مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 نص لقاء رئيس التحرير مع شبكة محيط
...............................................................

نص لقاء الأستاذ غريب المنسى مع شبكة محيط

لايستطيع أى شخص فى الولايات المتحدة مهما بلغ حجمه أن يتلاعب فى طبيعة الدولة وثوابتها  ولو حتى لأسباب تكتيكيه .

أجرى الحديث : مى كمال الدين – القسم الثقافى

 باعتبارك صحفي مصري مقيم في أمريكا ورئيس تحرير لصحيفة "مصرنا" وضمن ملف موسع تعده صفحات الثقافة في شبكة الإعلام العربية "محيط" حول المثقفين العرب البارزين في الخارج ، يسعدنا إطلالك على قراء "محيط" بتجربتك وآرائك في عدد من القضايا الساخنة التي تشغل الرأي العام العربي والدولي . باعتبارك رئيس تحرير جريدة تصدر من أمريكا، كيف ينظر الشعب هناك للعالم العربي ؟

هناك عملية سوء فهم من الطرفين , فالمواطن العربى يعتقد أن المواطن الأمريكى مواطن مميز لديه سيارة ومنزل وزوجة جميلة وأطفال سعداء وحصان وكلب وحساب بنكى لاينفذ , هذه الصورة الدعائية التى يعتقد فيها العرب عن الغرب عموما , ولكن لو اقتربنا قليلا من الصورة الواقعية لوجدنا أن المواطن الأمريكى هو مجرد انسان واعى متعاقد مع الدولة بعقد رسمى , وهذا العقد الاجتماعى من شروطه أن يعمل المواطن بجد وأن يدفع ضرائبه التى تستخدمها الدولة فى بناء الطرق والمدارس والمستشفيات وفى هذا العقد يحق للمواطن أن يتبرم ويثور على الحاكم وأن يأتى برئيس جديد كلما سنحت له الفرصة حتى يتم تجديد خلايا الدولة بانتظام. ولايوجد هناك مكان للصوص والأفاقين , فالكل يعمل هنا من أجل أن يكون هناك نظام سياسى واجتماعى واقتصادى قادر على مواجهة التحديات والتغيرات التى تطرأ على المجتمع. وهذا هو سر راحة المواطن الأمريكى الذى يعمل ويكد يوميا ضعف المواطن العربى المحاصر بنظام سياسى واقتصادى واجتماعى عفى عليه الزمن !! ومحاصر بقيادات سياسية فرضت عليه من المهد الى اللحد. ومن هذا المنطلق ينظر المواطن الأمريكى لنظيره العربى ولسان حاله يقول :" كان الله فى العون!!" ولكن لماذا انتم صامتون على كل هذه الأمور ؟ لابد أن تغيروا من أوضاعكم بانفسكم . وبصراحة ينظر الأمريكى للعربى بعيون الاستغراب.  

 


حرية التعبير فى الدستور الأمريكى هى حق مكتسب لكل مواطن ويمكن لأى انسان أن يتحدث عن أى موضوع فى أى وقت كيفما يشاء ولكن هذه الحرية نسبية وليست مطلقة

 

ما هي ملامح حرية التعبير الغربية .. هل هي مطلقة فعلا ؟

حرية التعبير فى الدستور الأمريكى هى حق مكتسب لكل مواطن ويمكن لأى انسان أن يتحدث عن أى موضوع فى أى وقت كيفما يشاء ولكن هذه الحرية نسبية وليست مطلقة . فالمواطن فى الولايات المتحدة محاطا بكل أنواع القوانين التى أسميها "قوانين ايجابية " وفى نفس الوقت وبنفس الحجم محاط بكمية" قوانين سالبة" مهمتها هى خلق توازن بين حرية الفرد والمجتمع والفوضى المنظمة التى قد تنشأ نتيجة استخدام هذه الحرية بطريقة غير ملائمة , ولكى نتفهم طبيعة هذه الحرية لابد من النظر بدقة الى طبيعة النظام الرأسمالى الحر والذى جعل الحلم الأمريكى واقع وليس خيال , فمثلا يمكن لأى انسان فى الولايات المتحدة قانونيا أن يصل الى قمة تخصصه سواء كان سياسيا أو تجاريا وخير دليل على ذلك هو عملية اعداد ووصول أى رئيس أمريكى للبيت الأبيض. أما على المستوى الشخصى فمفهوم الحرية يختلف من بيئة ثقافية الى أخرى .. ففى حين يرى العرب مثلا أن هناك مناطق شائكة حمراء لايستطيع اى انسان من الاقتراب منها تحت بند حماية الأمن القومى, يرى الغرب أن النقد لنفس هذه المناطق الحمراء هو فى صالح الأمن القومى نفسه لأنه يسلط الاضواء على شخصيات معينة فى مواقع المسؤلية وبالتالى يجعلهم مراقبون من الرأى العام وهنا تقل حدة التسلط والاحتماء بالموقع والجلوس فوق القانون .

أوباما .. هل يقود رياح تغيير جذرية ، وهل يحق للعرب التفاؤل بتوليه الحكم؟

لايستطيع أى رئيس فى الولايات المتحدة أن يقوم بعملية تغيير جذرية فى المجتمع الأمريكى وهذا يعود لعدة أسباب منها : قصر المدة الزمنية التى يقضيها الرئيس فى الحكم وثانيا أن الولايات المتحدة دولة مساحتها الجغرافية كبيرة وفيها تتعدد الاجناس والأعراق والاهتمامات والأمزجة مما يجعل من الصعب على أى رئيس مهما بلغت قوة شعبيته من الفوز بأكثر من 60% من أصوات ورغبات الناخبين , أضف الى ذلك أن البنية الأساسية لمكونات الدولة الحديثة قد وصلت لمرحلة الكمال فى الولايات المتحدة وهذا يجعل من الرئيس مجرد شخص يباشر ادارة سياسات قائمة وليس صنع هذه السياسات من الصفر . ففى حالة أوباما مثلا وظروف مجيئه الى الحكم لم تكن لرغبة الأمريكان فى التغيير من طبيعة الدولة الأمريكية ولكنها كانت لرغبة الامريكان فى ادارة مصالح الدولة بطريقة مختلفة عن الطريقة السابقة , ولكن تبقى الأهداف واحدة وثابته ولايستطيع أى شخص مهما بلغ حجمه أن يتلاعب فى طبيعة الدولة وثوابتها  ولو حتى لأسباب تكتيكيه . باراك أوباما قد يكون هو رجل العلاقات العامة المطلوب لتسهيل مصالح بلاده مع العالم وبالذات العالم العربى فى هذه المرحلة ولكنه لايستطيع أن يقوم بالتغيير فى الثوابت الأمريكية القومية , وعلى الرغم من انه هو أول رئيس زنجى للولايات المتحدة وعلى الرغم من أن خلفيته الاجتماعية والدينية تختلف كثيرا عن أى رئيس سابق الا أنه كان الشخصية المطلوبة ليقوم بدور جديد غير معهود من قبل لاعادة الولايات المتحدة الى حظيرة المجتمع الدولى فى صورة جديدة وبمبادرة جديدة.. وهو فى الواقع مؤدى للدور كالممثل ولايستطيع أن يغير من الدور المكتوب له ولو حتى بسطر واحد. باراك أوباما هو الرجل المرحلى لهذه المرحلة الصعبة والتى وجدت الولايات المتحدة نفسها متورطة فيها .. ربما لشدة رعونة اليمين الجمهورى.

هل لازال على العرب في الخارج دفع شبهة الإرهاب عن أنفسهم ؟

طبعا .. طبعا .. فصفة الارهاب ستظل معلقة على رقاب العرب لفترة غير قصيرة, والأن وبعد ذهاب بوش " الجمهوريين" ومجىء أوباما " الديموقراطيين " لسدة الحكم بدأت تظهر على السطح المخالفات القانونية  الجسيمة فى استعمال وتطبيق الدستور الأمريكى على المشتبه فيهم من العرب , فلقد نجح المحافظون الجدد وتحت عنوان " الحرب على الارهاب" من النزول بالدستور الأمريكى الى منخفض شديد الخطورة , والمناقشات الدائرة الأن فى الولايات المتحدة تنصب على سؤال واحد وهو : هل يصح للولايات المتحدة أن تنزل لمستوى الارهابيين فى حربها عليهم ؟ أم تستخدم القانون وكل آليات الدولة الحديثة فى مواجهة هذه الحرب الضروس؟ فجوانتناموا والسجون السرية للمخابرات المركزية حول العالم وطرق التحقيق واستخراج المعلومات من المشتبه فيهم , والتسجيلات التليفونية السرية للعرب فى الولايات المتحدة لم ولن تخدم النموذج الأمريكى فى الريادة وأقصد هنا الريادة القانونية , وهنا ظهرت فجوة كبيرة بين الواقع وبين ماهو مفروض. وعملية مراقبة العرب بعد أحداث سبتمبر فى الولايات المتحدة ليست جديدة بأى حال من الأحوال على نظام الأمن الأمريكى , فكلنا يعرف الأن أن المباحث الفيدرالية كانت تتجسس على المواطنين الأمريكيين فى فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى تحت دعوى" محاربة المد الشيوعى"  ولكن بطرق سرية, ولكن بالنسبة لمحاربة الارهاب فلقد كانت هذه الحرب تدار بطريقة معلنة ومعظمها يتنافى مع روح الدستور الأمريكى الذى يعطى للأنسان حريات كبيرة , هذا الدستور الذى ساعد الولايات المتحدة فى أن تطلق على نفسها وبكل بساطة أنها "زعيمة العالم الحر.." .

تحدثت بمقالة عن النازيين الجدد بأمريكا.. فمن هم وما دورهم حاليا ؟

الفكر النازى لم يزول بزوال هتلر كما يعتقد البعض . والواضح أن هذا الفكر استخدم فترة الكمون التاريخى وصعود الولايات المتحدة وتفكك الاتحاد السوفيتى  ليؤصل أفكاره من خلال شبكة واسعة من المفكرين الألمان . فكما نعرف جميعا أن التقدم العلمى الذى وصلنا اليه اليوم فى الاقتصاد والتسليح وغزو الفضاء وغيره كلها معلومات كانت موجودة بالفعل فى مراكز ابحاث " النازى" وتمت سرقتها واعادة تغليفها مرة أخرى واستخدامها بالمناصفة بين روسيا والولايات المتحدة فى فترة الحرب الباردة بخبراء المان. فالصعود للقمر وانتاج القنابل النووية والتسابق المحموم بين القوى العظمى فى فترة الحرب الباردة كان فى الواقع يتم بعقول المانية فى روسيا والولايات المتحدة. وكانت العولمة هى الفرصة المناسبة لخروج هذه الأفكار مرة أخرى وبطريقة قانونية من خلال الشركات متعددة الجنسيات , فنحن لانعرف هويات من يديرون هذ الشركات التى تؤثر بشكل مباشر فى الواقع الاقتصادى العالمى ولكن هذا التأثير يصل لنا بطرق غير مباشرة ونستطيع أن نراه ولكننا لانستطيع ايقافه .

 كتبت سلسلة مقالات عن "ثقافة الهزيمة" وتداعياتها في مصر .. ما هي ملامح الأزمة وحلولها برأيك؟

فلسفة ثقافة الهزيمة هى تدمير الوعى الفطرى والمكتسب لدى المواطن حتى يكون مشوش وتابع . فمن خلال تجربتى الانسانية يمكننى أن أقول : لايوجود فروق جوهرية بين البشر فى أى مكان وزمان ورغبة الانسان للاستمرار وتذليل الطبيعة لخدمة الحياة معروفة , ولكن فى دول العالم النامى ومنها مصر وجدت الحكومات والأنظمة السياسية أنه من السهل عليها أن تهزم الشعب نفسيا أولا حتى تستطيع أن تسيطر عليه سياسيا .. والفرق بين المواطن العربى عموما والغربى تحديدا يبدأ من هذه النقطة المهمة  فنحن مهمشون فى كل شىء وهم مشاركون فى صنع حياتهم من خلال أنظمة حكم ديموقراطية. وكما اتفقنا فالديموقراطية كلمة مرسلة لا تمنح لنا ولكن هى فى الواقع حق مكتسب للأنسان.  يبدأ من التفكير فى التغيير للأحسن والتغيير لن يتم الا اذا كان هناك آلة تساعد على التغيير هذه الآلة تعمل من خلال بناء الوعى العام لدى المواطن فى مراحل طفولته وعدم الاستهانة به , يليها حقه فى المشاركة فى صنع مستقبله وحاضره من خلال المحليات فى أصغر قرية وأبعد نجع . ونحن لكى نصل الى تغيير ايجابى لابد أن يتعلم الأطفال فى المدارس أن هناك حقوق وواجبات للمواطن وكلما كانت المسافة بين الحقوق والواجبات معقولة كلما تفانى هذا المواطن فى تصليح أوضاعه والاحساس بأنه عضو مهم فى منظومة الدولة وهذا لن يتأتى الا بوجود شخصيات مجردة من الهوى فى كل موقع من مواقع التأثير على الجمهور. نعم نحن نفتقد القدوة الحسنة فى كل موقع ولابد لنا من التفكير فى هذه النقطة بجدية لأنه لن يكون هناك أى تغيير فى واقعنا الا اذا كانت هناك مواطن ايجابى وحاكم ايجابى وعندما يندمج المواطن مع الحاكم فى سبيل اصلاح الواقع ستكون النتائج باهرة فالشعوب تضحى من أجل البقاء والشعب المصرى معروف عنه التضحية عندما يجد زعيما يستحق الثقة .

ما الذي تفتقده في مصر وأنت مغترب في أمريكا ؟

أنا من جيل الثورة ولولا التغيير الذى حدث فى مصر بقدوم الثورة لربما كنت مازلت أعمل بالزراعة فى القرية . فوالدى كان فلاح محدود الدخل ولكنه مثل ملايين الفلاحين البسطاء كان يملك الأمل والحكمة والبساطة . والثورة أعطت لنا الأمل فى غد أحسن وأعطت لرجل مثل والدى وملايين من الأباء المصريون الأمل فى غد أحسن لأولادهم , وهنا قفز المصريون واستوعبوا ثقافة النصر وتحولنا جميعا الى شعب يبنى ويكافح ويتعلم ويناضل من اجل مستقبل أحسن. وهذا أكبر دليل على أن الشعوب يمكن ترويضها ويمكن لها أن تحصد نتائج ايجابية فى فترات قصيرة اذا ما أخلصت النية من القيادة السياسية ,كل هذا يتوقف على نوع الرسالة ونوع الطلب . أنا لست مغترب بالمعنى الحرفى للأغتراب فمصر فى فؤادى وأنا على يقين من أننا لو وجدنا القيادات المخلصة النزيهة ووضعنا خطط للتطوير متفائلة واعتمدنا على سواعدنا وقدراتنا وخبراتنا لاستطعنا أن نلحق بركب التقدم مرة أخرى .. الفرق يبدأ من محاولة صنع الانسان واعطاؤه قيمة والتأكيد على قدراته اذا مااردنا أن نتقدم أما نشر ثقافة الهزيمة بين الناس لن يؤدى الا الى الطريق المسدود.

مى كمال الدين

maiikamal7@gmail.com

الحوار كاملا على شبكة محيط بالضغط هنا

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية