مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 المقاومة بالأهداف
...............................................................

 

اوباما

 

بقلم : غريب المنسى
........................


كان يدرس لنا مادة الادارة فى كلية التجارة جامعة حلوان فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى الدكتور كمال أبو الخير عميد معهد التعاون – رحمه الله- وكان من ضمن دروس مادة الادارة - وهى كثيرة- نظرية تسمى الادارة بالأهداف. وفكرة نظرية الادارة بالأهداف بسيطة جدا وشيقة وهى أن المدير الناجح لابد أن يحدد الهدف أولا وبوضوح وبالتالى يسهل عليه تحديد أسرع وأذكى الطرق للوصول لهذا الهدف.

ولسبب ما ربما يرجع لطبيعتى المنظمة شدنى هذا الموضوع حتى أننى نسيت كل مواضيع مادة الادارة وتفرغت لموضوع الادارة بالأهداف هذا وتعمقت فى دراسته وأكتشفت أن كل شىء فى حياتنا يخضع لهذه النظرية من الحب بالأهداف مرورا بالسياسة بالأهداف الى الدبلوماسية بالأهداف وأخيرا المقاومة بالأهداف .. فكل شىء فى حياتنا لابد أن يكون له هدف واضح ومن المفضل أن يكون هذا الهدف محدد مسبقا حتى نحس بطعم النجاح عندما ننجح فعلا فى الوصول الى هذا الهدف بطرق عملية معترف بها من العالم حولنا!!

تذكرت هذا الموضوع عندما التقى نتنياهوالرئيس أوباما على انفراد لمدة ساعة وخمس وأربعون دقيقة ولم يثمر هذا الاجتماع عن شىء يذكر!! وطبقا لهذه النظرية ينبغى علينا أن لاننكمش وننتظر معجزة من السماء ولكن علينا أن نفكر بالأهداف ونغير من الاستيراتيجية قليلا وأن نوسع من مداركنا حتى نرى الصورة الكبرى وبالتالى نتعامل مع الغرب بطرق عملية ولانعطى لهم الفرصة فى تجاهلنا مرة أخرى .

فالرئيس أوباما يريد وعدا أو حتى شبه وعد بحل المشكلة الفلسطينية حتى يستطيع أن يضعه فى جملة مفيدة فى خطابه القادم للعالم العربى والاسلامى!! وحتى يكتسب ثقتنا, ولكن نتنياهو المتعجرف أصر على عناده ويريد من الولايات المتحدة التعامل مع المشكلة الايرانية أولا وبعد القاء ايران فى البحر من الممكن أن تبدأ المفاوضات مع الفلسطينين !! ومن الأن والى حين القاء ايران فى المحيط وهذا لن يتم فى المستقبل القريب طبعا سيتم بناء المستوطنات على قدم وساق وتهويد القدس .

ولأول مرة فى تاريخ العرب الحديث تتفق مخاوف حكامهم مع المخاوف الاسرائيلية وتلتقى أهدافهم الأمنية والكونية مع أهداف اسرائيل وهذا يرجع لسبب أصيل الا وهو أن هذه الأنظمة العربية لاتستمد قوتها من القاعدة الشعبية ولكنها تخشى على عروشها من غضب اسرائيل. فمصر والسعودية والأردن ومعظم دول الخليج تستمد أمنها واستمرارية الحكم فيها من التعاون مع اسرائيل سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وبعد أن كان العرب يريدون القاء اسرائيل فى البحر نجدهم الأن يريدون هم واسرائيل القاء ايران فى البحر !! وهذا بطبيعة الحال ضد الواقع والتاريخ والجغرافيا والدين والعرف. فلقد اتفق الحكام العرب مع اسرائيل على خلق عدو وهمى لنا حتى يتم التشويش علينا وحتى لانرى بوضوح مايتم يوميا من عملية شيطنة للعالم العربى وتفتيته ونشر الجهل والتخلف والخوف فى أرجاؤه.

وحتى نكون واضحين فأن اسرائيل ليس لديها نية صادقة فى أى حل سلمى , وتعجرف نتنياهو ماهو الا جهل مطبق بطبيعة التطورات العالمية حوله, فالغرب والولايات المتحدة لم يعد لديهم الطاقة والرعونة والثراء لتدليل اسرائيل على حساب مصالحها العليا مع العرب والمسلمين مرة أخرى!! وينبغى على الرئيس أوباما أن يلجأ الى الناخب الأمريكى ليستشيره فى هذا الأمر وحتى يكسر حاجز الضغط والخوف الذى حاصر كل الرؤساء الأمريكان منذ قيام دولة اسرائيل , فمصالح الشعب الأمريكى هى الأن مع العرب والمسلمين وباقى العالم وليست مع اسرائيل فقط فى هذه الفترة من عمر التاريخ.

وخطة اسرائيل فى احراج الرئيس الأمريكى أمام العالم العربى والاسلامى لن تنجح هذه المرة فى ظل الظروف الاقتصادية السائده الأن, فالناخب الأمريكى واقع تحت ضغوط اقتصادية شديدة ولايهمه الا مصالحه العليا وأصبح الأن يتابع الأحداث بتركيز وبدأ فى التفكير مرة أخرى فى وضع اسرائيل وعلاقاتها مع العرب والعالم بوجه عام ولاسيما بعد الأزمة الاقتصادية العالمية والتى فتحت مداركه على تقاعس القيادات المالية فى أكبر القطاعات الاقتصادية الأمريكية.

وطالما أن الحال كذلك فحل المشكلة لن يكون من خلال هذه الأنظمة العربية التى وافقت على خطط الشيطنه ولكنه سيكون من خلال توعية وتنبيه الجماهير العربية من أنهم هم حائط الصد الأول والأخير أمام أى محاولة اختراق وخيانة من قبل حكامهم, وأن حل المشكلة العربية الفلسطينية سيعتمد على وعيهم وحذرهم واتحادهم من المحيط الى الخليج , وليس على أنظمتهم المتخاذلة التى أعطت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة فرصة لتتعجرف وتتمادى فى الاستيطان والتوسع والمراوغة واتهام أى حركة مقاومة بالارهاب .

وحتى نساعد الرئيس أوباما فى أن يساعدنا, علينا أن نغير من طبيعة المقاومة و أن نغير من عنوان المقاومة فبدلا من مقاومة اسلامية سرعان ما تتهم بأنها ارهابية نجعلها مقاومة أيدولوجية !! او بمعنى آخر علينا أن نخلع الجلباب ونلبس الكاكى .. فالمقاومة حق مشروع بالكاكى وليس بالجلباب على الأقل بمقاييس الغرب. لأننا لو استمرينا على عدم تغيير استيراتجية المقاومة سنظل ارهابيين وبالتالى سنفقد التعاطف العالمى وسيستمر الضغط على أوباما ضدنا وستظل اسرائيل لها اليدالأعلى.

لقد جربنا الشيوخ فى قيادة المقاومة ولم نصل الى نتيجة بل اضطهدنا الغرب ومعظم الشرق, فليعود الشيوخ الى مساجدهم ليقوموا بتوزيع الدقيق والصابون والزيت والزكاة على المحتاجين والأرامل, أما المقاومة فى هذه الظروف فهى تحتاج الى شكل آخر وتخطيط آخر وقدرات أخرى للوصول الى أهداف أخرى ليست متوفرة لهؤلاء المشايخ المضطهدين. نحن فى حاجة الى فلاسفة ورجال تاريخ وعباقرة تنظيم حتى نستطيع أن نكسر الحاجز النفسى بين الشرق والغرب ونتحول من ارهابيين الى رجال مقاومة شريفة بالكاكى .

لو ربطنا ذلك مع فكرة المقاومة بالأهداف فالعملية بسيطة جدا ولعلكم تتذكرون أن كل فلاسفة الدولة الصهيونية كثيرا ماغيروا جلدهم وتوجهاتهم وضمائرهم فى سبيل اقامة دولتهم, فمالمانع من أن نغير من طريقة ممارستنا للأشياء كل ما علينا هو أن نغير من الشكل ونتمسك بالمضمون طالما ستكون هناك نتيجة. ولاتنسوا أن دولة اسرائيل تأسست على أكتاف مطاريد أوروبا الشرقية أجداد وزير خارجيتهم الحالى الذى كان يعمل الى وقت قريب " بودى جارد" فى حانه !!

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية