مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الأوبك وخطر المجاعة
...............................................................

بقلم : غريب المنسى
........................


لعلكم تتذكرون عبد الله الطريقى مهندس البترول السعودى الناصرى ووزير البترول السعودى والذى يعود له الفضل فى تأسيس "منظمة الأوبك" وهى نقابة الدول المنتجه للبترول!! فالرجل تخرج من جامعة تاكسس بالولايات المتحدة كمهندس بترول وعندما عاد ليعمل فى بلده وضعوه فى الجزء العربى من شركة " أرامكو" الأمريكية فلقد كان للشركة قسمان : الأول أمريكى ويعنى فيلات مرفهة وحمامات سباحة فى الصحراء ومكيفات هواء ودور سينما ومسارح وبارات ومطاعم وكل مايلزم الرفاهية فى العمل والاقامة !! أما القسم العربى فكان عبارة عن عنابر أسمنت صماء يسمونها استراحات ومياه بالقطارة وظروف معيشية صعبة للغاية !!

وكان عبد الله الطريقى رجل وطنى متأثر بالفكر الناصرى وبمشروع تأميم قناة السويس وعزم على كسر احتكار الشركات الأمريكية لقطاع البترول السعودى "وسعودة" هذا القطاع ففكر فى أن تتحد كل الدول المنتجه للبترول فى منظمة واحدة حتى تستطيع التحكم فى أسعارالبترول وأيضا تكون قوة أقتصادية تستطيع أن تفرض شروطها على الغرب .

وفى 9-9-1960 اجتمعت السعودية والعراق وإيران والكويت وفينزويلا في بغداد لتأسيس منظمة الأوبك. والطريف أن الطريقى عندما أصبح وزيرا للبترول وهرع كبار المسئولين فى شركة أرامكوا لتهنئته بالمنصب رفض أن يستقبلهم فى مكتبه الوثير وأصرعلى أن يستقبلهم فى قاعة غير مناسبة بالمرة فى مبنى قديم مقابل لوزارة البترول .. فالرجل على مايبدوا كان قد عانى من العنصرية كمهندس بترول عربى فى شركة " أرامكو" قبل أن تنتقل ملكيتها للعربية السعودية.

ومنذ أن تأسست الأوبك الى يومنا هذا لعبت هذه المنظمة دورا مهما جدا فى حماية مصالح الدول المنتجة للبترول والتحكم فى السعر العالمى للبترول كمصدر رئيسى من مصادر الطاقة .
ولكن فى ظل الظروف الدولية الراهنة ينبغى على الأوبك أن لاتعمل فقط على حماية مصالح الدول المنتجة للبترول!! ولكن ينبغى عليها أن تعمل على حماية الأمن والسلام والرخاء فى العالم عن طريق المساهمة فى خفض اسعار البترول حتى تنخفض أسعار المواد الغذائية والخامات.. فالارتفاع المستمر فى أسعار البترول سيودى حتما الى تضخم حاد وهذا بدوره سيؤثرعلى البشرية بطرق سلبية .

ودور الأوبك ينبغى أن يكون انسانيا عالميا يشوبه شىء من الاحساس بالمسئولية العالمية تجاه البشرية والتجرد من النظرة الاقتصادية الضيقة والمنافع قصيرة المدى للدول المنتجه وبالتالى ينبغى أن تحاول الأوبك من التأكد من أن سعر البترول لايتعدى أبدا رقم المائة دولار للبرميل حتى تستطيع الدول الفقيرة من شراء القمح وتنفيذ خطط التنمية التى قد لاتتم فى حالة ازياد الأسعارالمستمر. لأن ارتفاع أسعارالبترول المستمر سيؤدى حتما الى كوارث اقتصادية حادة ستعانى منها دول العالم النامى أكثر وبالتالى من المحتمل أن يكون هناك مجاعات !!

تستهلك الولايات المتحدة حوالى عشرين مليون برميل يوميا تنتج هى محليا حوالى تسعة مليون برميل يوميا وتستورد حوالى احدى عشرمليون برميل يوميا وبالتالى تعتبرالولايات المتحدة من أكبر الدول المستوردة والمستخدمة للبترول فى العالم وتليها اليابان والصين ودول الأتحاد الأوربى .

وفي منطقة الشرق الأوسط تقدرالاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام بحوالي 683 مليار برميل وهو ما يعادل 66% من إجمالي الاحتياطي العالمي المؤكد من النفط الخام والبالغ حوالي واحد تريليون و 75 مليار برميل.

وتمتلك المملكة العربية السعودية أكبرالاحتياطيات النفطية في العالم والتي تقدر بحوالي 262 مليار برميل، أي ما يعادل 38% من إجمالي الاحتياطيات النفطية في الشرق الأوسط و25% من الاحتياطي الإجمالي العالمي للنفط. ثم العراق والتي تقدر احتياطياته النفطية بحوالي 113 مليار برميل، ثم الإمارات العربية المتحدة حوالي 98 ملياربرميل، ثم الكويت حوالي 97 مليار برميل، ثم إيران حوالي 90 مليار برميل، ثم قطر حوالي 13 مليار برميل، ثم عمان حوالي 6 مليارات برميل. أما باقي الدول فهي أقل من ذلك. حيث تقدر الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام في أميركا الشمالية بحوالي 55 مليار برميل من النفط، يوجد منه 22 مليار برميل في الولايات المتحدة الأمريكية وحوالي 28 مليارا في المكسيك وحوالي 5 مليارات في كندا. وتقدر احتياطيات أميركا الجنوبية والوسطى مجتمعة بحوالي 95 مليار برميل تمتلك فنزويلا منها حوالي 81%. أما أوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق فتقدر احتياطاتها من النفط الخام بحوالي 59 مليار برميل، تملك روسيا منها حوالي 49 مليار برميل، أي ما يعادل 83% .

وتبلغ احتياطيات النفط الخام في القارة الأفريقية حوالي 75 ملياربرميل، تمتلك ليبيا منها حوالي 40%، وتمتلك نيجيريا منها حوالي 29%، ثم الجزائر حوالي 12% منه. أما دول جنوب وشرق آسيا واستراليا ونيوزيلاندا وغينيا الجديدة فيقدر احتياطيها الإجمالي من النفط الخام بحوالي 44 مليار برميل. تمتلك الصين منه حوالي 55% . وتمتلك إندونيسيا حوالي 11% . أما دول أوروبا الغربية مجتمعة فلا تتجاوز احتياطياتها من النفط الخام 17 مليار برميل، حوالي 53% منها في النرويج وحوالي 29% منها في بريطانيا. فهل تستطيع أوبك أن تلعب دوراً أكبر في المستقبل؟

وتستطيع العربية السعودية اذا رفضت الأوبك هذا العمل الانسانى أن تنقذ العالم من خطر التضخم بالخروج عن شروط الأوبك المقيدة للانتاج وبأعتبارها تملك أكبر احتياطى استيراتيجى فهى تستطيع أن تسد حاجة السوق العالمى اليومى من النفط ولمدة خمسون عاما وهى مدة كافية لانتاج بدائل أخرى للطاقة أقتصادية .

هل تنقذ السعودية العالم من خطر المجاعة سلميا ؟؟

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية