مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 ابن عم الرئيس
...............................................................

 

مجدى حسين

 

بقلم : غريب المنسى
.......................


استيقظ الرئيس باراك " حسين" كالمعتاد فى السادسة صباحا وتناول فطورخفيف ودخل غرفة المكتب الملحقة بحجرة نومه فى الطابق العلوى من البيت الأبيض ليدخن سيجارة الصباح فهذه هى الغرفة الوحيدة المسموح له فيها بالتدخين !! وليطلع كالعادة على صحف الصباح وبالتحديد صحيفتى" الواشنطن بوست" و"النيويورك تايمز". فمن خلال توجهات هاتان الصحيفتان يستطيع الرئيس أن يجس النبض العام فى الشارع الأمريكى وبالتالى يكون فكرة لابأس بها عن اتجاهات الرأى العام ليبدأ يومه على وعى بما يدور حوله .

لفت نظر الرئيس باراك حسين فى ذلك اليوم تقريران قادمان من القاهرة: الأول للصحفى الأمريكى الشهير "توم جيرالد" فى الواشنطن بوست وكان عن الانفجار الذى حدث فى حى "حسين" بالقاهرة !! فلقد ركز الصحفى المخضرم على مسجد "حسين" وتاريخه !! ومنطقة " حسين" !! وعدد سكان "حسين"!! والاتوبيسات والميكروباصات التى تربط "حسين " بباقى أحياء القاهرة . وأرفق بالتقرير صورة لوزير الداخلية المصرى وكبار رجال الداخلية يقفون كالأسود فى وسط "حسين" فلقد أغلقت الشرطة "حسين" وأصبح "حسين" منطقة مغلقة للبحث عن أدلة جنائية .

" انترستنج" !! هكذا قال الرئيس "حسين" همسا وأشعل سيجارة أخرى ومد يده على النيويورك تايمزليجد صورة له فى صدر الصفحة الأولى وفوقها عنوان " هل الرئيس باراك "حسين" من القاهرة ؟!! وقد كتب هذا التقريرالصحفى الأمريكى المشاغب " فرانك مالتون " .. وهذا الصحفى بالذات متخصص فى المخابرات الصحفية وقد ادعى الصحفى فى تقريره أنه بحث فى فروع شجرة عائلة الرئيس باراك " حسين " وأكتشف أن للرئيس باراك " حسين" أقارب فى القاهرة ومن أشهر أقارب الرئيس هناك مجدى " حسين" الصحفى المصرى المعارض والذى زارغزة وحوكم محاكمة عسكرية صورية ويقضى الأن فترة عقوبة فى أحد معتقلات القاهرة .

بدأ الضغط يرتفع قليلا فى رأس الرئيس باراك " حسين" وأشعل سيجارة خامسة وبدأت نظرية المؤامرة تستحوذ على تفكيره .. وتسائل فى صمت لماذا "حسين" بالذات ؟ الم يكن أمام هؤلاء الارهابيين منطقة أخرى غير "حسين" ؟ ولماذا مجدى "حسين" ؟ ابن عمى !! طبقا لهذا التقرير الخطير .. هل هذه مؤامرة خفية لتشويه صورة "حسين" ياالهى .. كم أنا مراقب .. عليكم اللعنة ايها الحاقدون ..وحتى اذا جاؤكم رئيس من القمر !! وخرج الرئيس غاضبا من غرفة مكتبه ليطلع "ماشال" زوجته على آخر الأخبار وليأخذ برأيها فلقد فوجىء الرئيس تماما بموضوع "حسين" هذا !!!

وجد الرئيس باراك " حسين " زوجته هى الأخرى على علم بموضوع "حسين" !! لأنها سبقته الى" اليوتوب" ووجدها تستمع الى أغنية " وماكنش العشم تعمل كده ياحسين ! " على جهازها النقال .. واستقبلته بنظرة مطمئنة وقالت له بلهجة عربية مكسرة " ادينى بوسة يابو حسين !!" وبسرعة تحولت غرفة نوم الرئيس الى حلقة ذكر كالتى نراها فى حى "حسين " فلقد بدأ الرئيس"حسين" وزوجته مدام "حسين" يرقصان على نغمات الأغنية ونسيا للحظات المؤامرة على باراك "حسين" !! وحى "حسين" ومجدى "حسين" ابن عم الرئيس باراك " حسين".

فى مصراستيقظ مجدى "حسين" فى سجن ليمان طره مبكرا وصلى الصبح حاضرا وذهب لتناول طعام الفطور .. وفى الليمان كما فى معظم المدن الجامعية المصرية يقف الطلبة والمساجين فى طابور طويل ينتهى بعامل ذو كرش كبيرقابض على "مغرفة" كالشومة أمام "قدرة" الفول المدمس الشهى القادم لتوه من المستوقد ساخنا !! وبعد أن يحصل السجين على مغرفة واحدة من الفول ينحرف يمينا ليقابله عامل آخر بجوارعامل الفول لايقل عنه غلاظه ممسكا بسكين طويل كالسيف يسمى "سكين الحلاوة" ليضع له فى الكنتين قطعة "حلاوة طحينية" أو قطعة "جبنبة بيضاء" حسب أيام الأسبوع !! وبعد ذلك يمد المسجون يده فى مشنة مليئة بالخبز الميرى ليأخذ رغيفين ويعود الى الطاولة ليجلس فى مكانه المخصص ليتناول طعام الافطار.

عندما أصبح مجدى "حسين" فى مقدمة الطابور وجها لوجه أمام عامل الفول فرك عينيه زيادة فى التأكد فعامل الفول شكله ليس غريبا عليه بالمرة !!وبعد أن فرك عينيه مرة أخرى تأكد تماما أن عامل الفول هو وزير الداخلية شخصيا وعندما نظر الى عامل الحلاوة وجد وزير الخارجية ممسكا بسكين الحلاوة بطريقة دبلوماسية .. ولم يتمالك نفسه من الضحك عندما بادره الثنائى فى نفس واحد :

- صباح الخير" ياحسين" باشا !!

- أهلا .. أهلا .. ألم أقل لكم دائما أنها لو دامت لغيركم لما وصلت اليكم .. مرحبا بكم هنا معنا وأعتقد أن هذا المكان هو نهايتكم الحتمية .. عموما أنا لست شامتا ولكن هذه هى نهاية لاعقى الأحذية الرئاسية .

- يا .. "حسين" باشا احنا قولنا نعملك مفاجاءة و فى نفس الوقت نتأكد من مستوى الخدمة فى السجون عموما عندنا أوامر عليا بالافراج عنك حالا وعليك أن تذهب معنا فورا لحضور المؤتمر الصحفى العالمى فى مبنى وزارة الخارجية .. ابن عمك باراك "حسين " قالب عليك الدنيا ياراجل والنبى يا "حسين " باشا وصيه علينا !! يا .. "حسين" باشا انته فاهم غلط الحكاية اننا بناكل عيش وعندنا أولاد برضه!!

- أنا بقى مش عاوز أخرج من هنا .. أنا ماصدقت أننى دخلت الليمان علشان أعتكف وأحفظ القرآن وأقرأ الكتب التى لم أقدر على قرأتها فى الخارج .. أنا سعيد هنا!! أنا مبسوط كده!!.

- بص يامجدى يا "حسين " احنا بقى ياحبيبى جايبين معانا حكم محكمة عسكرية بطردك من السجن فورا وعودتك الى حزب العمل ولرئاسة تحرير جريدته المجمدة والتى صدر قرار جمهورى اليوم بعودتها .. والعملية كلها كانت مجرد تشابه فى الأسماء واحنا قلنا لابن عمك باراك "حسين " عن طريق السفارة الأمريكية أن القبض عليك ومحاكمتك كان خطأ من شاويش جاهل ومصر كلها تأسف على هذا الخطأ .. والنبى يا .. "حسين " باشا ماتقطعش عيشنا !!

وفى لحظات جاء مأمور السجن وضابط مباحث السجن واقتادوا مجدى "حسين" الى غرفة المأمور وهناك ارتدى مجدى "حسين" بدلة كحلى جديدة مستوردة وقميص لبنى وجرافته حمراء بلون دم الغزال واقتادوه الى باحة السجن ليجد طائرة هليكوبتر فى انتظارهم أقلتهم الى مبنى وزارة الخارجية.. ودخلوا الى قاعة المؤتمر الصحفى ليجد الصحافة العالمية فى انتظاره !!

- استاذ حسين هل كنت تعرف أن باراك "حسين " هو ابن عم سيادتك؟ هكذا سأله مراسل السى ان ان !!

- نعم كنت أعرف ولكننى كنت "مدكن "!!

- استاذ "حسين " هناك شبه كبير بينك وبين الرئيس باراك "حسين" واعتقد أن العالم اليوم سعيد بهذا الاكتشاف الهائل فمعظم أقارب الرئيس "حسين" مدمنى قات والحمد لله أنه اكتشف قريب له عليه القيمة !! ونحن فى الولايات المتحدة سعداء جدا بأن الرئيس" حسين" له أقارب فى القاهرة .. ياالهى .. كم نحن سعداء.. ولكن دعنى أسئلك سؤال يدور فى عقل المواطن الأمريكى .. مارأيك أن تأتى معنا الى الولايات المتحدة وترشح نفسك للكونجرس وتعتزل المطارده هنا فى مصر؟ هكذا سئله مراسل الفوكس.

- شكرا جزيلا ولكنى أدعو ابن عمى باراك "حسين" للقدوم الى هنا والترشيح لرئاسة مصر فنحن هنا فى حاجة الى دماء شابة فكما ترى وتعرف أن كل القادة السياسيين فى مصرأصغرهم يبلغ خمسة وسبعين عاما !! وكلهم يعيشون على البرشام !!

- أستاذ "حسين " ممكن توجه رسالة الى الشعب الأمريكى ولأبن عمك باراك "حسين" ؟ سؤال من مذيعة صوت أميركا ..!!

- نعم .. أريد أن أخبرهم بأن للرئيس باراك "حسين " أقارب فى كل أرجاء الوطن العربى وبالذات فى السجون والمعتقلات .. فى الجويده والمزه وأبو غريب وفى المغرب والجزائر وتونس وليبيا والسعودية ونحن على علم بأن الرئيس باراك "حسين" يهمه صلة الرحم .

وانتهى المؤتمر الصحفى ليذهب " حسين" باشا الى مبنى الرئاسة فى موكب رئاسى مهيب لأنه سيكون ضيف الشرف فى رحلة الرئيس القادمة لواشنطن وحتى تستمر مصر فى الحصول على المعونة ونشكر الخطأ الذى وقع فيه صحفى النيويورك تايمز والذى أعاد مجدى "حسين" الى أسرته .

وسبحان مغير الأحوال .. واذا أتت باض الحمام على الوتد .

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية