مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 من النيل الى الفرات عبر القاهرة
...............................................................

 

صدام حسين

 

بقلم : غريب المنسى
.........................

السياسة الخارجية الاسرائيلية يضعها العسكريون فى صمت من خلف الستار وكلها استيراتجيات عسكرية بحته, تبدأ بالتسلل وتمر بالالتفاف وتنتهى بمحاصرة الخصم وبالتالى تخلق لهم جو مناسب للتفاوض من مركز القوة .. ويغلف الاسرائيلون هذه الاستيراتجيات بغلاف دبلوماسى ناعم رقيق يحمله دائما وزير خارجيتهم !! وهذه أكبر عملية غزو عسكرى تحت ستار دبلوماسى لأن العرب غير منتبهين يردون على استيراتجيات عسكرية بطرق دبلوماسية لذلك تراهم ومنذ تأسست دولة اسرائيل ينتصرون علينا دائما عسكريا ودبلوماسيا والسبب هو : الرد الدبلوماسى من طرفنا لايتناسب مطلقا مع التخطيط الاستيراتيجى الاسرائيلى المركز والمحدد الأهداف. ولو رجعنا بالذاكرة للخلف لوجدنا أن سياسة الاختراق والالتفاف والمحاصرة هذه تطبق علينا ومنذ أيام بن جوريون وحتى يومنا هذا وتتطور حسب تطور الزمن ولكن الهدف يبقى دائما واحد .. خطط عسكرية تلبس لباس دبلوماسى. وبمجىء ليفينى لرئاسة الوزراء الاسرائيلية فهى ستحمل صندوق الاستيراتجيات العسكرية التوسعية وتقدمه للعالم ولنا بطريقة انثوية دبلوماسية لطيفة وناعمة وساحرة. 

 في بداية الثمانينيات وضع العسكريون الاسرائليون خطة استيراتيجية اسمها "إسرائيل في الشرق الأوسط "، والتي قضت بتفكيك العراق إلي أربع دول وقد تم بالفعل هذا وهم الأن فى طريقهم لامداد خط بترول عراقى لهم ، وبتقسيم السودان إلي خمس دويلات حسب هذه الخطة، سيتم استكمال حصار مصر أكبر بلد عربي، وخنقها مائيا واستراتيجيا. وفكرة القبض على البشير ماهى الا تمويه للهدف الحقيقى لهذه الخطة التوسعية الشيطانية التى سوف تؤثر على أمن مصر القومى تأثيرا مباشرا الى مالانهاية !! وكعادتنا  نرد على مخطط استيراتيجى عسكرى بهذا الحجم والخطورة بطرق دبلوماسية روتينية عقيمة !! فمصر والسودان تحصلان على أكبر نسبة من مياه النيل وبالتالى فاعادة توزيع هذه الحصة من جديد فى ظل معطيات جديدة تخلقها حالة تفتيت السودان سيضع اسرائيل وبمساعدة الولايات المتحدة فى وضع قوى للمطالبة ومن منطق القوة بحصة من مياه النيل وفى هذه الحالة سيكون شعار من النيل الى الفرات قد تحقق فقط خلال ستون عاما من قيام دولة اسرائيل.

وقصة استئثار مصر والسودان على 89% من مياه النيل يرجع لأيام الاحتلال الانجليزى لمصر والسودان وتأمين الانجليز لمياه النيل لهم فقط ومنع أية دولة افريقية من بناء سدود على النيل الابموافقة مصرمن خلال اتفاقية ترجع الى سنة 1929 وذلك حتى يضمنون رى حقول القطن المصرى والسودانى طويل التيله ووصول القطن الى المصانع الانجليزية .. وللعلم اثيوبيا لم توقع على هذه الاتفاقية وبالتالى فمن حقها أن تتبرم منها فى ظل المعطيات الدولية الجديدة . وهناك برتوكول سنة 1959 الذى يؤكد بنود الاتفاقية السابقة ويقويها ويوجد لمصر حاليا مراقبين دائمين فى كينيا لمراقبة هذه الاتفاقية  .. ولكن كل شىء قابل للتغيير فى ظل خطة تفتيت السودان.

نحن الأن نعيش فى العصرالأمريكى بكل مالهذا العصرمن موازين وحسابات مختلفة عن كل العصور السابقة ولأن الولايات المتحدة فعلا قد قامت ببناء مركز قيادة عسكرى فى شرق أفريقيا- منطقة القرن الأفريقى-  للسيطرة على القارة السوداء فمن الممكن والمحتمل أن تطالب الولايات المتحدة بتغيير شروط هذه الاتفاقية وضم دول حوض النيل اليها (مصر- السودان - أثيوبيا -أوغندا – كينيا- بالاضافة لاسرائيل ) لخلق جو من المشاحنات الاقليمية ولاسيما أن أثيوبيا عندها خطط فعلا لبناء سدود ضخمة على نهر النيل ولن تتورع عن الاستعانة بالولايات المتحدة فى الوقت المناسب وبالتالى سيكون هناك خطر حقيقى على الماء والغذاء فى مصر( 79مليون نسمة ) والسودان ( 39 مليون نسمة ) معا!

ان المستفيد من تكسير وتفتيت السودان هى اسرائيل فهى ستستفيد من بيع السلاح للقبائل المتصارعة كما باعته للثوار فى نيكارجوا فى منتصف الثمانينيات من قبل وكما دربت حراس بارونات المخدرات فى أمريكا الجنوبية ستدرب المتصارعون فى السودان.. وللعلم قطاع التصنيع العسكرى الاسرائيلى قطاع يدرعلى الاقتصاد الاسرائيلى مالايقل عن 3 مليار دولار سنويا ويعانى من كساد هذه الأيام نظرا لحالة الركود العالمى ويسيطر عليه العسكريون المتقاعدون , ولوتفتت السودان فليس مستبعد أن تصدر اسرائيل السلاح من الجنوب الى المتطرفين المصريين أيضا لتشعل حرب أهلية فى جنوب مصر وبالتالى تنشغل مصر بمشاكلها الداخلية وتتفرغ اسرائيل للسيطرة على افريقيا والعالم العربى والشرب والاستحمام من مياه النيل والسبب كله يرجع لأنهم يلعبون الشطرنج ونحن نلعب فى خصياتنا!!

 مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية