ما مصير السلام فى العالم بعد حصول كوريا على النووى؟
..............................................
بقلم :غريب المنسى
......................
فكرة حيازة دول العالم الثالث على أسلحة دمار شامل فكرة مخيفة ومرعبة جدا لو فكرنا فيها بمنطق العقل .....هل يعقل أن نعطى انسان غير مكتمل القوى العقلية مدفع ونطلقه فى منطقة مليئة بالسكان؟ بعد الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء بقيادة أمريكا على المانيا وتحطيم أمل المانيا بتوحيد أوروبا تحت زعامة هتلر, انقسم العالم الى حزبين الاول رأسمالى بقيادة الولايات المتحدة والاخر شيوعى بقيادة الاتحاد السوفيتى وابتدء التسابق بينهم فى التسلح واستقطاب الدول والعلماء والمناطق الاستراتيجية فى العالم فكل دولة كانت معتزة بنظامها الاقتصادى والسياسى والاجتماعى وسوقت نظامها للعالم الخارجى على أنه هو دستور الكون .
ونجحت كل من الدولتين - تعارف على تسميتهم بالقوتين العظمتين - بتحقيق تقدم علمى وتكنولوجى وصمموا القنابل النووية والهيدروجينية باأحجام كبيرة وبكميات كثيرة والاهم هو الصواريخ العابرة للقارات التى تستطيع حمل هذا الدمار النووى الى أى مكان فى العالم وقد تم بالفعل مواجهة نووية بين البلدين فى الستينيات عندما قامت روسيا ببناء قواعد صواريخ نووية فى كوبا اعتبرتها الولايات المتحدة تهديد مباشرا لها - فكوبا على الجانب الاخر من المحيط المواجه لفلوريدا - وفعلا تحدى كنيدى خورشوف وكان تحديا جاد وبدأت سحب الحرب النووية بين البلدين تلقى ظلال من الخوف على العالم ومن مذكرات هذه الفترة أن كلا من الزعيمين الروسى والامريكى كانا لايذهبان للنوم الا وحقيبة الكود النووى بجوارهم ..... وبعد نقاش ومفاوضات سرية وعلنية استمع كل منهم الى صوت العقل وتراجع الروس عن بناء هذه القواعد فى كوبا وأنقشعت الازمة بسلام .
ومن هنا كانت فكرة حظر أستعمال وتصنيع اسلحة الدمار الشامل وحتمية توقيع جميع الدول على اتفاقية التخلى عنها والخضوع لتفتيش دولى من هيئة الطاقة النووية اذا أقتنع العالم أو لنقل - الولايات المتحدة - بنية دولة ما فى انتاج أى من أسلحة الدمار الشامل وهى - النووية والهيدروجينية والكيماوية والجرثومية والبيولوجية - والا واجهت هذه الدولة عقاب المقاطعة الدولية فكرة شرعية ومنطقية... وأنضمت كل الدول الى هذه المعاهدة ماعدا مجموعة دول منها اسرائيل والهند وباكستان.
بالنسبة للهند وباكستان كانت كل من الدولتين أداة فى أيد القوتين العظمتين خلال الحرب الباردة وحتى يكون هناك تعادل فى القوة فى منطقة وسط أسيا أما بالنسبة لااسرائيل فهى تعتبر- من وجهة نظر أمريكا - دولة يهودية وسط مجموعة دول عربية مسلمة هذه الدول حاولت أن تدمرها وتلقيها فى البحر مرارا وكان ومازال الصراع بينهم مستمر فكان لابد من حيازة اليهود على النووى , فحيازة اسرائيل على أسلحة دمار شامل وأن كانت غير عادلة من وجهة نظرالعرب الا أنها من وجهة نظر الولايات المتحدة تقع تحت بند تعادل ميزان القوى فى مصرنا .
ما حاجت ليبيا الى أسلحة دمار شامل مثلا ؟ ما حاجت سوريا وايران واليمن والصومال الى امتلاك هذه الاسلحة؟ لو سمحت الولايات المتحدة لهذه الدول باامتلاك هذه الاسلحة نستطيع بكل أمانة أن نقول أن أمن وسلام العالم مهدد, فهذه الدول تدار بعقليات قبلية,آحادية التفكير محدودة أن لم تكن مجنونة بحب التملك .
هل هى موضة مثلا أن تقتنى دول العالم الثالث التى تعانى من مشاكل البطالة ومشاكل البنية التحتية ومشاكل معدل الدخل ومشاكل العجز الدائم فى ميزان مدفوعاتها ومشاكل اجتماعية و نفسية لاحصر لها - على أسلحة دمارشامل؟
هل يعقل أن نسلم با أن العالم سيكون مكان آمن لااولادنا وأحفادنا من بعدنا لو حمل أنجادى ايران أو القذافى أوعلى عبد الله صالح أو بشار الاسد الحقيبة التى تحتوى على الكود النووى؟
نحن فى حاجة الى القمح ...
مصرنا ©