شيرمان مو
...............................................................
| |
شيرمان مو | |
بقلم : غريب المنسى
.......................
"وشيرمان" معناها رئيس المؤسسة و"مو" هى اختصار لمحمد بالانجليزى , ويطلق هذا اللقب ألأن على محمد البرادعى بعد أن تجرأ وأصدر بيانا ناريا يعلن فيه بكل صراحة انه لن يرشح نفسه رئيسا لمصر الا اذا حدثت تغييرات جذرية بخصوص الشفافية فى الانتخابات الرئاسية وتغيير بعض مواد الدستور حتى يفتح الباب على مصرعيه أمام كل مصرى ليرشح نفسه لمنصب الرئيس - خد بالك "شيرمان مو" لم يرشح نفسه بعد ولكن بيانه كان عبارة عن رد بصوت مكتوب على الأشخاص اللذين ضغطوا عليه وكبروها فى دماغه لكى يعمل حاجة!! - وما أن طيرت وكالات الأنباء الخبر حتى خرج فتوات الاعلام الحكومى على الرجل بالمطاوى والسنج والشوم فى محاولة واضحة لتخويفه وبهدلته أمام الرأى العام وأيضا للتجنى على كفأته الدبلوماسية والقانونية بطريقة مفضوحة.
وعلى الرغم من أن معظم الأقلام التى هاجمته هى تقريبا نفس الأقلام التى دبجت فيه قصائد المدح والتبجيل بعد حصوله على جائزة نوبل وقلادة النيل الا أن التعليمات كانت محددة والرسالة واضحة وصريحة وليس فيها مغالطه وهى : عض قلبى ولاتعض رغيفى !! .. والكلام ليكى ياجارة !! حتى لايتبعه على نفس الطريق "شيرمان زويل" و"شيرمان موسى" وليعود الشعب المصرى مرة أخرى الى الحظيرة بخفى حنين ليبحثوا فى دفاترهم على واحد معرفة مشهور عساه أن يقول للنظام كش ملك!!
واضح من بيان "شيرمان البرادعى" أن الرجل عاش فترة طويلة يتعامل بطريقة متحضرة مع بشر متحضر من موقعه الدولى ونسى طريقة "حلق حوش" التى هى عنصر أساسى فى الحياة السياسية المصرية وبالتالى فالرجل قد يكون مثالى فى افتراضه أن التغيير ممكن بكل شياكه وأناقة من مكتبه فى فيينا , ونسى أن الواقع السياسى فى مصر هو عبارة عن صراعات وتلبيش وتحبيش وتلطيش والمطلوب من المرشح فى ظل هذه الظروف السائدة أن يكون رجل يعرف من أين تؤكل الكتف وقادرا على اللعب بالبيضة والحجر.
من قال للبرادعى أن المنصب شاغرا؟ ومن قال له أن هناك منصبا من الأساس ؟ وبالمناسبة يذكرنى موقف الدكتور البرادعى باعلان كنت قد قرأته منذ ربع قرن فى جريدة الأهرام عن فتح باب الالتحاق بوزارة الخارجية , وكان نص الاعلان مامعناه : على المتسابق أن يكون حاصلا على مؤهل عالى وأن يذاكر كتب كذا وكذا وأن يجيد اللغات وأن يكون حسن السير والسلوك وأن يكون من والدين مصريين وأن يكون أدى الخدمة العسكرية وأن يدفع الرسوم المطلوبة , وأن لايكون سبق له الزواج بالاضافة للعديد من الشروط الصعبة والمرهقة , وبعد أن تقدم مايزيد عن ألف شخص مؤهل تغلبوا على كل هذه العوائق ومن ضمنهم العبد لله , كان الفائزون معرفون مسبقا وكانوا من أبناء الدبلوماسيين , وكان الغرض من هذا الفيلم الاعلانى المقنن أن يكون هناك كومبارس من فئات قوى الشعب العامل حتى يكون الشكل العام لوزارة الخارجية يوحى بتداول الوظائف .
وهنا سنصل للسؤال المهم موضوع المقال وحتى لأطيل عليكم : ماذا ستفعل لو كنت مكانه؟
لو أنا مكان "الشيرمان مو " أستغل علاقاتى الدولية وثقلى الدولى وأرسل رسائل فى الخباثة لكل رؤساء مجلس الاتحاد الأوروبى وللرئيس الأمريكى ولأعضاء الكونجرس أشرح لهم فيها بوضوح وبتفصيل ممل الوضع العام فى مصر , فالناس البسطاء يريدون من يفضح النظام عالميا , فعملية التمسك بالكرسى وتفصيل القوانين وقمع الراغبين فى المنصب تستحق لفته عالمية وطالما أن النظام لن يتنازل عن رغبته فهناك طرق احراج دولية كثيرة , لأن السادة المتمسكون بأهداب السلطة يحاولون اقناع العالم بأنهم شفافون ومؤمنون وقانعون وديموقراطيون !! وعندما يسمع العالم الجانب الآخر من القصة على لسان "الشيرمان مو" أعتقد أن الضغط الدولى سيزيد وسيعرف العالم أن هناك فعلا مشكلة تستحق المتابعة فى بر مصر .
على فكرة " الشيرمان مو" من وجهة النظر الغربية البحته تتوافر فيه كل الصفات المطلوبه فى الرئيس المصرى القادم فالولايات المتحدة هى التى رشحته وساندته للحصول على منصب رئيس وكالة الطاقة وتعرفه تماما والأوروبيون يعرفونه جيدا والكل أجمع على أنه مصدر هدوء واستقرار وعلم وكياسة ودبلوماسية وهى كلها مواصفات ستؤمن هدوء منطقة الشرق الأوسط فى حال توليه منصب رئيس مصر .. , فيا "شيرمان مو" أنت أمل الغلابة فالمعارضة بدون أنياب وبدون خطط واضحة ومخترقة, والدولة البوليسية توغلت والشعب يستجير فهل من مجير؟ !! .