حرية من طرف واحد
...............................................................
بقلم : غريب المنسى
......................
حاول الشيخ حمد حاكم قطر أن يشهر بمصر ويهاجمها بوقاحة من خلال قناة الجزيرة متصورا أن العملية سهلة !! فقامت الحكومة المصرية بكل هدوء باايفاد بعثة تلفزيونيه مصرية مدربة الى جنيف حيث كان يقيم فيها والده المأسوف على حكمه الشيخ خليفه وأجرت معه لقاء تلفزيونى من القلب لمدة ثلاث ساعات أقل مايوصف به هذا اللقاء أنه كان اعتراف مفصل من الأب بعقوق الابن !! وعلى الفور طار مسئول مصرى رفيع المستوى الى الدوحة بنسخة من الشريط وبرسالة مقتضبه الى هذا الابن العاق – الشيخ حمد – معناها : حتخرس والا نذيع الحلقة مع بابا ؟ وكان رد الشيخ حمد : نعم سوف أخرس!! وخرست الجزيرة تماما عن التجريح فى مصر خوفا من النتائج المترتبه على ذلك .
والجزيرة لمن لايعرف هى فرع من أفرع القوات المسلحة القطرية .. فالقوات المسلحة القطرية لاتذكرعسكريا فكان قرار الشيخ حمد أن يضيف اليها سلاح اللسان حتى يستطيع أن ينتصر على عدوته اللدود السعودية .. وهذه هى فلسفة قناة الجزيرة منذ نشأتها وليست كما يتصور البعض أنها كانت لتطوير الاعلام العربى الى مستوى ال CNN . فا لجزيرة نشأت للرد على بلطجة السعودية.. والعربية أسست للرد على وساخة الجزيرة .. وبين هاتين القناتين تصورنا أننا فى عصر الحرية الاعلامية العربية .
وتتبع الجزيرة أسلوب النعامة .. فكل الأنظمة العربية تخضع للنقد وسلاطة لسان الجزيرة وتصمت الجزيرة أمام وساخة وعقوق وسرقات مؤسسها الشيخ حمد الأمير الحائز على لقب العاق بلا منازع !! واستغلت الجزيرة أحداث سبتمبر وشرائط بن لادن لكى تبنى سمعة عالمية فى الغرب على أنها الوكيل الوحيد والعام لشرائط بن لادن .. وهذا الأمر كان ومازال مصدر شكوك المشاهدين .. ولأن مؤسسها رجل له تحالفات مشبوهة مع الغرب واسرائيل فهذا يجعلنا نفكر جديا فى هوية هذه القناة وهدفها .. فهى ليست قناة مثالية بريئه وان كانت تظهر كذلك.
وتعتمد الجزيرة على خبرات مصرية وفلسطينية من الطراز الأول ولولاهم لما قامت.. وتستغل القضية الفلسطينية للظهور بمظهر وطنى وقومى لأنها القناة العربية الفضائيه التى تبث من مواقع الأحداث وتستخدم الجزيرة أيضا أسلوب البلاك لست فى اختيار الضيوف .. والضيوف لهم حرية محدودة كما يرى معد البرنامج أو مقدمه وطبعا لأنها قناة لها شعبية كبيرة فى العالم العربى فظهور شخصية معينة على الجزيرة هو بمثابة ضربة حظ له لانه سيكون مشهورا جدا !! وبالتالى أصبحت هذه القناة هى التى تبنى أو تهد الأسماء وبالذات الأسماء النرجسية التى تحلم بالشهرة .
من ضمن هذه الأسماء السيدة وفاء سلطان التى تطلق على نفسها أنها المرأة التى تعرف عن الاسلام كل شىء وتنصلت منه لأنه دين مش ولابد !! وبالتالى تريد أن تفضحه وتنور الغرب لخطورة الاسلام على البشرية وفى الطريق الى ذلك تحقق نجومية وشهرة وثراء !! ووسيلتها الى ذلك هو السيد فيصل القاسم ابن بلدها .
وكما ضحك أحمد الجلبى على الولايات المتحدة من قبل .. فوفاء سلطان تكرر مافعله أحمد الجلبى ولكن مع اختلاف السيناريو .. فشلبى أقنع الادارة الأمريكية أنه زعيم عراقى فى المنفى له شعبية كبيرة داخل العراق ويريد أموالا طائلة للتخلص من صدام وكان له ماأراد .. وبعد الغزو اكتشفت الولايات المتحدة أنه نصاب عالمى موهوب . ولكن وفاء أذكى قليلا من شلبى فهى تعلم جيدا أن صراع الأديان بيزنس ممتاز ومطلوب جدا فى الغرب بعد أحداث سبتمبر فبدأت تقدم نفسها على أنها المرأة المسئولة عن حال الانسانية وأنها لاتنام الليل من فرط خوفها على البشرية من الاسلام .. وأنها هى التى سوف تواجه المسلمين وتقنعهم بأن دينهم ليس دينا ..الخ .. الخ وهى تبنى افتراضها على أن كل المسلمين على شاكلة بن لادن وبالتالى فكل المسلمين ارهابيين . ومن هنا يأتى تناقض وفاء العجيب فكل أسرتها فى حماة سوريا مازلت مسلمة .. واذا كانت أسباب كرهها للاسلام وخروجها منه هى أسباب شخصية جدا الا أنها تريد أن تعممها علينا من خلال قناة الجزيرة وموقع الحوار المتمدن.
ولما كان تعريف الحرية مازال موضع اختلاف بين الفلاسفة حتى يومنا هذا ..الا انه من المتفق عليه مبدئيا أن حرية الفرد تقف عن حدود حرية الأخرين .. وبالتالى يكون ماقالته وفاء سلطان على الهواء فى برنامج الاتجاه المعاكس بخصوص الدين الاسلامى هو فى الواقع اعتداء على مقدسات الأخرين وبالتالى يوجب مقاضاتها ومقاضاة برنامج الاتجاه المعاكس ومقاضاة الجزيرة ومقاضاة حاكم قطر لما سببوه من ضيق لمئات الملايين من المسلمين .. ولأنهم أيضا يضرون بمصالح الولايات المتحدة التى تحاول جاهدة أن تبنى جسورا من الود مع المسلمين . فوفاء سلطان تستفز الارهابيين وتدعوهم بطريقة استفزازية للقيام بأعمال حمقاء وهذا مايجب على الحكومة الأمريكية أن تعيه وتقدمها للمحاكمة عليه بتهمة الارهاب !! فوفاء سلطان لاتخدم أحد على الاطلاق بكل ماتقوله بل هى تضر الولايات المتحدة الأمريكية برعونتها ونرجسيتها ومرضها النفسى المستعصى وحاجاتها الى الثراء.
وهذا قد يجرنا الى التساؤل عن هذا السبب الشخصى الراسب فى أعماق نفسيتها ضد الاسلام ؟ وماهو سر تركيزها على علاقة سيدنا محمد بعائشة ؟ ولماذا هى دائما جاهزة باتهامات سابقة التجهيز ضد الاسلام ترددها عن ظهر قلب كالبغبغاء ؟ ولماذا تقول كل ذلك فى هذه الفترة بالذات ؟ أغلب الظن أن السيدة وفاة لها ماض غير سعيد بالمرة فى سوريا ولربما تكون قد تعرضت لاغتصاب جنسى فى طفولتها على يد أحد شيوخ بلدتها ؟!! أو البلدة المجاورة !! أيا كانت الأسباب فبالتأكيد هناك سبب خفى فى نفسيتها .. وهو سبب شخصى جدا تريد هى بفهلوة أن تجعله سبب عالمى ونرى نحن أنه من العدل والحرية أن نعرفه.... وسنعرفه .
أما فيصل القاسم فهو يدعى أنه رجل متحرر وديموقراطى .. ومن خلال حياتى العملية والتى تزيد عن ثلاثين عاما فى الغرب لم أرى قطا رجل عربى قد أصبح حرا بالطريقة التى يداعبنا بها هذا القاسم .. فمازلنا نحن العرب لنا طقوس خاصة بنا مهما تعلمنا ودرسنا وشربنا من ثقافة الغرب .. فمازلنا نغار على زوجاتنا وبناتنا وديننا ونبينا ومازلنا نعيد مرضانا ونهتم بشئون كبار السن من والدينا .. فاذا كان فيصل القاسم يريد أن يقنعنا بأن مناقشة شئون نبى الاسلام الشخصية على الهواء هى حرية .. فبئس الحرية ياسيدى الفاضل . وبالتالى ستفتح لنا الباب لمناقشة شئونك وشئون زوجتك الشخصية مع حاكم قطر .. ولماذا انت بالذات الرجل المدلل فى الجزيرة ؟ وماهو الثمن الذى تدفعه ودفعته لتكون النجم الأوحد ؟ ربما لو ركزنا فى التفاصيل لأكتشفنا أمور محرجة تجرى أحداثها من وراء الكواليس.. وأيضا سنعرفها .
مصرنا ©