برجوازية من العالم الثالث
...............................................................
بقلم : غريب المنسى
........................
كلما تذكرت ذلك البرجوازى الذى كان دائما يطل علينا من خلال مقالاته الاسبوعية قابضا باأصبعيه على سيجار كوبى فاخر- من نوع كوهيبا - طوله ثلاثين سنتيمترا والذى ثمنه يوازى مرتب المرحوم والدى فى شهر كامل وللاسف يدعونا للتقشف وقرأت لكتاب التيار الجديد من مفكرى مدرسة الشك هو الذى دائما يقود الى مزيد من الشك ....أتحيرمن أمرى وأزعل على بلدى وأهلى وناسى ,وأتعجب كيف انفصل الجميع عن الواقع.
فالواقع أن مصر بلد فقيرة وأغلبية الشعب يعانى اقتصاديا وحسب كل قوانين الفيزياء لايمكن أن يخرج من هذه الحفرة الا اذا امتدت له يد خارجية لمساعدته وهذه اليد المفروض أن تفتح له أفاق اقتصادية وأمل فى غد أفضل .
لن تفرق مع الغلابه كتيرهل كانت السيدة عائشة زوجة جيدة أم لا.... أو الزبير بن العوام كان جدع أم لا.... الى أخر الاسماء التى لايضيع فيها العامة وقتهم لا لشىء ولكن لان هناك هدف أهم للرجل الشريف فى يومنا هذا وهو توفير لقمة العيش لاسرته.
لماذا ننسلخ من الواقع ونتبارى فى مناقشات عديمة الهدف - أعتبرها مناقشات اختيارية - ومعظم الاباء الشرفاء فى مصر يعانون فى تجهيز بناتهم للزواج ومرتباتهم بالكاد تكفى مصاريف الاكل والشرب فقط ؟
هل فكرأحدنا كيف يعيش الفقراء على الفتات وكيف أن هناك بعض من الناس محرومين حتى من هذا الفتات؟
هل تعلمون أن غالبية السيدات فى مصر يلبسون الملابس الاسلامية لا لشىء الا لانها الارخص؟ وهل تعلمون أن معظم الاباء والامهات لايستطيع أن يجيب على معظم أسئلة أولاده المنطقية لضيق ذات اليد؟
هل تعلمون أن هناك رجال شرفاء وفى مناصب سيادية أمضوا حياتهم العملية بضميروأمانه وشرف يعانون اقتصاديا , فى حين أن اللصوص وعديمى الضمير قد نصفهم هذا الزمن الاغبر
لستة المفارقات الغريبة قد تطول ولكن أعتقد أننى وضحت النقطة الاساسية للموضوع ولذلك لابد أن يكون هناك هدف من النقاش ونختلف فقط فى كيفية الوصول الى الهدف والهدف من وجهة نظرى المتواضعة كالتالى
أولا : كيف نعطى شبابنا أملا فى مستقبل أفضل ونجعلهم ينتمون للوطن ؟
ثانيا : كيف نحارب الفقر ونقرب الهوة بين الذين يملكون والذين لايملكون ؟
ثالثا : كيف نرتفع بمستوى التعليم التنويرى وليس التعليم اياه ؟
رابعا : كيف نغير النظام السياسى الحالى الذى جعل الناس محنطين فى توابيت اليأس؟
أذا فكرنا بهذه العقلية قد يكون هناك أملا ..... أما اذا استمررنا فى الهروب من الواقع فليكن الله فى عوننا.
مصرنا ©