مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 شدة وتزول
...............................................................

 بقلم : غريب المنسى
.........................


الأزمة الاقتصادية التى يمر بها العالم حاليا أثرت تاثير بالغ على الدول الكبيرة والصغيرة بطريقة لم نعهدها منذ الحرب العالمية الثانية . خسر الاقتصاد العالمى فيها تريليونات من الدولارات نتيجة افلاس الشركات وارتفاع نسبة البطالة وتعثر القطاع المصرفى العالمى وزادات نسبة الجوع والجرائم على مستوى العالم . ولاتظهر حلول فى الأفق القريب للخلاص من هذه الضائقة الاقتصادية التى أثرت تأثيرا بالغا على الناس وبات صناع القرار حول العالم يواجهون مشاكل مضعفة وبالذات فى دول العالم النامى الجريح . وكل المطروح على المائدة من حلول هو وصفات اقتصادية نظرية من خبراء اقتصاد الكتب. فليس هناك حل قاطع لهذا الكساد فكل المطروح هو تصورات وتوقعات واحتمالات !!

صندوق النقد الدولى يعتبر أن هذه الأزمة من أخطر الأزمات الاقتصادية التى واجهت العالم منذ الكساد الاعظم وبالتالى فالصندوق فى سبيله لامداد الدول النامية بقروض واعانات ميسرة حتى يقلل من حدة النتائج السيئة على الدول النامية ولاسيما أن التقديرات الاقتصادية ترى أن الاقتصاد العالمى تقلص بنسبة 1.3% هذا العام 2009 وهذا معناه أنه على الأقل هناك 10 مليون مواطن سيخسر وظيفته على مستوى العالم هذا العام فقط . ويرى صندوق النقد الدولى أنه من الصعب أن نتوقع أن يعود الاقتصاد العالمى الى حالته الطبيعية على الأقل فى خلال العامين القادمين . وهذا معناه مزيد من المعاناة للشعوب التى تعانى اصلا !! والخوف كل الخوف من انتشار الأمراض والأوبئة والغضب والتذمر السياسى فى الدول التى لاتستطيع تدبير الأساسيات لمواطنيها .

فى الولايات المتحدة أنفقت الحكومة الفيدرالية 787 بليون دولار لاعانة القطاعات الاقتصادية المتعثرة ولمحاولة تأمين البنية التحتية من طرق وكبارى وخطوط قطارات سريعة حتى تخلق فرص عمل لمواطنيها وتستغنى تدريجيا عن الطاقة البترولية المكلفة, ويحث صندوق النقد الدولى المانيا وباقى دول أوروبا على اتباع نفس الطريقة وضخ أموال من الاحتياطى العام لهذه الدول فى المشاريع المتعثرة حتى تنكسر حدة الكساد وتجد الناس وظائف وبالتالى تعود دورة رأس المال الى طبيعتها.

ولكن المصيبة الأكبر أن هناك توقعات اقتصادية بزيادة نسبة التقلص الاقتصادى الى 2% فى خلال العام القادم 2010 وهذا معناه أن حوالى 20 مليون انسان سيفقد وظيفته ويتحول العالم تدريجيا الى نادى للعاطلين عن العمل . وبالتالى سيزداد الاكتئاب وترتفع نسبة التفكير السلبى بين العاطلين عن العمل وبالتالى سوف يتجه بعضهم الى عالم الجريمة والبعض الأخر وبالذات فى دول العالم النامى الى مظاهرات واضرابات وخروج عن القانون تحت تأثير الجوع والحرمان واليأس وهذه هى المشكلة الرئيسية التى تواجه الدول الفقيرة .

المشكلة ببساطة أن العالم يواجه اعصار اقتصادى جبار ولكن تأثير هذا الاعصار يختلف من دولة لأخرى حسب استعدادات تلك الدول ولكن فى النهاية فأن دول العالم النامى هى التى ستعانى بشدة من هذا الاعصار لأن بنيتها الاقتصادية والتحتية هشة لاتستطيع مقاومة هذا الاعصار لمدة طويلة ولذلك فأن عدد الغرقى بعد نهاية الاعصار سيكون الأكبر فى هذه الدول.

ولذلك فصندوق النقد الدولى يناشد ويحذر الدول الغنية من هذه العواقب الوخيمة على اقتصاد دول العالم النامى لأنه جزء مهم فى منظومة العولمة ولاينبغى تجاهله فى أى حل اقتصادى وبدأ بمشروع عالمى للطوراىء سيتكلف 500 بليون دولار لدعم الدول الفقيرة قدمت منهم الولايات المتحدة 100 بليون والباقى سيأتى من الدول الأوربية والصين التى ستساهم فى حملة التبرعات الدولية لانقاذ مايمكن انقاذه من اقتصاديات تلك الدول لأنه ليس من مصلحة الدول الغنية أن يشمل الكساد الملعون كل ركن من أركان المعمورة.

الاقتصاد الأمريكى متوقع أن ينكمش هذا العام بنسبة 3% وهذا معناه أن الأزمة ستستمر لأن خروج العالم من هذه الأزمة الاقتصادية لن يكتمل الابخروج الولايات المتحدة منها أولا. والاقتصاد الروسى سينكمش بنسبة 6% والمانيا بنسبة 5.6% وبريطانيا بنسبة 4.1% والمكسيك بنسبة 3.7 % وكندا بنسبة 2.5 % . ولكن الصين والهند لن ينكمش اقتصادهم على الاطلاق فالهند معدل نموها الاقتصادى 4.5% والصين 6.5% .والعاطلون عن العمل فى الولايات المتحدة بلغت نسبتهم 8.9% هذا العام ومن المحتمل أن يرتفع الرقم الى 10.1 العام المقبل حسب تقديرات صندوق النقد الدولى.

فى العام القادم 2010 وحسب توقعات صندوق النقد الدولى أيضا سينموا الاقتصاد العالمى بنسبة 1.9 % وسيصبح الاقتصاد الأمريكى مسطح أى لايزيد ولاينكمش ولكن اقتصاد المانيا سينكمش بنسبة 0.4% وبريطانيا بنسبة 1% ولكن اليابان وروسيا وكندا والمكسيك من المتوقع أن يبدأ اقتصادهم فى النمو ببطىء مرة أخرى وبالنسبة للصين والهند فمن المتوقع أن يبدأ اقتصادهم فى الزيادة المستمرة وبالتالى تعتبر الهند والصين هما الدولتان الوحيدتان اللتان لم يتأثرا بعاصفة الكساد التى مر بها العالم مؤخرا.

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية