مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 مغنى الحى لايطرب
...............................................................

بقلم : غريب المنسى
........................


بنهاية شهر رمضان المعظم وفى العشر الأواخر منه نتجه جميعا كمسلمين الى الله العلى القدير بالدعاء عساه أن يتقبل منا صيامنا وصلاتنا وخير أعمالنا وأن يحقق بالخير أمالنا, ففى العشر الأواخر من رمضان توجد ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر وهى الليلة التى نزل فيها القرآن, وفيها تفتح السماوات العلا ويستجيب الله لدعاء عباده .. والله سبحانه أقرب الينا دائما من حبل الوريد. والدعاء كما هو معروف قد يكون دعاء فرديا شخصيا يطلب فيه العبد من ربه نفعا وخيرا لنفسه وأسرته والمحيطين به, وقد يكون دعاء قوميا يدعو فيه العبد ربه بأن يساعد أولي الأمر منا على اتخاذ القرارات الصائبة بوقف الحروب والمجاعات ونشر العدل والمساواة بين البشر حتى يصلح حال الكوكب الأرضي الذي أصبح حاله كعالم البحار يأكل فيه القوى الضعيف وتحكمه شريعة الغاب، فالقوى هو كل شيء والضعيف عليه أن يتحمل كل شيء.

ومع نهاية هذا الشهر الفضيل ندعوا الله بأن يعود الاستقرار الى العراق والسودان واليمن وأن تقام الدولة الفلسطينية على أرضها التاريخية ليعيش كل سكان منطقة الشرق الأوسط فى استقرار سوف يعود بالرخاء على كل مواطنى هذه البقعة من العالم بما فيهم اليهود . هذا الاستقرار سوف ينعكس ايجابيا على كل سكان المعمورة . فالعالم الذى نعيش فيه اليوم يواجه تحديات خارجية من قوى الطبيعة لايمكن تجاوزها فنسبة الأوكسوجين الطبيعية فى تناقص ونسبة غاز ثانى أوكسيد الكربون السام فى تصاعد وسنواجه نقصا فى المياه ستولد حروب بين البشر وسيكون المعروض من الغذاء والدواء أقل من المطلوب بشريا وبالتالى ينبغى على الانسان أيا كانت ملته ونحلته وأيا كانت أيدولوجيته ومعتقده أن يرجع الى طبيعته البشرية الانسانية المهذبة وأن يفكر بمنطق العقل فى سبيل وقف الدمار المسبب بفعل البشر والاتحاد لمواجهة الدمار الذى سيحدث بفعل الطبيعة التى لاتفرق بين انسان وجماد.

وعندما يصل البشر الى حالة "القرف الحدى" ومعناها أن الانسان قد وصل لأدنى نقطة انسانية شريرة منذ بداية الفكر الانسانى المستقيم لا بد له من القفز ايجابيا على كل خطوط التشرذم والقطيعة والاختلاف العنصرى ليدمر كل العوامل المسببه للصراعات وليحشد قوته المتمثله فى عقله لمواجهة الاخطار التى سوف تاتى اليه من حيث لايحتسب فى فترة زمنية وجيزه حددها علماء الجيولوجيا بأنها قادمة فى أقل من خمسة عقود وهى فترة زهيدة جدا فى عمر البشرية بكل مقياس . وبناء على ذلك فلايوجد أمام البشر غير حلين لا ثالث لهم : الأول أن يستمروا فى صراعاتهم والتى قد تدمر عنصر الزمن حولهم ليأتى الطوفان ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر فى غفلة من توقعاتهم . والثانى هو أن يبداو فى الاصلاح فيما بينهم والتصالح على خلافاتهم ليعيشوا فترة ذهبية بلا حروب ومجاعات وهنا سينعمون بالرقى الانسانى وسيستطيعون بالاتحاد من مواجهة هذا القدر المحتوم : وهو غدر الطبيعة !! هذه ليست نظرة تشاؤمية ولكنها الواقع ذاته ولكن لأننا مغيبون عن الواقع فقد بدا الفضاء الفسيح الرحب ضيقا جدا علينا وأصبحنا جميعا لا نرى أبعد من حدودنا .

كانت هذه المقدمة ضرورية لكى ألفت نظر بعضنا الى أنه يوجد بيننا اناس يفكرون بجدية وفى صمت لحل مشاكلنا بطرق سلمية واقعية عملية بعيدة عن المتاجرة والتناحر والعناد, والمطلوب منا أن نشد من عزمهم ونشجعهم على المضى قدما فى طرق الخير التى لو عبدت لتغير حال البشرية الى الأحسن . من ضمن أولئك الرجال أفنان القاسم المفكر الفلسطينى المعروف والذى توصل الى اقتراح لحل المشكلة الفلسطينية بأسلوب منطقى هذا الحل لو قدر له النجاح فسيوفر علينا جميعا الوقت الضائع وسيكون المستقبل أحسن حالا من واقعنا التعيس.

وبكل بساطة يمكن أن نطلق على أفنان القاسم لقب "زمار الحى " الذى دائما لا يطربنا ولكن لأن الأحوال بين حماس وعباس قد وصلت لطريق مسدود فعلينا أن نشجعه كى يطربنا فلم يعد هناك وقت لنضيعه فى التمسك بأهداب حلول وهمية غير عادلة تفرض علينا من الخارج ويسوقها لنا جماعة الداخل على أنها من بنات أفكارهم وانها تمت نتيجة كفاحهم وتضحياتهم !! وعلينا أن نوافق بها فلم يعد بالامكان أروع مما كان.
وفكرة أفنان القاسم لحل الصراع وتأسيس الدولة الفلسطينية بسيطة جدا وعملية جدا وعالمية جدا وجاءت نتيجة مراقبة صارمة لتاريخنا الحديث والتعلم من تجارب وفشل القيادات السابقة والحالية التى حاولت أن تحل مشكلة فلسطين ولكنها لقصر فى استعدادتها وقدراتها ولاعتمادها على شخصيات محدودة فشلت حتى بتحقيق ما كان يمكن تحقيقه منذ زمن طويل. والآن وقد بدا واضحا لكل ذى عينين أنه لا مستقبل للشعب الفلسطينى تحت قيادة حماس ولا قيادة عباس أصبح مصير الشعب الفلسطينى كله يتوقف على الفئة التى طالما أطيح بها من غرفة القرارات هذه الفئة هى فئة الأكاديميين والمفكرين ورجال العلوم.

لم يبق أمام الشعب الفلسطينى من بد غير التمسك والالتفاف حول أبنائه الأكاديميين الشرفاء اللذين قضوا اعمارهم فى البحث والتنقيب والتفكير فى حل مشكلتهم بعيدا عن تدليس القيادات الرسمية والتى أثبتت عند كل منحنى على الطريق أنها قيادات محلية فاشلة لعبت الصدف فى وجودهم فى مواقع القرار ولعب الموساد الدور الرئيسى فى استمرارهم ليعطوا للعالم انطباعا بأن المشكلة الفلسطينية مشكلة معقدة لن تحل وبالتالى فكل ما ستجود به اسرائيل هو العدل مع هكذا شعب.

اليوم ينهض المفكرون والاكاديميون والعلماء الفلسطنيون ليقولوا للعالم نحن الممثلين الشرعيين لهذا الشعب الأبى وأننا خير من يمثلهم لأننا نتحدث بلغة العالم نحن اللذين تعلمنا ودرسنا فى اكبر الجامعات العالمية يؤسفنا أن يمثلنا فى حل قضيتنا مجموعة من الأميين المهرولين اللذين لا يملكون من ناصية الأمور أى شىء على الاطلاق.

اليوم سيرى العالم قيادات فلسطينية مشرفة ومتميزة تمثل هذا الشعب الصامد وتعيد أمور هذا الشعب الى نصابها الطبيعى ليمثلوه وليشرفوه فى المحافل الدولية بلغة عالمية وليتخلص الشعب الفلسطينى والى الابد من هذه القيادات العشائرية التى تدير قضية شعب بطريقة اقرب ما تكون الى شيوخ القبائل !! هذا الشعب المتعلم الواعى لا بد أن تمثله الفئة الواعية وهذه الفئة الواعية للأسف مهمشة لأن القيادات لا تريد وعيا بل تريد مطبلين ومستفيدين وانتهازيين ولصوص .. بمجىء هذه الفئة الواعية من أبناء الشعب الفلسطينى الى ساحة الاحداث سيوافق عليهم العالم وسيلتف حولهم أبناء شعبهم الصامد وستجد اسرائيل حلا لمشاكلها فهؤلاء هم القادرون على المفاوضات وعلى النقاش بحرية ومرونة لانهم ليسوا تحت تأثير قوى عربية وأجنبية على الاطلاق. إن مشكلة اسرائيل تكمن فى معظمها فى أنها لا تثق فى المعروض من القيادات الفلسطينية فكيف لها أن تثق فى شخصيات هى التى زرعتها لتضلل الشعب الفلسطينى ؟!!

دعوة أفنان القاسم لكل مثقفى واكاديميى وعلماء الشعب الفلسطينى للاجتماع فى مدينة بال السويسرية ليعلنوا للعالم من هناك أنهم هم فقط الممثل الوحيد والحقيقى والشريف والأمين للشعب الفلسطينى لا بد أن تدفع كل الشرفاء من ابناء الشعب الفلسطينى للقفز على هذه الدعوة والتمسك بخطة أفنان القاسم لتأسيس دولة فلسطين بسواعد فلسطينية بعيدة كل البعد عن أجهزة المخابرات العربية وبعيدا عن جهاز الموساد.

أقول كمان .. اليوم هو يوم الاكاديميين الشرفاء فوداعا لقيادات الزمن الذى ولى وهذه هى طبيعة الحياة. تحية لكل الشرفاء حول العالم والاتحاد اليوم بينكم هو واجب قومى سيكون نتيجته قيام دولة فلسطين الحقيقية والتى ستساعد على استقرار أوضاع هذا العالم المتقلب .. فدولة اسرائيل الى جانب دولة فلسطين على طريقة الأكاديميين هى أساس السلام والأمن العالمى .. تحية لأفنان القاسم جان بول سارتر فلسطين والعرب .

 

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية