المراحل العربية
...............................................................
| |
اوباما | |
بقلم : غريب المنسى
................................
كانت المرحلة العربية الأولى هى الفرحة بفوز أوباما برئاسة الولايات المتحدة والتى استغرقت يومين فقط !! وبدأت الأن المرحلة العربية الثانية من التشكيك فى نواياه وميوله الصيهونية بنشر صوره عند حائط المبكى!! على أن تبدأ المرحلة الثالثة من النميمة العربية قريبا وستنتهى بكل تأكيد قبل أن يسكن الرجل البيت الأبيض فى يناير المقبل وعندها سيكون براك أوباما هو عدونا اللدود !! وسيكون هو سبب كل مشاكلنا المتراكمة . والذكاء العربى الحكومى لايكتفى فقط بازاحة مشاكلنا وربطها بنية أوباما وتحميلها له ولكنها هى نفسها العقلية الحكومية الانهزامية الكسولة التى دائما ماتريد من الآخرين أن يحلوا لنا مشاكلنا ونحن نجلس القرفصاء نلوم العالم من حولنا ونتهمه بظلمنا والتخلى عنا فى وقت الشدة.
وباراك أوباما أو غيره لن يستطيع مساعدتنا اذا كنا نحن عاجزين أصلا وغير راغبين فى مساعدة أنفسنا فهو رئيس منتخب لدولة عظمى فى حالة حرب ودولته تعانى من مشاكل اقتصادية داخلية لاحصر لها ومشاكل أخرى خارجية كثيرة تحتاج لوقته ومجهوده ومع ذلك نطلب منه أن يضع مشاكلنا فى مقدمة جدول أعماله وهذا لن يتحقق من الناحية العملية لأن أغلب مشاكلنا هى فى الواقع مشاكل نفسية ملتوية يصعب تحديد معالمها ونحن ندلس أنفسنا دائما بجعل المشكلة الفلسطينية هى باب القصيد ولكن فى الواقع أن المشكلة الفلسطينية هى جزء من المشكلة وليست كل المشكلة كما يتصور البعض.
والوضع الحكومى العربى الحالى والسابق واللاحق هو وضع زئبقى وضعته الأنظمة العربية بذكاء حتى تضمن استمراريتها ومع ذلك لابأس من تتويه الشعوب العربية واتهام الرئيس الامريكى دائما بعجزه وعدم رغبته فى حل مشاكلنا فى حين أننا سبب المشكلة ولسنا جزء من الحل!! وفى ظل الوضع العالمى الحالى سوف نكون محظوظيين لوأن باراك فتح الملف العربى فى العام الثانى أن لم يكن الثالث أو الرابع أو لربما لايكون عنده متسع من الوقت لفتحه أصلا فى مدة رئاسته الأولى . ليس لأنه يكرهنا ولكن لأن هذا الملف ليس بأهمية الملف الاقتصادى الامريكى والعالمى .
لوعرفنا هذه الأمور البديهية لأستطعنا أن نكون فكرة حقيقية وليست مزيفة عما يحدث حولنا وبالتالى نكون "عمليين" فى الحكم على براك والأمور . فالعالم بدأ المرحلة الأولى من الكساد الاقتصادى والذى توقع أكثر الاقتصاديون تفاؤلا بأنه محتاج لفترة لاتقل عن عامين حتى تصير الأمور الى ماكانت عليه عام الفين وسبعة !! ومجىء باراك فى هذه الظروف لم يكن الهدف منه أبدا نصرة العرب الكسالى ولاحل مشاكلهم فهم أولا وأخيرا لم يساعدوه فى جملته الانتخابية . ولذلك ينبغى أن نتذكر جيدا أن أولويات باراك أوباما هى مساعدة12 مليون عاطل عن العمل فى بلاده فى ايجاد وظائف وموازنة ميزان مدفوعات بلاده الذى يعانى من 11 تريلون دولارعجز .
الجميع يتحدث عن باراك وكأنه خائن "للعيش والملح " وهو فى الواقع لايعرفنا فالرجل له جذور أفريقية فقط ولم يعيش فى أفريقيا وجذوره الأفريقية هى أقل من جذور كوفى أنان سكرتير عام الأمم المتحدة السابق وأقل من جذور كولن باول وزير الخارجية السابق ومع ذلك لأننا طيبون وساذجون نتصور أنه سيأتى بما لم يأتى به أحدا من قبل وهذا فقط مجرد "عشم" عربى فى غير محله !! فنحن أهل العشم .. والعشم العربى فى واقعه هو كسل وهروب من الواقع.
فرحة باقى العالم بمجىء باراك للحكم تختلف عن فرحتنا. فالعالم فرح به لأنه من الممكن أن يكون بشارة سلام ورفاهية وخير لأن الرجل ليس مدفوعا بأديدلوجيات مدمرة أو عنصرية مقيته ولكن فرحتنا نحن به تركزت على شىء واحد وهو توقعنا الزائد بأنه سيحل لنا ماعجزنا وتقاعسنا نحن عن حله .
الموضوع فى حاجة لبعض من التعقل !!
مصرنا ©