مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الخطه
...............................................................

بقلم : غريب المنسى
...........................

جلس الرئيس الأمريكى "باراك حسين" مع مستشار أمنه القومى "مارك هينز" فى المكتب المخصص للرئيس فى منتجع كامب ديفيد , ففى عطلة نهاية الأسبوع يهجع الرئيس - حسب رغبته – هو وأسرته الى هذا المنتجع الرئاسى الشهير الذى يقع فى ولاية ميرلاند .. ويدعوا الرئيس هناك عادة المسئولين الذى يرغب فى مناقشة أمر مهم معهم بعيدا عن روتين البيت الأبيض , وفى هذا اليوم دعى الرئيس مستشار امنه القومى على بعض من الجعة الهولندى ليتناقشا فى موضوع شغل بال الرئيس منذ أن كان طالبا فى جامعة هارفارد وقبل ان يدخل الرئيس الحياة الساسية بزمن طويل هذا الموضوع هو موضوع الشرق الأوسط .

استرخى الرئيس على كرسيه الوثير مرتديا الجينز والتيشرت وطاقية الرئيس الشهيرة التى عليها شعار القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية وقد بدا فى حالة نفسية طيبه تعلو البسمة وجهه ووجه حديثه الى" مارك هينز" ...

الرئيس : الشرق الأوسط يامارك مسبب لى صداع .. كل الرؤساء السابقون تعاملوا معه بطريقة أكاديمية بحته .. فكلهم بلا استثناء اعتمدوا على الأكاديميين الذين يحملون درجة الدكتوراة فى العلوم السياسية النظرية وليس لهم معرفة لا من قريب أوبعيد بالواقع على الأرض .. وهذا من وجهة نظرى هو سبب الفشل المتكرر فى سياسات الولايات المتحدة فى الشرق الاوسط !! واليوم أريد أن أستعرض معك بعض من تصوراتى لبناء استيراتيجية جديدة لم يجربها رئيس من قبل .

مارك : سيدى الرئيس أتفق معك تماما فى ضرورة تبنى استيراتيجية جديدة فى الشرق الأوسط . فكما تعرف أننى نشأت فى نييويورك لأسرة يهودية ومعرفتى بالشرق الأوسط معرفة عملية من الطراز الأول فلقد زرت اسرائيل وأنا مازلت طالب فى المرحلة الثانوية على نفقة الحكومة الاسرائيلية وتجولت داخل اسرائيل وكونت فكرة واقعية عن طبيعة الحياة هناك فى هذه البقعة المهمة من العالم وعندما ذهبت الى برنستون كان أستاذى فى العلوم السياسية فلسطينى وأنا ياسيدى الرئيس من المؤيديين لفكرة تغيير الاستيراتيجية فى الشرق الأوسط .. فاسرائيل دولة ديموقراطية محاطة بأنظمة شمولية قمعية وهذا ليس فى صالح الولايات المتحدة واسرائيل !! فنحن الذين تبنينا فكرة لايهم من يحيط اسرائيل طالما نحن ضمنا أمنها ولكن الواقع والتجربة أثبتت أننا خلقنا ديناصورات ضخمة وأنظمة ديكتاتورية ستؤثر على أمن اسرائيل وأمننا فى المدى الغير بعيد . لقد أصبت كبد الحقيقة سيدى الرئيس بوضع هذا الموضوع على المائدة للنقاش.

الرئيس : يا مارك هذا هو الفرق بين السياسة التى تعتمد على الخيال والسياسة التى تعتمد على الواقع .. والواقع كما أراه ومن خلال تجربتى الشخصية أن شعوب الشرق الأوسط لم تعد تثق فى السياسة الخارجية الأمريكية لأن هؤلاء الناس يسمعون أشياء جميلة من الولايات المتحدة ولكنهم يرون تصرفات مختلفة تماما من الولايات المتحدة حيالهم وأنا أريد أن أبدأ سياسة الطريق المستقيم وهى سياسة ستعتمد على اعادة الثقة فى جدية الولايات المتحدة فى حل القضية الفلسطينية وضمان أمن اسرائيل وأيضا اعطاء هذه الشعوب أمل فى حياة متوازنة لم يستطيع أى ديكتاتور من أصدقائنا هناك من توفيرها لهم .

مارك : سيدى الرئيس لعلك تعلم جيدا أن الديكتاتور يوفر استقرار لشعبه وهذا هو سر خوف صناع السياسة الخارجية فى هذا البلد !! فنحن لسنا مسئولين عن الحياة اليومية للمواطن العربى بقدر مانحن مهتمين باستقرار الأمور هناك .. ولكن بعد أن سلكنا هذا الطريق واتبعنا هذه الفلسفة لسنوات طويلة وصلنا الى هذا الطريق المسدود : ديكتاتور فى حجم الفيل .. حاشية تملك كل شىء .. أغلبية مهمشة وجائعة !!!! وكما تعلم ياسيدى الرئيس أن الجوع يولد الكره وغالبا مايكون الكره موجه للولايات المتحدة التى تحمى الديكتاتور وبالتالى فنحن أمام مشكلة جادة عجزت الادارات السابقة فى معاجتها بالطريقة الصحيحة .. نحن ياسيدى الرئيس امام معادلة صعبة جدا : فالناس هناك تعودت على نمط روتينى فى الحياة وتعودوا على ديكتاتور يحكمهم الى أن يموت لياتى ابنه من بعده ليكمل مسيرة أبيه وتغيير نمط هكذا حياة يصعب على المواطن العربى العادى ان يتفهمه بسهولة ولكن من الممكن أن يتم التغيير الايجابى لو أننا اعتمدنا على شخصيات أمينه تبغى مصلحة أوطانها.

الرئيس : يا مارك .. مشكلة "بوش الصغير" أنه وعد الشعوب العربية بكلام انشائى بلاغى جميل هو نفسه لايفهم معناه ولاأبعاده !! فنحن هنا لانناقش منح الشعوب العربية ديموقراطية بالمفهوم الأمريكى .. نحن نبغى أن تكون هناك شفافية وأمانة فى توزيع الثروات على هذه الشعوب المطحونه وهذا لن يتم الا اذا كان الشعب راضى عن حاكمه وتكون الولايات المتحدة فى صف الشعب لا الحاكم . فالمشكلة الحالية أن كل الحكام العرب يقولون لنا أحلى الكلام الذى نريد أن نسمعه ليخدرونا حتى نتركهم ينعمون بالسلطة ولكن بمجرد نزولك الشارع العربى تكتشف أن هؤلاء الحكام يضحكون علينا وعلى شعوبهم وهذا هو قمة التجبر : فهم يضحكون علينا!! على الولايات المتحدة يامارك !!! وأنا لن أسمح بشىء من هذا القبيل فى مدة حكمى والتى قد تطول الى ثمان سنوات والتى أريد أن تكون سنوات عجاف على هؤلاء الحكام .

مارك : سيدى الرئيس أعتقد أننا على نفس "الموجه " سويا . فأمن اسرائيل وأمن الولايات المتحدة لن يتأتى الا اذا كان هناك فعلا طريقة واضحة للحساب والمسائلة لهؤلاء الحكام فلايعقل أن يكون هناك ديكتاتور مطلق !! هذا ضد طبيعة الأشياء !! سيدى الرئيس لقد صعقت عندما اطلعت الأسبوع الفائت على مذكرة سرية بأرصدة هؤلاء الحكام السرية !! هذه الأموال المنهوبة من هذه الشعوب المنكوبة لو وجهت لخطط تنمية لكانت هذه الدول فى طريقها للنهوض ولكن كما ترى ياسيدى الرئيس يسرقون شعوبهم ويلجئون لنا ليحصلوا على مساعدات اقتصادية هى من دم دافعى الضرائب هنا .. وهذه اللعبة السهلة سمحت لهم الادارات السابقة بأن يلعبوها وهاهم يتصورون أننا أغبياء لانعرف ماذا يتم فى الخفاء. سيدى الرئيس المواطن العربى غاضب علينا لأننا بكل بساطة نتكلم عن قيم نبيلة وفى نفس الوقت نشجع هؤلاء اللصوص وهذه سياسة فارغة المعنى والشعوب العربية لم تعد بهذا الغباء .. فالشىء الملفت للنظر عندما ذهبت لزيارة اسرائيل منذ ستة شهور أن كل العرب الذين التقيتهم يدمنون السياسة بالفطرة يعرفون ماذا يدور حولهم وحول العالم على عكس المواطن الأمريكى الذى لايعرف مالايخصه !!ولكن المشكلة ليست فى معرفة المواطن العربى المشكلة ياسيدى الرئيس فى القمع الذى يتعرض له هذا المواطن اذا عبر عن رأييه والمشكلة الأكبر أننا نشجع على هذا القمع بطريقة غير مبا شرة !!

الرئيس : هذا بالضبط مايدور فى رأسى .. لذلك أريدك أن ترتب لى الاسبوع القادم لقاء مع " ريتشارد جون" – مدير المخابرات المركزية – لأطلع على التقراير الميدانية وعن الخطط الموجودة لديه للمساعدة فى تحويل أفكارى الى حقائق فأنا سئمت من الطريقة التى تدار بها دول العالم الثالث وبالذات العربية ..

مارك : سيدى الرئيس .. المخابرات المركزية لديها كل المعلومات ولديها خطط جاهزة للتنفيذ ولكن نصيحتى لك كمستشار للأمن القومى الأمريكى الاتقع فى نفس الأخطاء التى وقع فيها الرؤساء السابقون . فكل الادارات السابقة استعانت بتقراير المخابرات فقط !! نحن هنا نريد أن نسخر هذه التقارير لخدمة أيدولوجية التغيير الذى سوف يكون فى مصلحة الأمن القومى لنا والأمن القومى الأسرائيلى ومصلحة الشعوب المطحونة التى آجلا أم عاجلا ستنقلب على مصالحنا فى المنطقة تحت شدة الجوع والظلم !!

الرئيس : متفق تماما معك يامارك فالمخابرات عنصر من ضمن العناصر المطلوبة ولكن الاستيراتيجية العامة والتى رسخت فى تفكيرى هى : انه اذا أردنا أن نكون فى أمان من الأرهاب والحقد والكره الموجه لنا من عبر المحيط لابد أن نتعامل مع أسبابه وليست أعراضه !! والأسباب كما قلت لك يامارك هى أنه لابد أن تكون لنا سياسة واضحة ليس لها ذيول وليست تدار من غرف مظلمة واذا نجحنا فى كسب ثقة هذه الشعوب المغلوبة على أمرها ستعود مصداقية العالم لنا كقوة عظمى محترمة .. وبناء عليه ارسل لى" جون ريتشارد " هنا فى كامب ديفيد الأحد المقبل بعدما ينتهى من صلاته فى الكتدرائية فلا داعى للعجلة فانا رجل صبور جدا !!

مارك : شكرا سيدى الرئيس .. سيكون ريتشارد جون هنا فى الميعاد .
الرئيس : شكرا يامارك ..

...............................

قصة من أربعة حلقات ستنشر تباعا

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية