حنجوريات ............................................................... بقلم : غريب المنسى ....................... أول من اخترع لقب "الحنجورى" هذا فى الصحافة المصرية هوأ ستاذنا محمود السعدنى , وقد كان صليل الحناجر فى فترة التحول الاشتراكى والتحول الانفتاحى أمضى من صليل السيوف فى ساحات المعارك . فنحن أمة تعشق الشعر وتموت فى الكلام .. نحن أمة اخترعت أحلى الشعارات الحنجورية التى دفعت وتدفع بالملايين من البشر للاتحاد الجماعى ولكن للأسف ليس للقضاء على أى عيب من عيوبنا الواضحة ولكن للاتحاد فقط لتأييد زعماؤنا الاشاوس الذين لم ينتصروا فى أى معركة .   لم نعرف - وربما لن نعرف - من هو مخترع شعار بالروح بالدم نفديك يافلان هذا.. وهو شعار بدأ فى مصر وانتشر كما تنتشر النار فى الهشيم فى كل أنحاء الشرق الاوسط وأصبح مثل البيتزا بكل الأشكال والاذواق ولكن أغلب الظن ان مؤلف هذا الشعار من طبقة اتحاد قوى الشعب العاطفى التى تتعاطى الكلام كمسكن وكحل وحيد للمرحلة .. أية مرحلة سوداء يمر بها الشعب العربى. نحن فى القرن الواحد والعشرين .. ومازلنا نلعب فى خصياتنا وشعوب العالم النامى الاخرى بدءت تسلك طريق التنمية والتقدم .. ونحن مازلنا مشتتون ومشغولون بمن سيكون الرئيس القادم؟ وهل سيقفز الاخوان المسلمون على السلطة ؟ أم ستكون من نصيب الاخوان الغير مسلمون؟ نحن فى القرن الواحد والعشرين .. ومازال حكامنا يتعاملون معنا وكأننا قطيع من الغنم .. لابد لنا من أن نأكل ما يأكلون ونحب ما يحبون ونوافق على ما يقولون و ننام نحلم بهم . نحن فى القرن الواحد والعشرين .. ومازال حكامنا يكوشون على ثروات الوطن بنهم ويدفعون الشعوب الى مستنقع عميق من اليأس والفقر والجهل والمرض والتشتت. نحن فى القرن الواحد والعشرين .. وفى مصر وحدها تسعة مليون عانس .. واثنى عشر مليون عاطل - وباقى القوة العاملة تتعايش على الفتات - وأربعة وسبعين مليون من البشر بلا هدف قومى ولا أمل ولا يحزنون. نحن فى القرن الواحد والعشرين .. وقد ألغى الحكام الزمن فينا .. فنحن جميعا مثل أهل الكهف اذا فتحنا أعيننا وجدنا أنفسنا فى العصر الجاهلى بقشور حضارة غربية مزيفة .. التليفون المحمول .. والبنطلون الجينز .. ومن الداخل خاويون فارغون كما بالونات الهواء. نحن فى القرن الواحد والعشرين .. ومازلنا نردد خلف الزعيم خزعبلات ونعشق حكامنا اذ هم ضربونا بالعصا فنحن أيضا مؤلفى ...  ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب. نحن فى القرن الواحد والعشرين .. ومازلنا جبناء ليس لدينا الشجاعة لنقول لهؤلاء الذين عذبونا وفلسونا وبهدلونا و.. ورثوناأحياء .. كفاية ياولاد .... نحن فى القرن الواحد والعشرين ولم تنجب أمتنا بعد رجل قادر على ازالة أثار العفن فى قيادتنا وقيادة سفينة الوطن الى بر الحرية والعدل والسلام الاجتماعى  .. لقد أصبحت أمتنا امة عقيمة لاننا توقفنا عن قراءة التاريخ .. فالتاريخ يؤكد أن الأمم والشعوب عندما تصل الى الطريق المسدود يخرج من رحمها مرشد ودليل  .. ولكن الا تتفقون معى على أنه قد طال الانتظار على هذا المرشد.   أليس نحن الشعب الحنجورى الذى يردد وبصوت عال .. بالروح بالدم نفديك يازعيم ؟ مصرنا �
	.....................................................................................