مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 المحامى
...............................................................

بقلم : غريب المنسى
................................


البروفسورالأمريكى "دنيس سبيلبيرغ" أستاذ التاريخ الأسلامي في جامعة تكساس والمشهود له بالدقة الأكاديمية والرصانة العلمية والحائز على عدة جوائزفى مجال أبحاثه رفض نسخة كتاب جوهرة المدينة للصحفية الأمريكية "شيرى جون" قبل النشرعندما دفع الكتاب اليه لغرض المراجعة من دار النشر المعروفة 'وندم هاوس' ووصف الكتاب فى تقريرة لدار النشربعدم الدقة في البحث وربط الأحداث بل وصف الكتاب بأنه سرد قصصي رومانسي بعيد عن الواقعية وبالخصوص عند وصف الكاتبة ليلية زفاف السيدة عائشة بالوقاحة والأباحية وقال أن الكتاب معروض بصورة روائية تجعله ذا خاصية جنسية خليعة. وأكد سبيلبيرغ أن نشر الكتاب بهذه الصورة والمحتوى هو أعلان حرب ومادة متفجرة سوف تمس الأمن القومي .

والكتابة عادة لاتخرج عن قسمان فهى اما تكون كتابة خيالية بحته - Fiction-أو تكون كتابة واقعية بحته - Nonfiction- ولايمكن الجمع بينهم . وتصنيف قصة جوهرة المدينة بأنها من الكتابة الخيالية فى حين أنها تحمل أسماء شخصيات تاريخية صحيحة ووقائع تاريخية معترف بها يعتبراستهتاربعقلية القارىء والذى سنفترض أنه فى هذه الحالة هو قارىء غربى لايعرف شيئا مطلقا عن أبطال الرواية. وهذا يتنافى مع نوعية الكتابة وتصنيفها وهو الجمع بين الخيالى والواقعى . واستخدام الكاتبة لهذا الاسلوب فى الكتابة هى مناورة غير بريئة تستطيع من خلالها التحريف والتزوير حينما تراه مناسبا لخدمة الهدف من كتابتها - Political End - ففى النهاية عندما تضبط متلبسة بالتخريف والتحريف تهرب متذرعة بأنها كتبت قصة خيالية قابلة للتأويل.

وهذا بدوره سيدفعنا لمناقشة موضوع البناء الدرامى لقصة جوهرة المدينة والتى تعانى من خلل فى تركيبتها الدرامية . فهى عبارة عن سرد لأحداث بطريقة محرفة مستهترة فالدراما تتكون من: بداية وذروة ونهاية للأحداث.. ولكن هنا لانرى لاذروة ولانهاية فقط بداية .. والقصة فى مجملها عبارة عن تقرير صحفى ممل لوقائع خيالية مصدرها المكتبة العامة وروايات غير صحيحة بالمرة . فالكاتبة لم تدرس الاسلام وتاريخه أكاديمياً ولاحتى زارت المنطقة العربية التى تقع فيها أحداث روايتها ومصدرالرعونة هنا أنها تكتب عن شخصيات تاريخية لها منزلة خاصة فى قلوب قطاع عريض من الناس ومع ذلك نراها وكأنها تكتب عن اناس عادية فى عائلة عادية!! مثلا : صورت الكاتبة على ابن أبى طالب رضى الله عنه بأنه كان يصراصرارا منقطع النظيرعلى طلاق السيدة عائشة من النبى محمد صلى الله عليه - وكأن على هذا شخصية شريرة جدا وفاضى جدا - وهذا الاصرار هو الذى ولد كره عائشة لعلى هذا الكره كان هو السبب لانشقاق المسلمين بعد وفاة الرسول وكان هو السبب المباشر لموقعة الجمل .

وهذا سيدفعنا الى سؤال هام وهو : من المؤهل للرد على هذه الخرافات ؟ هل هم رجال الدين أم المثقفون ؟ والاجابة ببساطة شديدة هى الاثنين معا. فرجال الدين لديهم العلم والحجة ولكن تنقصهم المرونة التى يتمتع بها المثقف. فرجل الدين يقف دائما عند الحقائق أما المثقف يستطيع أن يجند وسائل أخرى كثيرة متاحة لديه ليست متوفرة لرجل الدين فى الرد على المزايدات.

وهذا سيقودنا الى محاولة معرفة هذه الوسائل التى يتمتع بها المثقف والغير متوفرة لرجل الدين ؟ وهنا نقول أن المثقف يستطيع أن يخلق جوا من الشك العام - Reasonable doubt - حول هذه الخزعبلات مثله تماما مثل المحامى البارع الذى لايعبأ بكمية الأدلة ضد موكله بقدر مايهتم بأستيراتيجية محاولة اقناع القاضى والمحلفين بقصور فى الاجراءات الجنائية ضد موكله وبالتالى يخلق شك منطقى يفسر لصالح موكله.. وبقدر نجاح المحامى فى خلق هذا الجو من الظنون لدى القاضى والمحلفين تأتى البراءة لموكله ونحن هنا نحاول أن نتبع هذا الاسلوب ولاسيما أن أهداف ونوايا الكاتبة مشكوك فيها . أما موضوع الأدلة الجنائية والحمض النووى - DNA - فى هذه الجريمة فنتركه لرجال الدين فهم من خلال الكتاب والسنة وكتب السيرة يستطيعون بسهولة اثبات البرأة.

وهذا سيدفعنا الى محاولة التعرف على الجهة التى تقف وراء نشر هكذا تحريف؟ والاجابة لايهمنا من الذى يقف وراؤها طالما نحن نملك وسائل الرد والمناورة والتعرية المطلوبة لأنه فى هذا العصر الردىء قد تشيطن كل شىء تقريبا ومحاولة البحث عن مصادر الشيطنة واثباتها قد تحيدنا عن الهدف الاصلى وهو تعرية الشيطنة وبالتالى فعلينا أن لانهتم كثيرا بما هو وراء الستار وينبغى أن نرد على ماهو معروض أمامنا من شيطنة بأسلوب عصرى .

بقية نقطة أخيرة وهى أن الكاتبة ستصدرقريبا رواية عن "موقعة الجمل" تكمل فيها حكاية سيدنا على ابن أبى طالب والسيدة عائشة أم المؤمنين . طبعا على طريقتها فى التخريف.. ونحن لها لمنتظرون.

خير الكلام :

الى الماء يسعى من يغص بلقمة *** الى أين يسعى من يغص بماء ؟

 

مصرنا ©

 

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية