قومية الجوعى
...............................................................
| |
الجوعى | |
بقلم : غريب المنسى
......................
القومية بمعناها التقليدى هى تعريف لمجموعة من البشر يعيشون فى مساحة جغرافية متقاربة يكون قاسمهم المشترك هوالدين واللغة والعادات والتقاليد . ولكن مع الطفرة التى شهدها العالم أخيرا نرى أنه من المفيد ان نضيف كلمة واحدة الى هذا التعريف وهى كلمة " الفقروالمعاناة" حتى نكتشف جميعا أن حوالى ثمانون بالمئة من سكان هذا العالم يشتركون فى قومية واحدة . فهم شركاء فى قومية الفقروالمعاناة والاحباط وسوء التعليم والصحة وكل مسببات الضجر!! بدون أن يدروا !!! فأنت ياعزيزى لست وحدك فى عالمك المحدود الذى تعانى اقتصاديا فالحمد لله لك أخوة وأخوات فى نفس القومية يعانون مثلك تماما فى أمريكا اللاتنية وفى وسط أسيا وأفريقيا وكل دول العالم الرابع . وينبغى عليك أن تندمج وتتفاعل مع أبناء قوميتك الفقيرة واللامحدودة فاذا كانت هناك مسافات جغرافية تفرق بين أبناء القومية الا أن الجوع والفقر والحرمان هو قاسم مشترك يجعل أبناء القومية يتقربون من بعضهم البعض . والأزمة الاقتصادية العالمية الحالية لها جانب ايجابى وحيد فلقد جعلت الشعوب الغربية تحس ببعض المعاناة الاقتصادية ويتعاطفون مع قومية المعاناة فالجوع يوحد المشاعر والقلوب ويخلق قومية فريدة فى نوعها.
وأبناء هذه القومية ليس من أهدافهم بكل تأكيد محاربة اسرائيل ولا طرد أمريكا من العراق ولاتحرير فلسطين ولايميلون الى الخطاب القومى التقليدى الملىء بالعبارات الانشائيه الرنانه ولكن خطابهم الرسمى وتوجههم الايدولوجى بسيط جدا وهو: المطالبة بثلاث وجبات صحية فى اليوم ومكان مناسب للمعيشة ووظيفة معقولة . أبناء قوميتك ياعزيزى يتذوقون اللحم بالصدفة ويعانون من أنيميا حادة فهى قومية مرهقة اقتصاديا وصحيا ونفسيا .. ومطالب أبناء هذه القومية أقل بكثير من مطالب المساجين فى دول العالم الغربى . فالسجين فى الغرب ينعم بالوجبات الساخنة والنوم المريح وخدمة الانترنت والدش والماء الساخن للحموم والبارد للشرب بمستوى أعلى بمراحل من أبناء قومية المعاناة وهم الذين درسوا وتعلموا وكدوا وتعبوا ولم يكسروا القانون يوما.
وشعوب القومية الفقيرة ينتظرون نتيجة الانتخابات الأمريكية على أحر من الجمر آملين أن يأتى رئيسا جديدا ليمد يديه مفتوحة لكل شعوب العالم لنعيش جميعا فى سلام ورخاء واذا جاء باراك أوباما فسيكون هناك أملا كبيرا فى التغييرالايجابى ولكن حتى لانتفائل كثيرا علينا أن نعرف أنه لايملك حلول سحرية لمشاكل بلده ومشاكل العالم فالرجل سيواجه جبال من المشاكل الداخلية ومشاكل خارجية لاتعد ولاتحصى ولكن ومع ذلك فهو يملك حسن النية والرغبة فى التغيير وهذه نقطة مهمة لابناء قومية الفقر وشعوب العالم الثالث فمن الواضح والمؤكد أنه سيكون لهم منزلة خاصة فى قلب الرئيس الجديد ولكن علينا أن نتخلص من التفكيربعقلية " الأب دائما لديه حلول لمشاكل أولاده " علينا أن نساعده كى يساعدنا والطريقة المثالية لذلك هى ترتيب أولوياتنا والتفكير بطريقة بناءة والظهور بمظهر الشعوب المسؤلة عن مستقبلها وحاضرها فالجوع كفيلا بأن يكون أبو الاختراع .
وليكن هتافنا القومى :عاوزين لحمة وشوربة وأرز ياباراك !!
مصرنا ©