحت الاحتلال الاسرائيلى والحصار المصرى المتضامن معها , ونريد من هؤلاء الشرفاء أن يستعيدوا قراءة التاريخ قليلا , فما تقوم به اسرائيل تحت عنوان معاداة السامية يفوق مالاقوه فى أوروبا على يد هتلر بمراحل , وحتى واذا اتفقنا مع القصة اليهودية المبالغ فيها عن ضحاياهم فى أفران النازى , هل يكون هذا مبرر كافى لهم لأن يكرروا ماحدث لهم فى الهولوكوست مع الشعب العربى الفلسطينى؟

عود على بدء .. لقد عاش خالد بعد أن فقد كليته بطريقة سينمائية ليحكى للمحقق قصته مع خلية سرقة الأعضاء فى نيوجيرسى بالولايات المتحدة والمتهم فيها حاخامات يهود ساميون جدا .

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية