أرييل شارون ...............................................................   أرييل شارون   بقلم : غريب المنسى ........................ الاسم أرييل شارون ومشهور بأنه من أكبر كارهى العرب فى العصر الحديث فهو شخصيه معقده كرجل عسكرى لايحب الانضباط رغم أنه وصل لرتبة اللواء فى الجيش الاسرائيلى ولأن الجيش الاسرائيلى يختلف فى ادارته وتكوينه عن باقى جيوش العالم فلقد كانت الفرصه مواتيه لرجل متسيب مثل شارون أن يصل لرتبة قائد فرقه بل وقائد الجبهة الجنوبيه - سيناء- قبل حرب اكتوبر 73. فجيش الدفاع الاسرائيلى يعطى للقادة فرصة تحويل احلامهم الخياليه الى خطط ميدانيه وأيضا يعطيهم مرونه عظيمه فى التحرك والهجوم تتناسب مع المتغيرات التى تحدث فى أرض المعركه وهذه المرونه هى التى جعلت من هذا الجيش البسيط فى العدد الى قوة لايستهان بها فى عالم المعارك. وصفته الصحف العربيه باأنه الجنرال الذى فقد خصيته وهذا عيب عظيم عند العرب حتى لو كان قد فقد خصيته فى معركه ولقبوه بالسفاح بعدما نفذ مذبحة صابرا وشاتيلا بمساعدة قوات الكتائب اللبنانيه بقيادة بشير الجميل فى التمانينات وأيضا بمحاصرته مدينة جنين فى الضفة الغربيه وارتكابه مذبحة هناك بغرض التخلص من قوات المقاومه الفلسطينيه وأيضا لمحاصرته ياسر عرفات فى رام الله حتى أن توفى الله عرفات. شخصية شارون شخصيه ملونه ولابد أن نحكم عليه من عدة زوايا فشخصية شارون العسكرية تختلف عن شخصية شارون السياسيه وشخصيته من وجهة نظر اليهود بالقطع تختلف عن وجهة نظرالعرب بكل تاكيد-- ولكن ما دعانى أن أكتب عنه اليوم هو ايمانه بدولته وايمانه بحقوق شعبه وتعصبه الشديد لحماية دولته الوليده من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب . شارون شخصيه يهوديه متعصبه نشاء فى أسرة يهوديه محافظه هاجرت من روسيا الى فلسطين فى أوائل العشرينات من القرن الماضى . فهو من مواليد فلسطين مثل باقى زملائه موشى ديان وديفد اليعازر وأبا ايبان وحاييم بارليف وغيرهم قبل أن ينضمو الى قوات الهجانه التى حاربت العرب فى فلسطين قبل حرب 48 وقبل قيام دولة اسرائيل.  يعتبر شارون من موسسى دولة اسرائيل وان كان من أصغر المؤسسين سنا فقد كان عمره 21 عندما تولى قيادة كتيبة مظلات بعد قيام دولة اسرائيل وبذلك يكون أصغر قائد كتيبه على مستوى العالم . . وكان صديقا شخصيا لديفد بن جوريون الأب الروحى لدولة اسرائيل وهو لم يبلغ التاسعة عشرة من عمره لأنهم كانوا يشتركون فى حلم واحد وهو قيام دولة اسرائيل على حطام فلسطين .شارون كان أذكى القادة فى جيش الدفاع الاسرائيلى ولكن لأنه كان متعجرف فلم يحظى بحب زملاؤه ولا بحب القاده السياسين وقد انعكس ذلك على عدم توليه منصب قيادة الاركان وقراره بالتقاعد قبل حرب اكتوبر 73 برتبة لواء وقائد سابق لجبهة سيناء. ذهب الى النقب حيث يملك مزرعه بسيطه وبدأ  فى تصدير البرتقال الى أوربا بمساعدة رجل أعمال صديق واستقر فى بيع البرتقال ولبس الجلباب والصديرى على حد التعبير المصرى الى أن قامت حرب يوم الغفران وهنا نسى انه شبه مطرود من الخدمه وأن الأقل منه كفاءه يتولون القياده وكان له طلب بسيط  من القيادة العسكرية هذا الطلب يتلخص فى أن يعطوا له قيادة  فرقه ميدانيه مدرعة ويتركوه لحال سبيله فى سيناء فهو أعلم بسيناء مثل كف يده .. وكانت القيادة السياسيه بزعامة جولدا مائيير والعسكرية بقيادة موشى ديان متخبطة لهول الصدمة ولتقدم المصريين واحتمال احتلالهم مضايق سيناء والسيطرة على سيناء وبالتالى الفوز بالمعركه ومحاصرة اسرئيل ولم يجدا مفرا من الموافقة على شروطه وقيادة فرقة ميدانيه والذهاب بها الى سيناء. استغرق تحضير الفرقه العسكريه لشارون حوالى أربعة أيام وهذا وقت طويل فى عز المعارك ولكن هذا التأخير كان لأسباب فنيه خارجه عن ارادته ولكن الذى يلفت النظر عند قراءة مذكرات القادة اليهود أن الروح المعنويه للضباط والجنود فى فرقة شارون الوليده كانت من أعلى المعنويات فى الجيش الاسرائيلى ولاسيما فى هذه الساعات الحاسمه فى تاريخ دولة اسرائيل لأن قيادة شارون تختلف قليلا عن باقى القيادات فهو لايميل للضبط والربط بقدر ما يميل الى تحديد الهدف وكيفية الوصول اليه بطريقة حسابيه بعيدة عن التعقيد وأيضا لأنه من القادة اللذين يذهبون فى مقدمة القوات وليس خلفها وهذا يرفع من معنويات القوات. ذهب شارون الى سيناء بقيادة فرقته المدرعه بقنبلة سريه شاء الا يعلن عنها الا بعدما أن تنهار جولدا وديان ويبكون بحرارة وكان لسان حاله يقول "طردوتنى من الخدمه وأنا االوحيد القادر على حماية دولة اسرائيل!!"  ولقد ساعده هذا السر فى استعادة سمعته العسكريه وبناء مستقبل سياسى انتهى به الى رئاسة الوزراء وليس قيادة الاركان كما كان يتمنى . اما السر فيكمن فى أنه حينما كان قائد لجبهة سيناء قد توقع عبور المصريين للقناة وتوقع بالضبط من أية منطقه سوف يعبرون فقام بمساعدة سلاح المهندسين بوضع علامات فوسفوريه ساعدته كثيرا عندما وقع الفأس فى الرأس وعبر المصريين للقناة فقد كانت هده العلامات تحد بالضبط المسافة الميته بين قوات الجيشين الثانى والثالث  فكما أنه معروف عسكريا توجد منطقه ميته بين أى جيشين فى حالة تحرك وهذه المنطقه الداخل فيها مفقود فى حالة اكتشاف وجوده لأنه سيكون بين كفى رحى. ولكن شارون - بعبقرية عظيمه- تدل على أنه فكر جيدا قبال ترك الخدمه فى هدا السيناريو- يعلم أنه من الناحيه العسكريه أيضا أن هذه المنطقة تعتبر أقصر طريق للمرور بين الجيشين وأيضا يمكن عن طريقها الالتفاف حول أحد الجيشين ومحاصرته وتحويل اتجاه المعركه من هجوم مصرى الى دفاع وبالتالى يتعرقل المصريين الى أن يتم التوصل الى حل سياسى- ولأنه عالم بطريقة التفكير التقليديه فى أرض المعركه فهو يعرف أن المصريون سيكتشفون أمره ولكن الوقت الذى يستغرقه الروتين العسكرى للتعامل معه عسكريا فى الثغرة سيكون وقتا كافيا له ولقواته للمرور بين الجيشين وعبور القناة الى الغرب ويختار أى الجيشين سيحاصر. الفكرة جهنميه ولا تخلو من مخاطرة وهذا ما جعل اليعازر رئيس الأركان يصطدم معه فقائد الأركان ليس عنده الجراءة لأن يخسر فرقة مدرعة بالكامل فى هذا الوقت العصيب من المعركة واستدعى اليعازر حاييم برليف الرجل العسكرى ذو الخبرة الطويلة واجتمع القادة فى سيناء وعلى الأرض ليناقشوا خطة شارون وانتصر شارون فى اقناعهم بالتسلل لعدة أسباب منها انهيار القيادة وانهيار الروح المعنويه بين القادة والجنود لبسالة الجيش المصرى الذى لم يكونوا معتقدين أنه بهذه الكفاءه الميدانيه ولأن ديان يريد أى تقدم تكتيكى ينفعه فى استعادة كبريائه الذى هزه المصريين . انتصر شارون وعبر القناة الى الغرب وحاصر الجيش الثالت وأعطى اليهود كارت تفاوضى قوى وحول الهزيمه الاسرائيلية الى نصر ورجع الى الحياة المدنيه كنجم سينما وسرق الاضواء من ديان واليعازر - الدى توفى بعد المعركه عن عمر يناهز 54عاما - وبرليف وجولدا .ومرت الايام وسيموت شارون فى السرير وليس ارض المعركة كما تمنى . مصرنا © موضوعات لها صلة: الفريق سعد الشاذلى أبو العسكرية الحديثة
	.....................................................................................