مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 حوار صريح مع الدكتور أحمد أبو مطر
...............................................................
 

الدكتور أحمد أبو مطر : لافرق بين امارة حماس فى غزة ودويلة عباس في رام الله إلا في إسلوب التعامل مع المواطن. حركة فتح كانت مسيطرة وهمشت القوى الأخرى لكنها لم تلجأ لأسلوب القتل والتطهير..

 

حــــــــــــــوار : غريب المنسى

 

 

 

 

الدكتور أبو مطر

 

 

 

الدكتور أحمد أبو مطر شخصية فلسطينية مميزة, ولد فى رفح قبل تأسيس دولة اسرائيل بحوالى أربعة أعوام ودرس بالقاهرة وعمل كأستاذ فى عمان وليبيا والعراق وأسس دار نشر في سوريا وعمل مع منظمة التحرير فى لبنان وزار المغرب وتونس والجزائر .. وانتهى به المطاف فى أوسلو عاصمة النرويج كمواطن نرويجى . والدكتور أبو مطر من ضمن الشخصيات الفلسطينية التى يمكن وصفها بأنها على معرفة تامة بقواعد اللعبة السياسية فى وطنه الأصلى فلسطين وهو عندما يتكلم لايزايد ولكنه  يتكلم الحقيقة المجردة وهذا ماشدنا اليه وجعلنا نلجأ اليه كلما تشابكت الأمور وتعقدت  فى شرقنا الأوسط السعيد .. وفى منزله بالنرويج وفى منتصف يناير وفى درجة برودة تقترب من عشرين درجة تحت الصفر أجاب الرجل على أسئلتنا بخصوص الوضع القائم والمستقبلى للشعب الفلسطينى وهو ماجعل اللقاء ساخنا .. بل ساخنا جدا :

 

دكتور أحمد : المواطن العربى محتار بين حماس والسلطة. ما هو الفرق بينهم وكيف تخدم الحركتان القضية الفلسطينية كقضية أم ؟؟

 

- حركة فتح هي التي بدأت الكفاح المسلح عام 1965 وأصبحت العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد تسلم ياسرعرفات رئاسة لجنتها التنفيذية، بينما حماس لم توجد ولم تعرف قبل عام 1988 أي في نهاية الانتفاضة الأولى تقريبا. الفروقات شكلية بين الحركتين أهمها أن حركة فتح حركة علمانية تجمع كافة أطياف الشعب الفلسطيني ، بينما حركة حماس ولدت من رحم جماعة ألإخوان المسلمين المصرية، لذلك تلاقي دعما من فروع هذه الجماعة في كافة الأقطار العربية بما فيها الكويت رغم أن الكويتيين بكافة أطيافهم كان لهم موقف تصاحبه حساسية عالية من كل ما يمت لفلسطين بصلة، بسبب تأييد ياسرعرفات لاحتلال صدام حسين للكويت عام 1990 ، ورغم ذلك في حفل خيري قبل أيام اشترى مواطن كويتي كوفية فلسطينية بمبلغ يقارب نصف مليون دولار، لأن مالك الكوفية ادعى أنها كوفية لإسماعيل هنية. الحركتان يدعيان أنهما يعملان من أجل تحرير فلسطين ، إلا أن هذا الادعاء ما عاد ينطلي على عاقل أو جاهل فلسطيني، فتحرير كامل فلسطين أصبح منذ عام 1988 في المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر دويلة ضمن حدود عام 1967 ، ورغم ذلك لم يحصل الفلسطينيون على ذلك رغم مرور 14 عاما على توقيع اتفاقية أوسلو.

 

البرنامج السياسي لحركة حماس لا يختلف عن برنامج حركة فتح ، إلا أن حماس تستعمل اسلوب المراوغة أو التقية فيما يتعلق ببرنامجها السياسي، فمرة تريد تحرير فلسطين كامل فلسطين ومرة مع دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 ، وهكذا لا ي عرف أي فلسطيني حقيقة ما هو البرنامج السياسي للحركة. فيما يتعلق بخدمة القضية الفلسطينية الحركتان فتح وحماس لا يخدمان القضية الفلسطينية بقدر ما تخدمان المصالح الشخصية والتنظيمية، و إلا ما معنى أن تقوم حماس بانقلابها العسكري في يونيو 2007 وتستولي على كامل قطاع غزة وتطرد كل ما هو فتحاوي وتصفي عناصر فتح لدرجة أنه في حرب حماس وفتح سقط ما لايقل عن مائتين وخمسين شخصا لا أعرف هل يعتبرونهم قتلى أم شهداء. من يتخيل أنه قبل شهور وأثناء مطاردة القوة التنفيذية الأمنية التابعة لحماس لعناصر وكوادر فتح ، هرب 150 منهم إلى إسرائيل ومن بينهم قيادي فتح أحمد حلس، أي أنه في تلك اللحظة كانت إسرائيل عندهم أرحم من حماس.

 

هل هناك مسخرة أكثر من ذلك؟ و ألآن يمرّ سنتان تقريبا على وجود إمارة حماس في غزة ودويلة عباس في الضفة، وهو واقع بائس سيستمر طويلا، لأن الطرفين يركضان وراء السلطة والمال والمصالح الشخصية والتنظيمية وأضواء الفضائيات ، والخاسر الوحيد هي القضية والشعب الفلسطيني. وتاريخ النكبة الفلسطينية يؤكد أن مصيبة الشعب الفلسطيني في قياداته بنفس مستوى مصائب الاحتلال.

 

دكتور أحمد: نحن في حاجة إلى تغيير في القيادات في العالم العربي عموما والفلسطيني خصوصا  فمن يا ترى من القادة الفلسطينيين قادر على تحريك القضية في الاتجاه السليم في ظل المعطيات الدولية الحالية وبقدوم باراك أوباما للبيت الأبيض؟

 

- من الصعب تسمية اسم شخص بعينه ، لأن الأشخاص أيا كانت قدراتهم يعملون من خلال بيئة اجتماعية وموازين قوى دولية . المطلوب هو الالتفاف حول  قائد يتبنى أجندة سياسية متعارف ومتوافق عليها من غالبية الشعب الفلسطيني ، أما في ظل وجود ما يزيد عن خمسة عشر تنظيما و فصيلا فلسطينيا ، كل واحد يعتبر نفسه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ، من الصعب الالتفاف على قيادة واحدة، وهذا هو سبب التشرذم الفلسطيني. تخيل هذا التشرذم : عام 1968 انشق نايف حواتمة عن الجبهة الشعبية وأعلن الجبهة الديمقراطية. وفي عام 1969 انشق أحمد جبريل وأعلن الجبهة الشعبية القيادة العامة. وبعده انشق طلعت يعقوب وأعلن جبهة التحرير الفلسطينية، ثم انشق أبو العباس عن طلعت يعقوب...وهكذا شهدت حركة فتح أيضا ، وحتى حركة حماس فحركة الجهاد الإسلامي انشقت عنها...هل هذه السوبرماركات والدكاكين يمكن أن تتفق على قائد واحد أو قيادة واحدة؟.

 

دكتور أحمد: هناك أكاديميون فلسطينيون على درجة عالية من الكفاءة السياسية ومعرفون فى المحافل الدولية مثل د.رشيد الخالدي و د.سرى نسيبه و د. أفنان القاسم و د. حنان عشراوى وغيرهم العشرات من الكفاءات الفلسطينية لماذا لا يلجأ الشعب الفلسطينى الى هؤلاء حتى تكتسب القضية الفلسطينية شكل عالمي متحضر؟ فهذه الشخصيات تتكلم بلغة العصر الحاضر وليس بلغة الماضي.

 

 - هؤلاء الكتاب والمثقفون يمكن أن يكون لهم دور فاعل ومؤثر في ظل قيادة ديمقراطية تضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ولكن الفصائل الفلسطينية تعتمد على الشخصنة والمحسوبية ، بدليل أنه في كافة الفصائل لا وجود لأي شخص مثقفا أم جاهلا إلا إذا رضي عنه الأمين العام أو واحد من حاشيته. لذلك العديد من هؤلاء المثقفين ينأون بأنفسهم عن هكذا فساد ومستنقعات. الدكتورة حنان عشراوي  مثلا جربت العمل مع السلطة الفلسطينية لتضع خبراتها وعلاقاتها في خدمة القضية، لكنها تركت العمل مع السلطة لأنها لم تتحمل هذه الأجواء، وأيضا السلطة  قد تكون عينتها لشهور لتلميع وجهها القبيح، لكن في النهاية أبن عم فلان وصهر فلان أولى منها بجهله وتخلفه. و أيضا حركة حماس قامت بطرد كل من هو ليس حمساوي مهما كانت خبرته وكفاءته.

 

دكتور أحمد: هل هناك أمل في حل القضية الفلسطينية في ظل الظروف الدولية الراهنة والانقسام بين حماس والسلطة ولاسيما بعد حرب غزة الأخيرة؟

 

- لا أمل مطلقا لسببين: الأول هو أن التاريخ يكتبه الأقوياء، وعموم جيوش الدول العربية لم تصمد أمام الجيش الإسرائيلي لأيام. والثاني هو أن الخطوط الحمراء الفلسطينية هي نفس الخطوط الحمراء الإسرائيلية. الفلسطينيون متمسكون بالقدس وكذلك الإسرائيليون. الفلسطينيون متمسكون بحق  العودة والإسرائيليون يرفضونه. الفلسطينيون يصرّون كحد أدنى على دولة في كامل القطاع والضفة وإسرائيل ترفض هذا. لذلك فهذا الصراع مرشح للتواصل عقود من الزمن رغم مرور ستين عاما على هذا الصراع.

 

دكتور أحمد: ما هو تصورك العام للتحرك العربي والفلسطيني والمفترض أن يكون وتحديدا دور مصر وسوريا والسعودية ؟

 

للأسف الشديد لا يوجد تحرك عربي موحد، يوجد تشرذم وفرقة عربية أيضا مرشحة للاستمرار. خذ مثلا الأسابيع الماضية حيث التسابق على عقد قمم عربية بين موافق ورافض وممتنع، رغم أن هذه القمم لا فائدة منها منذ أول قمة عام 1964 . المضحك أن هناك ما يقسم هذه الأنظمة لدول اعتدال ودول ممانعة، ودولة الممانعة في سوريا مثلا لم تطلق رصاصة واحدة منذ عام 1973 لتحرير جولانها المحتل، ومع ذلك تتشدق بالتحرير وتحارب من خلال حزب الله، أي أنه لا مانع من تدمير لبنان أما سوريا المحتلة أراضيها فلا...ممانعة صوتية ومفاوضات علنية مع إسرائيل...ضمن هذه الأجواء لا يمكن لدولة أيا كانت أن تقوم بدور فاعل، فالحروب العربية العربية ليست أقل نارا من حربنا مع إسرائيل...,واقع مؤلم لا يمكن تجميله بكافة الألوان. أنظمة وراثية تعتمد على العشيرة أو العائلة وليس الشعب والوطن. من يصدق حكام منذ أربعين عاما في السلطة والكرسي ونهب الثروة. وهذا من صنع أيدينا كشعوب عربية ، فهذه الشعوب هي التي تهتف للطغاة بالروح بالدم نفديك يا.....أي أننا كشعوب نستحق هذا الهوان لسكوتنا على مسببيه.

 

تركنا الدكتور أحمد ليستمتع بمدفأته فى برودة ليل النرويج ونحن نحاول أن نضع النقط فوق الحروف ..

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية