مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 أما بعد ..
...............................................................

غريب المنســــــــــــــى
...........................

سؤل الأديب الأيرلندى الساخر "برنارد شاو" ذات مرة فى لقاء صحفى لماذا تكتب دائما عن المال ويكتب غريمك الانجليزى "هربرت جورج ويلز" دائما عن الأخلاق ؟ فرد بسخريته المعهوده : كل منا يكتب عن الذى ينقصه !! .. هذه الاجابة الفلسفية الساخرة تعبر تماما عما يدور فى حياتنا هذه الأيام وبالذات فى فى شرق أوسطنا المضطرب.. فبعد الغزو الاسرائيلى الأخير لقطاع غزة والذى تعتبره الأنظمة العربية كلها من المحيط الى الخليج أمر طبيعى جدا .. مر وسيمر وسينسى .. كما نسيت الشعوب العربية كل تاريخها بالكامل تحت وطأت القهر.. أقول بعد الغزو الأخير لغزه اذا قرأ المواطن الصحف العربية الحكومية يجدها متعاطفة مع حماس والشعب الفلسطينى تعاطفا منقطع النظير واذا نظر نفس المواطن لموقف الحكومات العربية والتى هى مسؤلة عن هذه الصحف لوجد أن الموقف الرسمى مختلف تماما عما تنعق به هذه الصحف وهذه الشيزوفرانيا المركبة الهدف منها هو لهو المواطن وتشتيت تفكيره وأصبح المواطن البسيط لايعرف بالضبط ماذا يحدث ؟وماهى مكونات الصورة الكبيرة؟ .. فهو يرى جزء من الصورة ... وبقى السؤال عالقا هل نحن معهم أم ضدهم؟

ولكى نرى الصورة الكبيرة علينا أن نسمى الأشياء بمسمياتها الحقيقية وأن نبعد عن أسلوب الأكاديميين الذين يرسمون الصورة للمواطن العربى البسيط من خلال أعين الأنظمة التى يعبرون عنها واستخدامهم المفرط لمصطلح "الجيوبولتك"!! فمن يعبر عن النظام السعودى تعبيرا مدفوع الثمن لابد أن نتوقع منه أن يقنعنا بأن السعودية هى نصير الشعب الفلسطينى ولكن المشكلة فى حماس .. ومن يعبر عن النظام المصرى لابد أن يقنع العامة بأن مصر ضحت بالغالى والنفيس من أجل الشعب الفلسطينى ولكن المشكلة تكمن فى حماس وهذا أمر خارج عن ارادتنا !! وهكذا .. هكذا كل ألسنة الأنظمة العربية . ولكن الصورة الكبيرة كما أراها ويراها معى العقلاء أن حماس من أشرف الحركات الوطنية التى أنتخبت لتعبر عن الشعب الفلسطينى ولأنها حكومة نظيفة اليدين فى وسط أنظمة عربية قائمة على السرقة والنهب فلابد من تدميرها وخنقها حتى لايكون هناك حماس مصر وحماس السعودية وحماس ليبيا وحماس المغرب ... الخ وبالتالى تجد الأنظمة العربية نفسها مطالبة بديموقراطية عربية وليست ديموقراطية غربية والتى هى السبب فى تذرعهم بعدم استخدام الديموقراطية. اذن خوف الأنظمة العربية من حماس ليس لأن حماس سيئه ولكن لأن حماس نموذج جيد لاتريد هذه الأنظمة لشعوبها أن تحتذى به .

ان مانراه اليوم هو صراع بين الخير والشر ..وصراع بين الوطنية المجردة والخيانة فى ثوب شرعية وعلينا جميعا أن نبدأ فى تنشيط ذاكرتنا .. ولاننسى مايرتكبه اليهود من مجازر ضد شعبنا العربى فى فلسطين فاليهود لم ينسوا محرقة هتلر المشكوك فى حجمها وصحتها ويتباكون عليها وكأنها وقعت بالأمس ..ونحن ننسى دائما ماحدث ويحدث لنا على أيدى اليهود العنصريين .. ان عودة الذاكرة الينا واستمرارها معنا هو الأمل الوحيد الباقى فى مواجهة أكبر عمل بربرى فى القرن الواحد والعشرين وليعلم اليهود أنه لن يصح غير الصحيح ولن يضيع حقا أبدا ورائه مطالب.

أخيرا .. فى غمرة الظلم والتكبر نسينا أن نوجه الشكر للأخوة الأبطال أطباء غزة الذين كسرو حاجز المستحيل فكيف لطبيب وبالذات فى قسم الطوارىء أن يتعامل مع المصابين فى ظل نقص فى المخدر والمضادات الحيوية والأكسوجين والماء والكهرباء؟ ولكن هؤلاء الأطباء الذين يعملون تحت ظروف غير عادية ضربوا الرقم القياسى فى البطولة والتضحية فلهم كل الشكر والتقدير.

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية