الرقص على مزامير توماس
...............................................................
| |
توماس فريدمان | |
بقلم : غريب المنسى
..........................
توماس فريدمان كتب مقالا فى النيويورك تايمز ينعى فيه الحاخام اليهودى الذى قتل هو وزوجته فى الهجوم الانتحارى للمتطرفين فى مومباى بالهند ويدعوا المسلمين حول العالم للقيام بمظاهرات تتوازى مع حجم مظاهرات الرسوم الكرتونيه الدينماركيه الشهيرة ليثبتوا للعالم وللارهابيين أن المسلمين أبرياء من الارهاب .. وتكون هذه المظاهرات أيضا رسالة موجهة للأرهابيين معناها أن عموم المسلمين ضد الارهاب الاسلامى أوبمعنى أدق ينبغى على المسلمين أن يهرولون للرقص على أنغام محاربة الارهاب الدولى أليس هم ارهابيون وهى تهمة لصقت بهم من حيث لايعلمون وستظل لاصقة الى يوم يبعثون ؟؟ !!. وحتى تزول عنهم التهمة لابد لهم من المشاركة فى كل شىء يرضى العالم "عمال على بطال" كلما حدث تصرف أحمق من متطرف!!
وبداية نود أن ننقل للسيد فريدمان وللعالم الحر قاطبة استياء وغضب وشجب ونبذ عموم المسلمين للارهاب فى كل صوره وأشكاله, فالكل فى الغرب والعالم الحر يعلم الأن أن المسلمين لايتعاطون مع هؤلاء المتطرفين بل على العكس تماما فالمسلمين المعتدلين هم أول المتضررين من هذه الجرائم الارهابية التى يرتكبها بعض المأفونين تحت راية الاسلام .
والسيد فريدمان يعلم الحقيقة الغائبة فقد قام بعملية استخبارات شخصية زار فيها الدول الاسلامية ومنها مصر والأردن والسعودية وباكستان وأفغانستان ووصل الى نتائج مهمة وضعها فى كتابه " بالطول والعرض " والذى نشر فى الولايات المتحدة ومن ضمن النتائج التى توصل اليها فى هذه التجربة هو أن المسلم العادى ليس له علاقة على الاطلاق بالارهاب !! ومع ذلك نجده دائما وأبدا يريد أن يفجر لدينا عقدة الذنب بأننا ارهابيين !! ويثير حفيظة الغرب على المسلمين كلما سمحت له الظروف. وعلى الرغم من أن توماس فريدمان يدعى أن بعض من أصدقاؤه مسلمين وعلى الرغم من أن مقالاته تترجم الى القارىء العربى من خلال جريدة مسلمة الا انه مازال حانق جدا على المسلمين لسبب ما فى نفس يعقوب وهو يعلم جيدا أن المسلمين يعيشون فى ظل أنظمة قمعية شمولية طاغية وفى ظل ظروف اقتصادية سيئة جدا وبدلا من أن ينادى بالحرية والديموقراطية لهؤلاء المسلمين نجده يطلب من الغرب أن يرقص على مزاميره !!
لم يطلب توماس فريدمان من الغرب والعالم الحر النظر فى مصير مليون ونصف المليون محاصر فى غزة ومعظمهم من الاطفال والشيوخ والنساء والمرضى !!والذين يتعرضون لابادة جماعية فهذه هولوكست ثانية فى العصرالحديث .. ولم يطلب من العالم الحر النظر فى قضايا العرب والمسلمين المصيرية بحياد والتى هى السبب الرئيسى لكل هذه المشاكل وعدم الراحة من عموم المسلمين ..لم يتكلم فرديمان عن التوزيع السىء لثروات المسلمين ولم يتكلم عن الأموال العربية المسلمة المسلوبة من المسلمين والضائعة فى البنوك المتهاوية !! ولكنه يتغاضى عن كل ذلك ليسجل حزنه الشخصى على الحاخام اليهودى الذى قتل بأيدى الارهابيين !! وهو بذلك يخرج من جلده كاكاتب متوازن ليكون الممثل والناطق الرسمى للجالية اليهودية فى النييورك تايمز !! وجريدة الشرق الأوسط التى تنقل مقالاته .
من الأشياء المزعجة جدا أن تجد كاتب له شعبية جبارة فى الغرب مثل فريدمان يستطيع من خلالها - لو أراد - أن يغير من المفاهيم العامة لدى الناس ويستطيع من خلالها أن يرتقى لمستوى انسانى عميق من خلال التوضيح الحيادى المتسامى عن الصغائر.. ويستطيع أن يجعل هذا العالم أحسن حالا من خلال تأثيره على صناع القرار فى الغرب .. ولكنه يختار دائما التحيز لبنى جلدته " ناصرا أخاه ظالما " وهو بهذا لايختلف كثيرا عن عموم المشعوذين!! وهنا يخطر على بالى سؤال مهم جدا : هل هو فعلا أهل لكل هذه الشهرة والنفوذ والقوة التى يتمتع بها ؟ أم هو من أولئك الاشخاص المصنوعيين لهدف معين ولغرض محدد ؟
ربما يكون توماس هو من النوع الثانى .. ربما !!
مصرنا ©