اللهلوبة
...............................................................
بقلم : غريب المنسى
......................
المعلومات المبدئيه التى أرسلها الى جريدة عرب تايمز أصدقاء مفيد سلطان زوج السيدة وفاء سلطان عن هذه الأسرة لاشك فى أنها تكتسب مصداقية كبيرة لأنها شهادات لم تنتزع داخل سجون عرب تايمز!! وهى تلقى الضوء على خلفية هذه المفكرة العلمانية المغشوشة والتى هى بعض من مخلفات ثقافة طوابير الخبز الطويلة والقهر والحرمان والجوع والهروب من الواقع فى عالمنا العربى وعبور المحيط الأطلنطى والتسلل من المكسيك من أجل حياة أفضل بآية طريقة .. فالغاية تبرر الوسيلة كما قال ميكافيللى الفليسوف السافل!!
وحكاية وفاء سلطان من الجانب الانسانى هى مبكاة انسانية.. فهى كأم وزوجة وجدت نفسها فى الولايات المتحدة وفى ظروف صعبة للغاية ..وغلاء الحياة وقلة الدخل جعلاها تفكر فى طريقة جهنمية برجماتيه تكسر من خلالها حلقة الفقر المدقع المفرغة .. ولقد حاولت ولايمكن لنا أن نلوم أى انسان - على الأقل انسانيا - لمجرد أنه يحاول ولقد كانت كل الظروف الدولية فى صالحها تماما !!
ولاشك أن السيدة وفاء سلطان لديها مواهب كثيرة جدا مكبوته قتلها الفقر والضغوط . فوفاء سلطان كان من الممكن جدا أن تكون روائيه عالمية لما تتمتع به من أسلوب شيق فى عرض أفكارها. وكان من الممكن فى ظل الظروف الطبيعية أن تكون ممثلة قديرة يتعاطف معها المشاهدين وتفوز بجوائز فنية عظيمة وتجنى من خلالها ثروة .. ولكنها وتحت ظروف الفقر لم يتاح لها الوقت المناسب لكى تفكر فى مواهبها والتى ظهرت جليا ولكن بعد فوات الأوان .. فالفقر يقتل المواهب والتفكير السوى أحيانا !!
ومن خلال اعترافات معارفهم المقربون فوفاء ومفيد يخططان لأمورهم كفريق متناسق هدفه الضرب والجرى قلقد قدر الرجل مواهب زوجته وقدرت الزوجة مواهب زوجها .. فغيرا من هويتهم القومية والدينية تماما كما يفعل لصوص البنوك .. فلقد وضعا ماسك على وجوهيهم ليخفيا شخصياتهم الحقيقية واستسلم لهم مسئولى الفضائيات والمؤتمرات تحت تهديد سلاح الحرية وأعطوهم مفاتيح البث المباشر حملا بعدها حقائب المال والشهرة ولكن عند خروجهم من باب الجزيرة وكما حدث فى فيلم روبرت دانيرو الشهير- The Score- تنبه البعض وتم القبض عليهم متلبسين بجريمة القرن الثقافية والدينية وانتصر الخير على الشر.. فلاتوجد جريمة كاملة .
وهنا ينبغى لنا أن نناقش أمرين فى منتهى الخطورة نعانى منهم فى هذه الحقبة وهما : موضوع المفكر الكبير ومن الذى كبره ؟ وموضوع الدال والنقطة التى تسبق أى اسم ومامعناها ؟ . من الذى أطلق على وفاء سلطان وغيرها لقب المفكرة الاسلامية الكبيرة وقدمها على أساس أنها الدكتورة وليست الطبيبة ؟ فالدال قبل الاسم عائمة وقد يكون حاملها د. اسنان .. د. بيطرى .. د. بشرى .. د . صيدلى أو قد يكون من حاملى الدكتوراه وبالتالى فالألقاب التى نمنحها كالبهرات للشخصيات تؤثر على الشخص المتلقى للرسالة فى صالون منزله.
فعندما قدمت الجزيرة وفاء سلطان قدمتها على أنها الدكتورة وفاء سلطان ووصفتها بأنها مفكرة كبيرة وقسمت الشاشة الى نصفين ووضعت تحت صورتها عبارة بث حى من لوس انجليوس وهذا ماجعل المواطنين يثقوا فى أهلية المتحدثة وتوقع المشاهدين أن وفاء سلطان لابد أن تكون حاصلة على الدكتوراه من أكسفورد أو جورج تاون وذهبت للولايات المتحدة مع زوجها الذى من المفروض أن يكون أكاديمى وليس ميكانيكى لتحاضر فى أعرق جامعاتها بناء على طلب هذه الجامعات .. وعلمها لابد أن يكون غزيرا !!
وطبقا لاعترافات أصدقاء مفيد كانت السيدة وفاة تخاطب ملايين المسلمين على الهواء مباشرة من مكتب زوجها الذى هو فى الواقع جراج سيارات قديمة ومستعملة فى لوس انجليوس كاليفورنيا وهى مبرشمة. وعندما اكتشفت وفاء أنه حتى قناة الجزيرة قد أكلت الطعم وصدقت كذبها ولم تتحرى عنها صدقت هى نفسها أكثر وعاشت فى وهم كبير يحده شعاران: الأول هو المفكرة الكبيرة والثانى هو الدكتوره .
ان تقديم الأشخاص فى اعلامنا لابد أن يتم بحساب فلايوجد فى الغرب مفكر كبير وأخرصغير .. هناك الألقاب تنحصر فى أكاديمى أوسياسى أو صحفى أو كاتب فقط وبدون الحلويات التى نضيفها نحن لضيوفنا وهذه عادة تفرغ الجسم من محتواه وتنفخ بالونات من الهواء بلا بمرر على الاطلاق. والنتيجة كما ترون .. نصب علنى مع سبق الاصرار والترصد .
أخيرا وجدت من الفكاهة أن اضع بين يديكم مقطع من خطبة وفاء سلطان فى مؤتمر الأقباط الأخير ...... والتى تقمصت فيه شخصية أخرى مختلفة تماما عن الشخصية التى عرفها بها أصدقاؤها القدامى والذين مازالوا أحياء يرزقون فى لوس أنجليوس !!
تقول وفاء وبتشنج درامى يؤهلها للأوسكار : " في دفاعي المستميت عن المرأة لم أعانِ من الرجل كما عانيت من المرأة. كانت الأسبق الى شتمي وتكفيري والدعاء لقتلي! ومع هذا يعزّ عليّ أن أتخذ موقفا معاديا لها. هي قضيّتي.. هي صليبي الذي أحمله على ظهري. لن أعاديها وسأظل خلفها حتى تعي مقدار قيمتها، ولتعلم كلّ النساء في وطني عندما يقف الله ضدّ المرأة سأقف ضدّ الله! نحن العلمانيون، وكل مخلص لتلك القضية التي نحارب من أجلها اليوم، لسنا قادرين على أن نخوض تلك الحرب الضروس وحدنا. على العالم المتمدّن الحر ممثلا بالولايات المتحدة الأمريكيّة أن يقف الى جانبنا ويدعمنا بكل قواه كي نصل الى حقوقنا المشروعة والاّ لن يكون النصر حليفنا. العالم اليوم قرية صغيرة ولا يستطيع الأمريكي أن يكون آمنا في بيته في فلوريدا مالم يكن المصري آمنا في قريته في الصعيد! لا أمن في بلاد لا تحترم حقّ كلّ انسان بغض النظر عن دينه وعرقه ووطنه! أمريكا كدولة عظمى معنيّة بمساعدتنا، وأنا كامريكيّة من اصل سوريّ اؤمن حق الايمان بقدرة امريكا وحسن نواياها حيال تلك المهمة! أشكر مرّة اخرى القائمين على ادارة وإنجاح هذا المؤتمر. أشكرامريكا البلد المضيف والمضياف. اشكر السادة الحضور والنصر لقضايانا!
وهنا وقف أحد الحضور وهتف بأعلى صوته : تعيش وفاء نصيرة الحرية والمؤمنة بتوزيع الشيكات الأمريكية على أخوانها النصابين !!
براعة فى الهروب من الواقع والتمثيل تستحق التعليق.... الا تتفقون معى انها لهلوبة ؟؟
مصرنا ©