كله الا المستقبل !!
...............................................................
بقلم : غريب المنسى
.......................
| |
سكان العشوئيات والمقابر يشكلون 25% من عدد المصرين | |
الأخبار القادمة من القاهرة تؤكد على أن هناك تربيطات سرية على طريقة تربيطات انتخابات اتحادات الطلبة بين رجال جمال مبارك والبابا شنوده والأخوان المسلمين من شأنها أن يضمن تأيديهم له فى اعتلاء سدة الحكم , وبعد أن يجلس أخينا على كرسى الحكم ويدلدل حمامته سيبدأ من حيث انتهى اليه والده , ليزيد من تهميش القطاع الأكبر من المصريين ليزديهم فقرا وذلا وقنوطا. فالعدد الحقيقى لسكان مصر يبلغ أربعين مليون نسمة هم فى الواقع العدد الذى يستطيع أن يدبر أموره حتى آخر الشهر وهم الطبقة الوسطى المطحونة أما باقى الثمانين مليونا فهم مقسمون على نصفين بالتساوى فعشرين مليونا هم سكان العشوائيات والمقابر وهذه هى الفئة المنسية وهى قطاع يعتبر فى عداد الأموات والتى لاتربطها بجمال مبارك آية علاقة ولو حتى اعتراف بوجودهم!! والفئة الأخرى وعددها مساو لعدد فئة العشوئيات وهم فئة العمال والفلاحين المعدمين واللذين يعانون الأمرين فى سبيل الحياة يوما بيوم وهذه الفئة لايربطها بصاحبنا أى ود أو نسب أو ترابط !! وبالتالى فالطريق الى قصر القبة يكاد يكون مفتوحا أذا ما اعترفنا بدعم طبقة الأثرياء والتى ينتمى اليها أخينا والذى سيدافع عن مصالحها بكل أمانة, بالاضافة لدعم البابا شنوده ودعم جماعة الأخوان.
وتشمل صفقة الاخوان وعودا للجماعة بمنحها رخصة لإنشاء حزب سياسي- على مبادئ مدنية غير دينية- في حال وصول جمال لمنصب رئاسة الجمهورية، مع ضمان الإبقاء على مستوى تمثيلهم في مجلس الشعب (88 مقعدا)، مع إمكانية زيادتها 10 مقاعد أخرى، بالإضافة إلى ضمان عدد من مقاعد المرأة لهم في حدود 10 مقاعد. وتتضمن الصفقة المقترحة، وعودا بتخفيف القبضة الأمنية على أعضاء الجماعة الفترة القادمة، والإفراج عن عدد من كوادر الجماعة كبادرة حسن نوايا، وبحث إغلاق قضية ما يعرف بالتنظيم الدولي للإخوان، وتقديم وعود للجماعة بالإفراج عن المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني لمرشد "الإخوان" والمجموعة المحبوسة معه بمقتضى عفو رئاسي في حالة تولي جمال مبارك منصب رئاسة الجمهورية. وأما صفقة الأقباط تشمل تعهد جمال مبارك لشنودة فور اعتلاء مقعد الرئاسة بإصدار تشريع يخصص بمقتضاه عدد من الدوائر الانتخابية المغلقة لأتباع الكنيسة المصرية ورعايا البابا شنودة.
البابا شنوده وعلى غير عادته فى الحيطة والكياسة وافق على العرض وأعلن تأيديه لجمال وأكد أنه لن يتراجع عن رأيه مؤكدا أن جمال هو الشخص المناسب لهذا الموقع ولايوجد فى مصر – خد بالك من مصر دى كويس - أى شخص يتمتع بخبرته وعلمه وكياسته وقدرته على قيادة السفينه !! علما بأن البابا فى أحواله العادية قبل أن يجلس على حجر السلطة يعلم علم اليقين أن السفينة فى بحر متلاطم الأمواج وأنها فى طريقها للغرق والحل الوحيد لانقاذها هو تغيير الدستور ليتماشى مع مستجدات العصر وليرسم خريطة للمستقبل , أما أن يتولى جمال على قديمه وعلى نفس الدستور ونفس المنوال ونفس الكذب والتدليس, فهذا معناه أن هناك مليون سنة ضوئية أمامنا حتى نصل لمستوى جمهوريات الموز. فكل وعوده السابقة قبل الركوب يمكنه التنصل منها حال وصوله الى قصر القبة , فالوعود الانتخابية شيئا والتنفيذ شيئا آخر مختلف تماما. واذا كانت نظرة البابا ضيقة الى حد أنه ينظر فقط لمصالح شعبه فهذا أكبر دليل على أن نيافته لديه قصور - بحكم السن - فى النظر للصورة الكبرى ككل مصر وليست فئة معينة . كيف فات هذا على شنوده ؟ الله وحده يعلم .
والاخوان يقولون أنهم لن يقبلوا بأى اتفاقيات ما لم تكن فى صالح مصر!! ولكن تاريخهم يثبت دائما أنهم أهل التربيط والمصالح والتعايش وحتى من قبل قيام الثورة , فهم لايريدون الحكم فى حد ذاته ولكنهم يريدون ضمان وجودهم على الساحة وارتباطهم بالحكم يضفى عليهم شرعية وحماية من غضب الأمن وعلى مايبدوا أن معاملة السلطة الحاكمة لهم بقسوة ومنذ قيام الثورة وحتى يومنا هذا قد تركت أثرا بالغا فى نفسيتهم !! فهم دائما كبش الفداء,لذلك فهم يتمتعون بالقدرة على اللعب على الحبلين وهناك من يؤكد على قدرتهم على اللعب على جميع الحبال .. والله أعلم .
وتعود بى الذاكرة الى زيارة الرئيس مبارك الأب الأخيرة الى واشنطن وتصريحاته بأنه ليست هناك نية للتوريث وأن جمال لم يفاتحه فى هذا الأمر اطلاقا !! علما بأن هذه التربيطات سابقة الذكر تتم بعلم الأب لصالح الأبن منذ عامين على الأقل وبالتالى يمكننا أن نستخلص أننا كشعب أمام أكبر عملية تدليس وكذب من أعلى سلطة فى البلاد.. وبالتالى فنحن نتخبط فى التحليل والتوقع .. ولاعب الثلاث ورقات متمكن ومسنود بقوة الدولة التى هى وبكل أسف سخرت امكانياتها فى الاتجاه الخاطىء , أما الحديث عن المستقبل فالجماعة اياهم يتكلمون عن مستقبل وردى لمصر وكأنها الولايات المتحدة بما لها وما عليها.
على ضوء هذه المعطيات نرى بوضوح أنه تم اختراق قيادات عنصرى الأمة لتبقى بقية المعارضة هشة لاتملك من أمرها شيئا غير الكلام والتنديد واللطم وهى كلها أمور وقتية ستهدأ بعد جلوس صاحبنا وزوجته الجميلة خديجة على العرش , فالديموقراطية المصرية المباركية الحقة لابد أن تواجه ببعض المعارضة الفشنك لزوم التمثيل , وأهم شىء يميز المعارضة المصرية عن أى معارضة أخرى على وش الأرض هى أنها .. معارضة بلا أسنان ومخالب !! معارضة كلام فى الهواء الطلق .
الحل الوحيد الواقعى أمام هكذا ضبابية وغموض وتدليس وتحقيرأن يكون هناك عصيان مدنى على الأقل من الفئة المهمشة والتى تبلغ نصف عدد المصريين وهنا يمكن للمعارضة الحقة أن تجد سندا حقيقا لها لمواجهة سطوة الاخطبوط الذى ربيناه بأنفسنا ودلعناه وتركنا له الحابل على النابل ليسقينا ذل التهميش والنسيان .
كان هذا فقط تقريرعن الواقع .. أما المستقبل فهو بيدى الله وعلى الله فليتوكل المتواكلون.
06/11/2014