وماخفى كان أعظم
..........................................
| |
الثنائى الشرير | |
بقلم :غريب المنسى
......................
منذ سبتمبر الفين وواحد حدثت مجموعة تغيرات خطيرة فى سياسات الولايات المتحدة على يد ادارة الرئيس جورج بوش على المستوى الداخلى والخارجى من ضمن هذه التغيرات التالى :
أولا : اهمال وتعطيل قانون الاجراءات الجنائيه الذى هو روح الدستور الامريكى.
ثانيا : التصنت على العرب وغير العرب بدون أمرمن المحكمة.
ثالثا : السحل والتعذيب لمن يقبض عليه بتهمة الارهاب سواء كان برىء أو غير برىء.
رابعا : ظهور سجون سرية أمريكيه فى أماكن متفرقة من العالم.. لم يعلم بها الكونجرس لانهم قد أعطوا لبوش موافقة على بياض ليتخد مايراه مناسب حيال موضوع الارهاب .
خامسا : ضرب عرض الحائط بمعاهدة جينيف وكل ما يرتبط بحقوق الانسان بخصوص أسرى الحرب.
أما بالنسبة للفريق الذى يقود السفينة الامريكية وهو الرئيس ونائبه ووزير دفاعه ووزير خارجيته ومستشار أمنه القومى فقد رأينا التالى .
أولا : وزيردفاع سابق - رامسيفيلد - متسلط وديكتاتورى وكاتم على أنفاس القادة العسكريين الذى من المفروض أن يكون رأيهم مهم فى حالة الحرب .
ثانيا : وزير خارجية سابق - كولن باول - يعلم بالقرارات المهمة ومنها قرار حرب العراق بعد أن قرره الرئيس مع نائبه ووزير دفاعه والسفير السعودى فى واشنطن.
ثالثا : مستشارة أمن قومى سابقة ووزيرة خارجية حاليا - كنداليزا رايس - لاتصلح للمنصب لا لنقص فى الشهادات - فهى تحمل الدكتوراه ومتخصصة فى الشؤن الروسية - ولكن لجهلها بطبيعة المشكلة .
رابعا : نائب رئيس - ديك شينى - غامض وغير مريح .
خامسا : رئيس - جورج بوش - سطحى جدا وتنقصه الخبرة.
أما بالنسبة للسلطة التشريعية - الكونجرس - فوجدناه يضارع أى مجلس نيابى عربى من حيث الموافقة على كل شىء يطلبه الرئيس ومنها المساس بروح الدستورالامريكى , وهذا لان الاغلبية كانوا جمهوريين فالرئيس جمهورى وأعدائهم جميعا هم الديمقراط.
أما بالنسبة للسلطة القضائيه فقد وقفت عاجزة مكتوفة الايدى لان الدستورالامريكى يعطى الرئيس صلاحيات مطلقة فى حالة الحرب .
أما بالنسبة للصحافة - المرئيه والمسموعة والمقرؤة - فهى كأى صحافة وطنية وقفت خلف الرئيس فى حربه على الارهاب ..ولكنها قد بدأت تعترف بحماقة السياسة الخارجية.
كل ما ذكرته أعلاه ونعرفه - وحتى لاتنسى - عن الولايات المتحدة الامريكية وليس عن السودان أو موريتانيا أما الذى كنا لانعرفه وقد أخبره لنا الاستاذ - بوب وود وورد الصحفى بجريدة الواشنطن بوست - فى ثلاث كتب تؤرخ لهذه المرحلة وهم - حرب بوش و التخطيط للهجوم والهروب من الواقع - أن المستشار السياسى لبوش من خلف الكواليس وصديق الاسرة الحميم بندر بن سلطان السفير السعودى السابق فى واشنطن كان السبب المباشر لكل التغييرات التى حدثت فى خلال الخمس أعوام الماضية والتى ذكرتها أعلاه ومن هنا نعلم أن هذه الوساخة كلها من صنع عربى.
فى كتابه الهروب من الواقع يتسائل - بوب وود وورد - هل حرب العراق كانت ضرورية؟ لماذا تصر الادارة الامريكية على أنها منتصرة فى العراق والعكس هو الصحيح ؟ وكيف يدخل الامريكان حربا ولم يخططوا أساسا لكيفية الخروج منها وهذ هى ابجديات التخطيط العسكرى؟ ولماذا تصر الادارة الامريكية على اسلوب النعام وهو الهروب من الواقع ؟
والى لقاء فى الحلقة القادمة .. مذكرات جورج تينت مدير وكالة المخابرات الامريكية السابق
مصرنا ©